يارا المصري
احتج السكان في مخيم جنين للاجئين على المسلحين وطالبوهم بوقف القتال وتسليم أنفسهم إلى قوات الأمن الفلسطينية حتى لا يتم اغتيالهم من قبل جيش الاحتلال، وطالبوا بأن يكون لهم أسوة في عدي القزي، حيث في الوقت الذي تقوم فيه قوات الجيش الإسرائيلي بعمليات اعتقال يومية في صفوف الفلسطينيين، من خلال حملات عسكرية كبيرة تترافق مع إصابات دامية، اختار قائد مجموعة «عرين الأسود» في نابلس، عدي القزي، تسلم نفسه لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
وأكدت المصادر حينها أن العزي، الذي هو بنفسه عضو في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، أقدم على هذه الخطوة بتنسيق مع قيادته بعد أن كان قد ترك الخدمة واختار العمل المسلح ضد إسرائيل. وقالت إن «أجهزة الأمن بدافع حرصها على حياة أبنائها ولمعرفتها بأن قوات الاحتلال قررت تصفية مجموعة المناضلين في (عرين الأسود) فرداً فرداً، بادرت إلى حمايتهم واقترحت عليهم تسليم أنفسهم لها حتى تجهض مخطط إسرائيل لتصفيتهم».
وعُلم أن قادة أجهزة السلطة الفلسطينية قاموا بتنسيق هذه الخطوة مع إسرائيل من خلال قنوات التنسيق الأمني، والأمر نفسه سيتم مع جميع من ينوون تسليم أنفسهم من المسلحين إلى السلطة الفلسطينية، وبحسب مصدر في السلطة الفلسطينية، فإن إسرائيل تمارس ضغوطاً شديدة على «عرين الأسود» وأمثالها من تنظيمات المقاومة في الضفة الغربية، ولا تتردد في إعدام أي فرد منهم تتمكن من الوصول إليه، وتنفذ عقوبات جماعية على البلدات التي تحتضنهم مثل نابلس وجنين وأريحا وغيرها، وتجنّد ضغوطاً دولية على السلطة الفلسطينية. وبناء عليه، فإن الاتجاه في صفوف هذه المجموعات المقاومة هو التفاهم مع المسؤولين في السلطة، والقبول بفكرة أن «السجن الفلسطيني أفضل من جرائم التصفية الإسرائيلية.
وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد داهمت مدينة جنين صباح اليوم بقوات كبيرة لغرض اعتقال مطلوبين، ادعت أن بينهم تجار سلاح، وخلال عمليات القوات، نشبت عدة اشتباكات مع شبان المقاومة تم خلالها إلقاء عبوة ناسفة على الجنود وإطلاق الرصاص عليهم، لكن الجيش الإسرائيلي تمكن من اعتقال اثنين من المطلوبين وتصدى للمشاغبين وتسبب في إصابة أربعة أشخاص بجروح. وقال الناطق باسم الجيش، إن قواته عثرت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة بأيدي المعتقلين.
ويطالب سكان مخيم جنين للاجئين بوقف الاقتحامات المتكررة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وتهدئة الأوضاع في المخيم، ويطالب المسلحين على الجانب الآخر بتسليم أنفسهم لأجهزة السلطة الفلسطينية والتفاوض على حلول لهذه الاشتباكات المتكررة من أجل عودة السلام إلى المخيم من جديد.