الرياض : زبيدة حمادنة
تتسابق الوجبات الشعبية في الباحة سواء في المناسبات أو الوجبات اليومية المنزلية في تنوعها وقيمتها الغذائية الطبيعية ، ليكون ” البُر ” بجميع أنواعه هو المكون الأساسي والرئيسي لهذه الوجبات سواء في المجتمع التهامي للمنطقة أو مجتمع السراة ، ولعل خبزة ” الـمـيـفـا ” الشهيرة تتسيد تلك القائمة حتى ذاع صيتها خارج حدود منطقة الباحة .
وتشتهر تلك الوجبات نظير ما تمتلكه منطقة الباحة من مساحات ومدرجات لزراعة القمح بأنواعه منذ تاريخها القديم .
وفي الوقت الحالي، تعيش تلك المزارع موسم الحصاد ، والتي أسهمت في وفرته معدلات الأمطار الكبيرة التي هطلت على المنطقة خلال العام ، إضافة إلى اعتماد الكثير من المزارعين في ري مزارعهم على الآبار الارتوازية والسطحية المنتشرة أو على مياه الأمطار ( العثري ) بالإضافة إلى ما يقدمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المنطقة بقيادة المهندس : فهد بن مفتاح الزهراني .
من هذا المنطلق سعى فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في الباحة وبشراكة مجتمعية مع إمارة منطقة الباحة وذلك ضمن فعاليات وبرامج صيف الباحة أجمل 44 ، لدعم وتسويق منتجات الحبوب الزراعية واللوزيات للمنطقة ” عبر إطلاق مهرجان ” حبوب بلادي واللوز ” في نسخته الأولى ، برعاية محافظ المندق الأستاذ : قاسم بن سعيد آل محسن بمشاركة 20 مزارعًا من أبناء المنطقة ، عرضوا منتجاتهم من البُر واللوز والحبوب الأخرى التي تزرع في المنطقة وتشتهر بها وبجودتها .
واوضح سعادة مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالباحة المهندس : فهد بن مفتاح الزهراني لصحيفة ( أحوال ) بإن المهرجان يهدف إلى صناعة استدامة اقتصادية ومجتمعية وبيئية لمزارعي المنطقة ، كما يستهدف توسيع النطاق التسويقي لمنتجات المزارعين والتعريف بها وعرضها بالطرق المثلى خاصة في مثل هذه الأيام من انتهاء الحصاد وازدحام المنطقة بالمصطافين والمتنزهين والزوار .
وأضاف الزهراني : بأن الفعاليات المصاحبة للمهرجان تستهدف جميع فئات المجتمع والطفل وذلك على خشبة مسرح حديقة الفراشة الترفيهية ، ويتخللها أيضاً برامج تثقيفية للمزارعين وورش عمل ، ومعرض مصاحب لأدوات الزراعة قديماً، ويشارك في المهرجان العديد من الأسر المنتجة التي تعتمد على ” البُّر وحبوب المنطقة الزراعية ” في صناعة ما يتم تقديمه من أطعمة لضيوف المهرجان .
هذا وتبدأ رحلة الزراعة في منطقة الباحة كغيرها من المناطق مطلع العام الميلادي من كل عام ، وتستمر لمدة ستة أشهر حتى يحين موعد الحصاد المعروف محلياً باسم
” الصرام “، وهي الطريقة المتعارف عليها لحصد المزارع منذ القدم ، بالآلات البدائية المعروفة باسم “المحش أو الشريم”، أو بالآلات الحديثة ” كالحصادات الكبيرة أو مكائن الحصاد اليدوية” التي انتشرت مؤخراً لقدرتها على الدخول في المدرجات الزراعية المنتشرة في قمم الجبال ، التي يصعب على الحراثات والحصادات الوصول إليها .
وتتنوع الحبوب التي تنتجها المدرجات الزراعية في منطقة الباحة ، فمنها الشعير والسميراء والحنطة والاسترالي والحمراء والسيال والدخن والذرة البيضاء والذرة الصفراء ، ويحين موعد حصادها مع إصفرار السنبلة واكتمال نموها ، ثم يتم نقل المحصولات الزراعية إلى الأماكن المخصصة لدياسها ،التي تعرف “بالجرين ” ، وهو الموقع المهيأ لدياس المحصولات الزراعية صيفاً وشتاء بواسطة الأبقار أو الإبل ، عبر جرّ صخرة كبيرة يتجاوز وزنها 100 كلغ على المحصول حتى يتم فرز الحبوب من القشرة المحيطة ، أو من خلال الآلات الحديثة التي انتشرت مؤخراً كالحصادات الكبيرة أو الحصادات التي تقوم الحراثات بتشغيلها، من خلال تزويدها بالمحصول يدوياً بعد أن يتم تشريق المحصول في الشمس لمدة لا تقل عن 14 يوماً، وهو الخيار المفضل لدى مزارعي المنطقة في الوقت الراهن .
ويحرص المزارعون في الباحة على العناية بحقولهم الزراعية ومتابعتها أولاً بأول والاهتمام بها ومعالجتها من الآفات التي تصاب بها لا قدر الله ، وحمايتها من الطيور والقرود حتى تكتمل عملية الحصاد والدياس ثم الذراة ، يليها وزن المحصول لإخراج الزكاة المقررة شرعاً فيه ، ثم تسويقه بالطرق المتاحة والمتبعة .