بقلم د : خالد السلامي
مع حلول العام الهجري الجديد، يطيب لي أن أتقدم بأحر التهاني وأطيب الأمنيات إلى الأمة الإسلامية جمعاء، وخاصةً إلى القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها النبيل. نتذكر في هذه اللحظة الأيام العظيمة التي مرت منذ الهجرة النبوية، الحدث الذي شكل تحولاً هاماً في تاريخ الإسلام وحياة المسلمين. تجسد الهجرة قيماً عظيمة مثل الصبر، التضحية، والثبات في الإيمان والعمل الدؤوب، قيم هي بوصلة الأمة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، ومصدر إلهام لجميع الأجيال. العام الهجري الجديد هو فرصة لنجدد العزم والهمم ونستذكر معاني التضحية والصبر والإيمان التي نحتاجها لتحقيق التقدم والرقي والازدهار. إنها فرصة للتأمل في ماضينا والتعلم منه والتطلع لمستقبل أفضل وأكثر تقدماً.
تعتبر الهجرة من الأحداث التاريخية الهامة التي شهدها العالم، ولكن لها بعد روحي عميق في قلوب المسلمين. فالهجرة ليست فقط عملية تغيير المكان، بل هي رمز للإيمان، الثبات، التحمل والتضحية. لقد عبرت الهجرة عن قوة الإيمان والقناعة التي كان يتمتع بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وتجدر الإشارة إلى أن الهجرة ليست مجرد إنقاذ للنفس والحياة، بل كانت خطة استراتيجية للحفاظ على الإسلام والمسلمين.
هاجر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعد أن زادت معاناتهم وأصبحت حياتهم في مكة غير محتملة. لقد زرع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بذور الإسلام في قلوب أهل المدينة، وبالرغم من أن الهجرة كانت صعبة ومحفوفة بالمخاطر، إلا أنهم استقبلوه بكل فرح وابتهاج.
عند وصول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، قام بتأسيس الدولة الإسلامية الأولى، التي باتت تعتبر المركز الروحي والسياسي للإسلام. وقد بذل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جهداً كبيراً في بناء المجتمع الإسلامي، من خلال تأسيس القواعد الأساسية التي تنظم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المدينة.
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه قدموا نموذجاً فريداً في التكاتف والتعاون والتضحية من أجل القضية العظيمة، وهي نشر رسالة الإسلام وحمايتها. ومن خلال الهجرة، تمكنوا من التغلب على الصعوبات والتحديات، وتحقيق النصر والتقدم.
ومع بداية كل عام هجري جديد، يستذكر المسلمون هذه الأحداث التاريخية الهامة، ويعيشون ذكرى الهجرة وما تحمله من قيم ودروس. فهي فرصة لتجديد العهد والعزم على الاستمرار في الجهاد والعمل الدؤوب من أجل نشر الإسلام والدفاع عنه.
يشمل الاحتفال بالعام الهجري الجديد عدة فعاليات وأنشطة تعكس الثقافة الإسلامية، وتهدف إلى تذكير الأجيال الجديدة بالقيم والمبادئ الإسلامية العظيمة التي تحث على التسامح والسلام والاحترام والتعايش.
بالإضافة إلى ذلك، يتم الاحتفال بالعام الهجري الجديد في الإمارات بطرق متعددة، بالتعبير عن الفرح والسرور، والقيام بالأعمال الخيرية. كما تنظم الحكومة الإماراتية العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية، مثل المعارض الفنية والندوات والمؤتمرات، للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة.
إن العام الهجري الجديد هو مناسبة للتجديد والتفكير في القيم الإسلامية التي يمثلها هذا الحدث التاريخي. هو فرصة للمسلمين في جميع أنحاء العالم لتجديد العهد مع الإسلام، وتعزيز التضامن والوحدة بينهم. كما أنه يذكرنا بأهمية التضحية والثبات والصبر في مواجهة التحديات. وبالرغم من مرور أكثر من ألف وأربعمائة عام على الهجرة، إلا أن قيمها ودروسها لا تزال حية ونافذة في قلوب ونفوس مجتمعنا المسلم.
نحن بحاجة إلى تعلم الكثير عن تاريخ العام الهجري وأهميته في تاريخ الإسلام. هذه الهجرة التي رسخت القيم الإسلامية وحقيقة الاختلاف الذي يمكن أن يكون بين الحق والباطل، وكيف أن الهجرة أتت لوضع الحد الفاصل بين هذا الاختلاف. لذلك، نحن نحتفل ببداية العام الهجري كتذكير لنا بأهمية الهجرة في تاريخنا، وكذكرى للتضحيات التي قدمها الرسول الكريم وأصحابه الكرام.
في هذه المناسبة، أتمنى للأمة الإسلامية وقادة وشعب الإمارات العربية المتحدة عاماً مليئاً بالخير والبركات. نسأل الله أن يكون هذا العام فاتحة خير على الجميع، وأن يعم الأمان والسلام جميع أرجاء الأرض.
المستشار الدكتور خالد السلامي -، سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وعضو الامانه العامه للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي وعضو التحالف الدولي للمحامين والمستشاريين الدوليين .