أقام المجلس الأعلى للثقافة برئاسة المثقف الكبير د/ هشام عزمي احتفالية بمناسبة مرور عشر سنوات على ثورة يونيو. شارك فيها عدد من لجان المجلس منها لجنتا الإعلام، والثقافة الرقمية. استمرت الاحتفالية على مدار ثلاثة أيام، وكعادة شباب المجلس برئاسة الأستاذ وائل حسين تألق التنظيم وانضبط المشاركون، ما لفت الانتباه حضور د/ هشام عزمي كل الجلسات، وهكذا يفعل الكبار مما زاد من قيمة تلك الجلسات بمداخلاته القيمة التي كثيرا ما طمأنت الحضور على المنجز الفعلى للثورة.
في الجلسة الأولى للجنة الإعلام قدمت معالي الوزيرة د/ درية شرف الدين، وكذلك الشاعر والإعلامي الكبير جمال الشاعر روشتة شافية لإنقاذ الإعلام، والمجتمع المصري من براثن السلاح الأسود وهو عالم السوشيال ميديا، وقد استمعت لهما في العام الماضي، وكانت نفس الروشتة التي تحقق منها بعض الصفحات التي تخرج لترد على الشائعات بعد انتشارها. وصعب جدا أن تصحح الخبر بعد انتشاره، فإن كنت أول المقدمين له صدقك الجمهور بنسبة 100% ثم إذا تم تكذيبك تنتفي من هذه النسبة 20 % من المثقفين الواعين ، وتظل نسبة 80% ما بين مصدق ومتشكك يميل لتصديق الشائعة؛ إذ إن الذي طرح الخبر يظل المسيطر والمهيمن، حتى لو دس السم في العسل. فلا سبيل للإصلاح إلا بمبادرة إنتاج الخبر وشفافيته ودعمه، وفتح عدد لا يحصى ولا يعد من المواقع كما يفعل الإعلام المعادي، وكما اقترح م/ زياد عبد التواب من لجنة الثقافة الرقمية .
في الجلسة الثانية للجنة الثقافة الرقمية برئاسة د/ محمد خليف هالني ما قدم الروائي ا/ سامح فايز المنشق عن جماعة الإخوان في الكشف عن رؤية منظمة ممنهجة لاختراق الثقافة المصرية، إذ الهزيمة الحقيقية لفصيل الإخوان في ثورة 30 يونيو كانت على أرض الثقافة حجر الزاوية، وكانت الخطة الممنهجة بعد الهزيمة تسفيه كل من يريد الإصلاح، وإبعاد الرموز الحقيقية من المشهد، والدفع بعناصر جديدة لنيل الجوائز وتثبيت دعائمهم، والوصول لأي مركز في مفاصل الثقافة حتى لو كان صغيرا. الباب الخلفي الذي يدخلون منه هو باب المراكز البحثية، والمطابع السرية التي يعمل بها شباب الباحثين لإعادة إنتاج المنتج الأصلي بشكل مشوه ليحمل بصمة جديدة ثم دعم هذا المنتج بنقاد وكتاب وعمل ندوات وإعلام. ولا سبيل للإصلاح إلا بحركة ثقافية حقيقية جديدة ودعم الأقلام الحرة المتميزة.
كيف تشوه المليشيات كل منجز؟ ما أدلى به ا/ سامح فايز وطبقا لتقريرالمركزالعربي للبحوث والدراسات والذي توافقت رؤيته مع رؤية سامح كان كالآتي: إصدار الأوامر لكل أبناء الجماعة بعد التدريب الجيد، بفتح صفحات على السوشيال ميديا الغرض منها: بث روح الانهزامية والتسفيه من أي منجز يتم على أرض الواقع، ونشر الشائعات، وتصيد الأخطاء، والبحث عن التناقض بين التصريحات الجديدة والسابقة، واقتطاع أجزاء من الأحاديث بحيث تكون خارجة عن سياقها الطبيعي، والتركيز عليها بما يظهر هذه الشخصيات مدانة أمام الرأي العام. وأخيرا الاهتمام بدرجة قصوى بأي كلام يتعلق بحقوق الأقليات الدينية، وطرحه في سياق أنه ضد الإسلام. إنهم بالفعل يكملون؛ لكن بسلاح أسود. وللحديث بقية.