متابعة – علاء حمدي
أعلن ماريو ميهرِن، الرئيس التنفيذي ل فينترسال دِيا، خلال اجتماع طاولة مستديرة خاص بوسائل الإعلام، عن النتائج التشغيلية والمالية للشركة في الربع الثاني 2023. وكانت قد سجلت في الربع الثاني من عامنا الحالي إنتاجاً مستقراً من النفط المكافئ بلغ 322 ألف برميل يومياً، بزيادة قدرها ثلاثة في المئة على أساس سنوي. وحقّقت أرباحاً قدرها 975 مليون يورو قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين ومصاريف الاستكشاف؛ بانخفاض بلغت نسبته 24 في المئة على أساس سنوي، ما يعكس انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار.
وقال ميهرِن، مستشرفاً آفاق الشتاء المقبل: “من غير الممكن أن نكون راضين عن أنفسنا”، مضيفاً أنه في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار المنتجات بشكل كبير، فإن الآفاق المستقبلية لا تزال متقلّبة ومخاطر الإمدادات تظلّ قائمة. تعزيز استراتيجية التنويع للشركة عبر خطوات متقدّمة في النرويج والمكسيك وأشار ميهرِن إلى التقدّم الذي تمّ إحرازه في النرويج، حيث بُوشِر بتدشين العمل في حقلين مُشغَّلين من قبل الشركاء، وتمّت الموافقة على ستة مشاريع جديدة للتطوير خلال هذا الربع. ومن أصل هذه المشاريع الستة، ثمّة مشروعان؛ هما «دفالين شمال» Dvalin North، و«ماريا- المرحلة 2» Maria Phase 2 اللذان تشغِّلهما فينترسال دِيا، سيكونان قادرين على تزويد أوروبا بنحو 110 ملايين برميل من النفط المكافئ في مطلع عام 2025.
ووصف ميهرِن الموافقات على المشروع بأنها “أنباء إيجابية سواء لأوروبا، أو لفينترسال دِيا، وبرهان جَليّ على التزامنا تجاه النرويج”. وقد تعزّزت جهود التطوير في النرويج بالنجاحات التي تحققت في المكسيك، إذ سجلت الشركة نجاحاً كبيراً على صعيد الاستكشاف مطلع الربع الثاني من عامنا هذا في «كان» Kan. وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذا الحقل قد يحتوي على ما يتراوح بين 200 مليون و300 مليون برميل من النفط المكافئ. ومنحت السلطات المكسيكية الموافقة على خطة تطوير الشركة لاستكشاف حقل «زاما» Zama. ويُقدَّر إجمالي موارده القابلة للاسترداد من 600 مليون إلى 800 مليون برميل من النفط المكافئ، ومن المتوقع أن يسهم «زاما» بشكل كبير في إمدادات الطاقة في المكسيك على مدى السنوات الـ25 المقبلة.
احتجاز الكربون وتخزينه.. جوهريّ ومأمون
حصل مشروع «غرين ساند لاحتجاز الكربون وتخزينه» Greensand CCS في الدنمارك خلال الربع الثاني من هذا العام على اعتماد السلامة من قبل خبراء مستقلّين في ضمان السلامة وإدارة المخاطر من «دي إن في» DNV، الهيئة المانحة الرائدة عالمياً. وفي هذا الخصوص، نوّهت دون سامرز، المدير التنفيذي للعمليات في فينترسال دِيا، إلى أن “احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه هو إجراء آمن وبالغ الأهمية لمكافحة تغير المناخ”. ويُعَدُّ «غرين ساند» واحداً من أكثر المشاريع تقدُّماً في مجال احتجاز الكربون وتخزينه في أوروبا، ويهدف إلى تخزين ما يصل إلى ثمانية ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2030، أو ما يعادل 13 في المئة من الانبعاثات السنوية في الدنمارك. وفينترسال دِيا هي عضو رئيسي في التحالف الذي يقود هذا المشروع.
وأردفت أن فينترسال دِيا تسعى، في المحصّلة، إلى تخفيض ما بين 20 إلى 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2040 عبر مشاريع خاصة باحتجاز الكربون وتخزينه وبالهيدروجين. مُشيرةً إلى أن الشركة تواصل رحلة تطوُّرها: “من شركة الغاز والنفط الأوروبية المستقلة الرائدة، إلى شركة أوروبية مستقلة رائدة في إدارة الغاز والكربون”.
دور مُتنامٍ لشمال إفريقيا
تناولت سامرز في حديثها أنشطة الشركة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا، واصفًةً المنطقة بأنها: “تلعب دوراً جوهريّاً سواء في إمدادات الطاقة الأوروبية والعالمية، أو في إزالة الكربون مستقبلاً”. وقالت إن الشركة تهدف إلى تعزيز الشراكة مع شركة سوناطراك الجزائرية؛ لتبادل المعارف في مجال إنتاج الغاز والنفط، فضلا عن مشاريع إزالة الكربون: “نحن نبني شراكات متينة في إطار سعينا لتأسيس استثمارات ومشاريع جديدة”. وفعليّاً، فإن فينترسال دِيا هي شريك لسوناطراك في مشروع الغاز الطبيعي «رَقّان شمال» Reggane Nord.