صلالة – زبيدة حمادنة
القى الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري الشهير محاضرة لأول مرة في مدينة صلاله بسلطنة عمان وذلك على هامش فعاليات المنتدى العربي الثالث للسياحة والتراث الذي نظمه الاتحاد العربي للاعلام السياحي عضو الاتحادات النوعية العربية المتخصصة الذي ترعاه جامعة الدول العربية وهو المنتدى الذي تم وسط حضور ومشاركة عدد كبير من الإعلاميين ورجال السياحة ورجال الآثار العرب.
وتحدث حواس في ندوة حوارية عن أهمية السياحة في الدول العربية، ومستقبل السياحة في مصر، مؤكدًا أن الدول العربية بها تراث وآثار هامة جدا، واشاد كثيرا بسلطنة عمان وما حباها الله به من مقومات مؤكدًا ان ما شاهده في محافظة ظفار ومدينة صلالة لا وجود له في اي مكان بالعالم، لافتًا الى وجود العديد من الشواهد والاثار على حضارة عظيمة موجودة على هذه الارض ويمكن الاستفادة سياحيًا من خلال تسليط الضوء على الاكتشافات الاثرية الهامة في سلطنة عمان واستثمار الاثار العربية في زيادة حجم اعداد السياح الوافدين الى المنطقة.
وأشار حواس إلى أنه اكتشاف بعض الاثار المصرية في شبة الجزيرة العربية ومنطقة الخليج يدل على وجود علاقات تجارية بين مصر ودول الخليج وخصوصًا أن إحدى البرديات تقول إن الملك رمسيس الثالث أرسل بعثات تجارية لجلب النحاس من بلد مجاور، يُعتقد أنه في منطقة الجزيرة العربية ومتاخم لسواحل بحرية لذلك من المتوقع العثور على آثار مصرية دول عربية مجاورة.
وقد نالت محاضرة عالم الاثار المصري التي كانت مصحوبة بصور عن الاكتشافات الأثرية الحديثة التي قام بها حواس استحسان واعجاب الحضور، حيث تحدث عن أسرار هرم الملك خوفو وعن الأبواب التي عثر عليها داخل الهرم وكذلك عن الممر الذي عثر عليه منذ شهور قليلة خلف المدخل الأصلي للهرم.
كما تحدث عن اكتشافاته بمنطقة سقارة والتي تم تصويرها عن طريق نتفليكس وكان الأول علي العالم كله في مجال الأفلام الوثائقية وغيرها وخاصة ما عثر عليه بمنطقة جسر المدير بسقارة عن الهرم الجديد الذي عثر عليه بجوار هرم الملك تتي اول ملوك الاسرة السادسة منذ حوالي ٤٣٠٠ كما تحدث ايضا عن الابيار التي عثر عليها داخل الهرم وبداخلها التوابيت والمومياوات.
واشار خلال محاضرته ايضا الى الاكتشافات التي قام بها عن طريق استعمال الاشعة المقطعية و DNA وكشف كيف مات الملك توت عنخ آمون وكذلك كشف شجرة العائلة لمومياء الملكة حتشبسوت.
وتحدث عن حفائره بوادي الملوك والتي كانت سببا في الكشف عن مقبرة الملكة نفرتيتي وقد عرض لأول مرة اكتشاف المدينة الذهبية التي اختيرت كأهم كشف أثري بالعالم كله.
كما اكد عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس ان مصر لا تحتاج الى تسويق اثارها أو مقاصدها السياحية لأنها الدولة الوحيدة في العالمة التي لم تتوقف فيها الاكتشافات الاثرية حتى الان وهو ما يسوِّق لاثارها بشكل دوري، ولفت الى ان المتحف المصري الكبير سيكون نقلة نوعية سياحية لمصر وعنصر اساسي من عناصر الجذب السياحي الى مصر خاصة بعد الخطة الطموحة التي وضعتها الدولة المصرية لتحقيق ذلك.
وأوضح حواس أن المتحف المصري الكبير أهم مشروع ثقافي في القرن الـ21، مشيرا إلى أنه سعيد بمشاركته في بناء هذا المتحف.
وقال حواس ان التعامل مع الاعلام يجب ان يكون مدروس وان تقوم كل دولة سياحية بعمل خطة ترويجية لاثارها واكتشافاتها حتى لا يتحول الاعلام من اداة ترويج الى امر سلبي يتسبب في اظهار الدولة بمظهر غير لائق، وحكى حواس عن واقعة شهيرة كان في ستينات القرن الماضي حيث تم الاعلان عن اكتشفاف مقبرة وكان بها تابوت كبير وحضر انذاك شخصيات هامة ورؤساء ليشهدوا فتح التابوت على الهواء ولكن للاسف كان التابوت فارغا مما تسبب في حرج شديد لجميع الحضور، ومنذ ذلك الوقت فقد تعلمنا ان نتأكد من الاكتشافات الاثرية ثم نظهرها للاعلام.