كتبت: هاجر سمير
تم النشر بواسطة :عمرو مصباح
أطلقت مجموعة بيت الحكمة للثقافة، مشروعها الجديد “أفق” الذي يهدف إلى إنشاء نافذة جديدة لنشر الأفكار الثقافية والفكرية والنقدية وفق منظور جديد، تستطيع استيعاب دوائر الفكر العربي الوليد والجاد، وتسعى إلى خلق مناخ حر جريء، قادر على العمل على تلك الرؤى التي يمكنها الذهاب إلى أبعد مدى ممكن، مع احترام المنهج والعقل، في الوقت الذي تفتقر فيه خريطة الكتاب العربي إلى أفق جديد يحرك ما سكن فيها، ويفتح أبوابا جديدة للرؤى الفكرية والنقدية تتواءم مع مستجدات العصر.وأكد مستشار التحرير لمشروع “أفق”، الناقد والأكاديمي، الدكتور هيثم الحاج علي، أن المشروع يستهدف دعم الاتجاهات الجديدة في الفكر العربي عن طريق نشر مؤلفات أبناء الجيل الثاني من المفكرين والأكاديميين، وإنشاء مكتبة فكرية ثقافية عربية بتوجه لا ينفصل عن مستجدات العالم، ومن هنا تأتي فكرة صياغة مشروع نشر جديد، يهتم بما تنتجه العقول العربية الشابة، بما لها من قدرات علمية لم تتكلس بعد تحت وطأة الكبح المنهجي، تلك العقول المؤمنة بأن العلم ملاذ لا بديل له، والقادرة على خلق مناهجها الخاصة في مناحي المعرفة الثقافية والإنسانية، مثل الفلسفة والفكر وعلوم الاجتماع وعلم النفس والنقد والأدب والدراسات الثقافية والدينية والميثولوجيا والإثنولوجيا وغيرها، وهو ما يدعو للاهتمام بإنتاج ما يمكن اعتباره الآن جيل الوسط، بغية التركيز على وجود نافذة عربية جديدة، تولي المتلقي العربي المختص والمهتم والمثقف اهتمامها الأول لتضعه معها في دائرة السؤال، فربما تكون تلك الدائرة هي بداية الإجابة الحقيقية، بل ربما تكون هي الملاذ الوحيد من الفوضى والتشتت.وأشار محمد ماهر بسيوني، مدير مشروع “أفق”، أن الثقافة العربية تواجه العديد من التحديات التي تتطلب تضافر الجهود لتحقيق التوازن بين الانتماء إلى التراث وعدم القطيعة معه، وبين التطلع نحو المستقبل دون قيود تفرضها تيارات لها حضورها المُعوِّق داخل بنية الفكر العربي. ومن هنا يسعى المشروع للإسهام في تلك الممارسة التي تستهدف مشاركة العقل العربي في صوغ حاضره ومستقبله بالسير على إيقاع العصر والتفاعل مع قضاياه الآنية والمستقبلية، عبر إطلاقه كمشروع تتجمع فيه جهود كوكبة من نقاد ومفكري الدول العربية، ويشتركون عبره في مساءلة البنى الفكرية والثقافية السائدة، في محاولة لتجاوزها إلى أفق أرحب، ينتج تساؤلات جديدة في سيرورة لا نهائية تنتصر للتقدم العلمي والعقلانية والتنوير.فيما أشار الدكتور أحمد السعيد، المؤسس والمدير التنفيذي لبيت الحكمة، أن بيت الحكمة قد آلت على نفسها أن تكون بؤرة لجمع هذه الأفكار الجديدة وحاضنة لجيل جديد من المفكرين العرب ومركزا يمكن عن طريقه نشر أفكار من شأنها دفع المشهد الثقافي العربي وتحريك سواكنه، رغبة منها في الإسهام في ذلك المشهد بما يمكن أن يؤسس لعصر جديد من الثقافة العربية المنفتحة على الآخر والقادرة على صنع مقولاتها الخاصة دون انفصال عما يحدث في العالم.وأصدرت بيت الحكمة ضمن باكورة مشروع “أفق”، ثلاثة إصدارات، وهي كتاب “مفهوم العامة: الجلي والخفي” للدكتور معجب العدواني أستاذ النقد والنظرية بجامعة الملك سعود، ويناقش الكتاب مفهوم (العامّة) في الحضارة العربيّة الإسلاميّة وغيرها من الحضارات، وكشف الأنساق التي تتحكم في إبراز هذا المفهوم ثقافيًّا، حيث لم تشهد الحضارات اهتمامًا بالعامّة وثقافاتهم قدر اهتمام العصر الحاضر بذلك، ويعود هذا إلى عاملين رئيسين: تهافت النخب في مستوياتها كافّة، وبزوغ شمس العامّة.كما صدر كتاب “سرديات الانتهاك في الرواية العراقية” للكاتب والناقد العراقي علي حسن الفواز، والذي يتناول مقاربة الرواية العراقية كأفق للمناقشة، وللكشف عن مدى تمثليها للأفكار، بوصفها جوهر الممارسات الثقافية، التي تختزن كثيرا من جذور الصراع بمفهومه الأنثروبولوجي، وبتمثلاته السياسية والاجتماعية والايديولوجية، لتشييد أطر مفهومية لفرضيات الخطاب المتعالي وعلى نحوٍ يقترن بوقائع سياسية معقدة، وجدت فيها الرواية مجالها للتعبير عن تمثيلات الواقع المنتهَك، والمثقف المأزوم.كما صدر كتاب “النقد الثقافي: نحو منهجية التحليل الثقافي للأدب” للدكتور محمد إبراهيم عبد العال، مدرس النقد الأدبي الحديث بكلية الآداب جامعة المنوفية، ويحاول الكتاب الإجابة عن سؤال: كيف أسهمت الأنساق الثقافية في بناء جماليات النص الأدبي؟ حيث يطرح الكتاب فرضية أن أدبية أي نص تتأسس على قدر ما يقدمه من جمالياته الخاصة، بالإضافة إلى جماليات نوعه الأدبي الذي ينتمي إليه، فضلاً عن أنه نصٌ مُغرق في تكثيفه للأنساق الثقافية، على قاعدة الارتباط بين اللغة التي هي أداة الأدبي، والثقافة والتي هي محتوى كل لغة.