بقلم د. ليلى الهمامي
في المجتمعات التي ترسخت فيها فكرة الزواج، وحُددت فيها ضوابط العلاقات الانسانية والتعارف والارتباط والانفصال والطلاق لا نسمع ولا يُستخدم مصطلح “قلة الشرف” ولا “انعدام الرجولة” للمختلفين والمنفصلين والمطلقين والذين اعادوا مشروع الزواج، لأن ذلك لا قيمة له امام المجتمع المستنير المتربي على الاخلاق والقيم الانسانية.
فالناس تُدرِكُ بأن التعارف بالمعروف والافتراق بالمعروف هو في خدمة أسرهم وبناتهم وابنائهم ولذلك أقسى وأقصى اتهام يمكن أن يوجه بين المنفصلين قبل او بعد الزواج هو اتهام بعدم النضج او بعدم الوفاء بالوعود الخارجة عن نطاق الزواج أو اتهام بعدم المسؤولية مدعم بالأدلة… هذا فقط ما يُقنع العائلات المحترمة.
فقط في المجتمعات المتخلفة التي لم تتبلور فيها جيدا فكرة الزواج على اساس احترام انسانية الانسان بكل ابعادها، فقط هنا، يتم إقحام “الشرف” او “الرجولة” كأداة لقتل المرأة أو الرجل اجتماعيا وجعله مهمشا منبوذا مشوها، حيث تهمة الخيانة وما ادراك ما الخيانة.
لذلك يكون الاتهام في الحالة الأولى ذا مغزى انساني اخلاقي ايجابي ، وتكون نتيجته المضي قدما نحو ما هو افضل وارقى أو الطلاق بوضوح وفق قواعد واضحة منظمة في مجلات الحالات المدنية والقانون.
أما في الحالة الثانية فقسوة الاتهام تكون مدمرة ظالمة ودون أي محتوى انساني أو أخلاقي أو بعد قانوني، يكون بهدف الانتقام والتشفي المرضي أو التنكيل بالسمعة أي القتل الاجتماعي دون أي قواعد واضحة منظمة في ودون اي وجه حق او قانون.