سلطنة عمان – زبيدة حمادنة
تتمتع سلطنة عمان بثراء في بيئاتها بين حياة المدينة والريف والبادية والمناطق الساحلية ما يميزها عن كثير من المنطقة، بالإضافة إلى موقعها وتضاريسها الفريدة والحضارات التي قامت على أرضها والتي شكّلت تراثًا مثيرًا لدهشة وإعجاب زائريها.
وبإمكان السياح في محافظة ظفار التعرف على هذه البيئات من خلال فعاليات عودة الماضي، ضمن فعاليات الخريف، في منطقة الحافة بولاية صلالة والتي تشمل العديد من الأنشطة لمحاكاة البيئات الخمس (الحضرية والريفية والبحرية والبدوية والزراعية)، بالإضافة إلى ميدان للفنون والفعاليات المختلفة ومطاعم للوجبات العُمانية، وأسواق تراثية متنوعة ومنتجات للحرفيين والحرفيات، إلى جانب عروض وفنون حية تجسّد الثقافة العُمانية.
يضاف ذلك إلى الحفلات الموسيقية والغنائية التي تجذب أبرز فناني العالم العربي، ضمن فعاليات الخريف في ظفار، وعروض الألعاب النارية وعروض الدرون والفعاليات الشاطئية لمحبي الاستجمام، وأنشطة المغامرة من سباقات وعروض المظلات ضمن فعاليات خريف ظفار، فضلًا عن المنتجعات والفنادق التي توفر كافة سبل الراحة لتجربة سياحية متكاملة.
البيئة الريفية والحضرية
رغم التطور الكبير الذي شهدته سلطنة عمان إلى أن زائري فعاليات عودة الماضي يمكنهم الاستمتاع بالتراث العماني في بيئته الحضرية بالفنون المعروفة مثل فن البرعة والمدار.
تعود الفعاليات بزائريها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي إذ تشمل (البرزة) وهو تجمع لأهل كل منطقة يتناولون فيه المسائل والقضايا التي تهمهم، بالإضافة إلى الاستوديو والحجامة ودكان سليمان، وهو من أقدم الدكاكين في منطقة الحافة.
وتتناول الفعاليات كذلك البيئة الريفية (الزراعية) وتظهر كيف كان المزارعون يقومون بعملهم بطرق تقليدية في الري (عبر الجابية أو الساقية) وبقية عمليات الزراعة.
.
البيئة البدوية
تتضمن فعاليات عودة الماضي، جانب البيئة البدوية، إذ تحاكي الحياة اليومية في البادية بداية من الترحاب بـ “الدلة” والمشروبات المقدمة دلالة على كرم ضيافة هذه البيئة المميزة.
تذكّر فعاليات عودة الماضي بالبيئة البدوية، لا سيما أنشطة القوافل التجارية ومنها التغرود (الغناء لتسلية المسافرين عبر الصحراء) وكيفية ربط الرواحل عند الاستراحة، كما تسترجع نماذج من الأعراس البدوية والأشعار المميزة للمعيشة في بادية المعسكرات وأنشطتها وتجهيزاتها.
البيئة البحرية (الساحلية)
ومن بين أجمل البيئات في ظفار، البيئة البحرية، بداية من رؤية الزي الفضفاض القديم والألوان المميزة للحقب القديمة في هذه البيئة، وليس انتهاء بمشاهدة تجهيز أدوات رحلات الصيد من شباك وسفن واستقبال تلك المحملة بالبضائع والتبادل التجاري عبر البحر .
تتناول البيئة البحرية ضمن الفعاليات الفنون والإنشاد أثناء التجهيز للرحلات البحرية وخلالها، وثمة خطط لإقامة نموذج لأعراس من البيئة البحرية مع العادات المميزة لهذه البيئة.
الزراعة الموسمية في ظفار
ومن خلال فعاليات عودة الماضي يمكن التعرف على النشاط الزراعي في المحافظة الثرية سياحيًا، إذ تعد الزراعة الموسمية في جبالها وأريافها والتي كان يمارسها أهالي المنطقة منذ القدم من أهم مصادر الدخل السنوي للفرد وموردًا مهما للرزق للمجتمع المحلي.
ويعمل العديد من أهالي المناطق الريفية الممتدة من جبل سمحان شرقًا إلى ضلكوت غربًا بهذه المهنة من خلال استغلال مساحات كبيرة قد يصل بعضها إلى آلاف الأمتار المربعة.
تبدأ الزراعة المطرية عادة من أواخر شهر يونيو وتُحصد محاصيلها في منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتسبقها تهيئة الأرض، حيث يطلق محليًّا على الأرض المخصصة للزراعة (مشديدة) أو ( مشنو)، ومن بين المحاصيل التي يتم ذراعتها في ظفار النارجيل والفافاي والموز الذي يحتاج الى الظروف البيئية والمناخية المناسبة للمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية ذات الجو المعتدل والرطب.