أخبار عاجلة

“من قلب الحارة” لنادي أدب روض الفرج

تغطية م. البيومي السمنودي
في تمام الساعة الثامنة مساءً ُرُفع الستار، الشاعر العملاق هشام الدشناوي رئيس نادي أدب روض الفرج أعطي إشارة البدء : “جمهورنا العظيم أهلاً بكم مرةً أخري في الضيافة الفنية لنادي أدب روض الفرج للمرة الثانية في أقل من شهر حيث كانت المرة الأولي في ” الليلة المحمدية” لنفس مجموعة المبدعين ، يسعدني أن أقدم مجموعة الإبداع الراقي ليقدموا لنا صوراً حية من الحارة المصرية ” ….
تتهادي الموسيقي.. لوحات إذاعية.. أم كلثوم في أغنيتها الصباحية ” ياصباح الخير ياللي معانا” التي إعتاد كل بيت في الحارة إبتداء صباحه معها … تترات برامج صباحية كانت الخلفية الفنية لأنشطة وحركة أهالي الحارة.
تسطع الإضاءة.
يتوالى صعود النجوم ثنائيا مرة وإنفراديا مرات، حسب اللوحة التي يتم تقديمها شعرا.
بعض اللوحات الفردية قدمها الشاعر هشام الدشناوي ، الشاعرة أسماء كامل،الشاعر سامح هريدي والشاعر محمد طلعت.
هذه اللوحات المنفردة كانت في أغلبها تصف النشاط اليومي لأهل الحارة والذي كان يتسم بالتوكل التام علي الله سبحانه وتعالي والرضا بما قسمه لهم من رزق، والتآزر والتلاحم المجتمعي في علاقاتهم بعضهم ببعض.
أما اللوحات المشتركة فقد تم في بعضها تبادل الحوار أو بدأ بعضها من حيث إنتهى البعض الآخر وذلك للغوص في أعماق النفس البشرية وإستخراج مكنوناتها تجاه الآخر. وقد تم ذلك في تشاركات ثنائية تبادلية مابين أسماء كامل، محمد طلعت، سامح هريدي والكورال.
*من اللوحات الإنفرادية الجميلة:
١. قدم الشاعر الكبير هشام الدشناوي من تأليفه لوحة “المدنة” حيث أبرز قيمة وجودها بين أهل الحارة و تأثيرها الوجداني علي علاقاتهم وأنشطتهم المختلفة .
٢. قدمت الشاعرة أسماء كامل عدة لوحات من تأليفها ومنها لوحة ” الشيخ سيد ” عن جدها ومكانته بين أهل الحارة و “ريحة اللّمة” عن علاقتها بأمها وماذا كانت تمثل لها وكذلك وصاياها لإبنتها لتحفط الود مع أهلها ، من أخوةٍ وأعمامٍ وعماتٍ وأخوال وخالات، ولا تجعل أية خلافات طارئة تجور على صلة الرحم.
٣. قدم الشاعر سامح هريدي عدة لوحات من تأليفه منها لوحة “الحارة السد”عن الوالد البسيط المكافح بشرف من أجل لقمة العيش وعن شهامة و”جدعنة ” اهل الحارة، حيث تجلي فيها إيمانه الشديد بالكلمة التي كتبها و حماسه الشديد لتقديم العرض بأروع صورة ممكنة.
٤. قدم الشاعر محمد طلعت عدة لوحات من تأليفه ،منها لوحة ” حلم مر ” عن نبل شباب الحارة، فها هو الشاب الفقير يري بأم عينيه حبيبته تُزف لغيره بسبب ضيق ذات اليد فيتمني لها السعادة ويلتمس لها الأعذار غير عابئ بنيران تأتي علي حشاياه.
ومن اللوحات المشتركة الحميلة :
١. قدم طلعت و أسماء – من تأليف طلعت – لوحة”بتاع ورنيش ” عن الأب ماسح الأحذية الذي يتوارى خجلاً من مهنته حتي لاتُعايَر بها إبنته فترفض الإبنه ذلك في كلمات مؤثرة إستشعرت انها إستحوزت تماما على شعور الكثيرين ووضح ذلك من الصمت
الذي ساد قاعة الجمهور تماما.
٢. قدم سامح وأسماء لوحة “النيش” – لمؤلفها شاعر المحروسة أشرف البنا – التي تقدم بنوته تسترجع فيها موقفاً قاسياً وقفته مع أبيها أثناء شراء جهاز عرسها ، حيث تبرمها من عدم مقدرته علي شراء نيش لها، و تندم أشد الندم علي قسوتها معه وتسترجعه لتعتذر له ولكن هيهات هيهات كان قد مات.
إكتمل جمال اللوحات بأغنية “آه ياعبدالودود” لأحمد فؤاد نجم (تلحين الشيخ إمام في. فترة حرب الإستنزاف. ١٩٦٨ م – ١٩٧٢م) ، وكانت لوحة ضرورية وفي منتهي الأهمية لإستكمال صورة متكاملة عن الحارة الشعبية المصرية،
فقد أفرد المبدعون نجوم العرض لوحات من تأليفهم عرضوا فيها لأنشطة وعلاقات الناس في الحارة كجهاد في سبيل العيش بشرف والحياة الكريمة وكان ضرورياً أن يتم عرض موقف الناس من الجهاد دفاعا عن أرض الوطن فكان هذا الإختيار الذكي لهذه اللوحة التي تعرض الموقف من منظور أهل الحارة وحدهم وليس من أي منظور آخر لتكتمل صورة الحارة المكافحة من أجل لقمة العيش والمرابضة علي حدود وطنها تدفع عنه الغزاة وتدافع عنه ضد الطامعين فيه.
** أجاد المبدعون في تقديم لوحاتهم الموظفة درامياً تماماً كما أجادوا في وصل هذه اللوحات بعضها ببعض بروابط موسيقية غنائية ذاعت وشاعت في وقتها ومازالت إذاعتها تمس قلوب من عايشَها.
العرض ملئ بالإيجابيات التي تبعث في نفوسنا أمل كبير لإيجاد إطار موسيقي أكثر جاذبية لجمهور الشعر تقدم من خلاله أمسيات شعريه لقصائد قد يربطها موضوع واحد سواء أكانت قصائد منفردة أو قصائد تتحاور مع بعضها البعض أو يبدأ بعضها من حيث انتهي البعض الآخر.
العرض أتاح فرصاً كاملةً للشعراء المؤدين علي المسرح لتقديم ليس فقط مواهبهم في فن الإلقاء الشعري بل مواهبهم التمثيلية أيضا فكل منهم عايش وجدانياً الحرف الذي قدمه مما أجغرى الجمهور بالمشاركة الوجدانية.
أبرزت الفواصل الغنائية أصواتاً شابة جميلة وجذابة ومتمكنة من أدواتها الغنائبة بشكل احترافي، فمنها من قارب تخوم الصوت الفيروزي الشجي ومنها من قارب تخوم أصوات جبلية قوية وعريصة.
وبعد فتجربة ” من قلب الحارة ” تعكس نضوجاً فكرياً للشباب المبدعين الذين خططوا له وأبدعوا مادته فقدموا نبضات من قلب الحارة المصرية لايخطئها مصري عاشها بشكل جعلنا نتعاطف بل ونذرف أدمعاً علي بعض علاقاتنا الإنسانية في أيامنا الجميلة.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

خالد الظنحاني : القراءة أسلوبَ حياة

علاء حمدي تعتبر القراءة بالنسبة للشاعر والإعلامي خالد الظنحاني أسلوبَ حياة، وإيقاعا لا يفتر منه …