العراق – محمد الكعبي
ونستون تشرشل: النجاح ليس نهاية الطريق والفشل قد لا يميتنا , لكنها الشجاعة فقط التي تجعلنا نكمل الطريق دائما في اي ظرف كان، تولد شجاعتنا من الإجراءات التي نختار اتخاذها عندما نواجه إخفاقاتنا ونفكر في ما تعلمناه.
تكلمنا في القسم الاول بشكل اجمالي ونحاول أن نكمل ما بدأنا وستناول الفشل بشيء من التفصيل:
الفشل في اللغة: ضَعُفَ وتراخى وجَبُنَ عند حَرْب أو شِدّة.”فَشِل في بُلُوغ هَدَف.
هو الخيبة وعدم تحقيق ما كان يأمله الانسان، بسبب الكسل والتراخي والضعف، والاخفاق في تحقيق النجاح، واليوم يعتبر الفشل مرحلة انتقالية ينتقل الانسان منها إلى النجاح من خلال المعالجات الموضوعية للأخطاء والاسباب التي أدت إليه.
والفشل اصطلاحا: هو عدم الوصول إلى المقصود.
الفشل شعور صعب يمر به الشخص وقد يؤثر في تعاطيه مع المستقبل، بل حتى مع حاضره، لما له من تداعيات نفسيه والتي تعيقه عن الوصول إلى الهدف المنشود.
الشعور بالفشل يجعل البعض يعتقد انه لا يصلح في كل شيء، متغافلا القدرة التي يمتلكها والتي تؤهله ان يصل إلى القمم رغم كل الصعاب التي يتعرض لها، إن العبرة بالاستمرار وليس بالتوقف والتخاذل والتراجع فالنجاح رهين الجد والمثابرة والاصرار والعلم وكثيرة هي التجارب الفاشلة التي مرت بها الدول والاشخاص لكنهم لم يستسلموا ولم يخنعوا بل اصروا وثابروا ووصلوا.
الفشل قد يتعلق بالعامل النفسي، الاجتماعي ،
الاقتصادي، الثقافي والسياسي.
العوامل النفسية:
تتمثل باعتقاد الانسان انه فاشل ولايستطيع أن يغير ويعيش القلق والاحباط وعدم الثقة بالنفس وبما يملك من طاقات، ويعلق اسباب الفشل على الاخرين، والفاشل هو من يبحث عن مخرج لتبرير فشله، ويتنصل عن المسؤولية، ويعيش حالة الدونية وهذا ما يعيشه اغلب الساسة حيث يعيشون العقد والحقارة والدونية لانهم فاقدون لمقومات النجاح (وفاقد الشيء لايعطيه) .
العوامل الاقتصادية:
عدم توفر القدرة للوقوف على حجم المشكلة الاقتصادية والاعتماد على تقارير مزيفة، والاتكاء على شخصيات غير كفوءة، والاعتماد على بعض الموارد دون غيرها، واهمال القطاع الخاص، وفقدان الرؤية الاقتصادية المتكاملة والمتنوعة مع شراكة محلية واقليمية ودولية، وعدم السيطرة على الاموال وحركتها واهمال الدور الرقابي والتغاضي عن موضوع المتابعة والمحاسبة، فانتشار البطالة والفقر والتخلف وعدم القدرة على توفير فرص للجميع وغيرها عوامل تؤدي إلى الفشل في ادارة الدولة، وهذا ما نراه اليوم في بعض الحكومات.
العوامل الاجتماعية:
التقسيم الطبقي والتفضيل حسب العرق والنسب والمناطقية والحزب، الرشوة والفساد والمحسوبية، إبعاد الكفاءات وتهميش الطاقات ، التمسك ببعض الاعراف الاجتماعية التي تساعد على الفشل والتخبط، عدم ممارسة المجتمع لدوره الرقابي واهماله لكثير من المسؤوليات ويكتفي بالنقد والتجريح {ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم}، وهناك شعوب لا تحب التطور وتعتاش على التبعية والانهزامية والتباكي ومنها يعيش على الصنمية والجاهلية ولايقوم باي محاولة للبناء الفكري والنفسي ويبقى حبيس الخرافة والسطحية، ولا يحاول النهوض والخروج من بوتقة التخلف بل يستأنس بالتخبط ويعيش على النفايات والقاذورات المهم عنده ان يرقص للمسؤول ويهتف للقائد.
العوامل السياسية :
التحزب والتحجر والمحسوبية والفساد الاداري والتبعية للخارج، واهمال الداخل
وعدم تطبيق القانون والمحاصصة وعدم الكفاءة وفقدان التخطيط والرؤية السليمة والتخبط والسعي من اجل المناصب والمنافع، وتداخل السلطات وتحكم بعض الاحزاب والشخصيات والعوائل في الدولة عوامل تعيق تطور البلدان، نعم هناك عوامل داخلية وخارجية، ومنها يتعلق بنفس الفاعل السياسي، فالكثير جاء عن طريق الاحزاب والمحاصصة مما جعل البلد يعيش حالة التراجع والانكسار، وهيمنة الاحزاب الكبيرة على المشهد السياسي وعدم وجود معارضة حقيقية، وضعف في اداء البرلمان والحكومة وغيرها من الاسباب التي لايسع المقام لذكرها تعيق بناء دولة عصرية.
ينبغي تكرار التجارب الناجحة وتغيير المناهج والاساليب التي تنسجم مع تطلعات المرحلة وتواكب التطور من خلال تحديد المشكلة ووضع العلاجات المناسبة لها وينبغي اتخاذ الخطوات الجريئة والصحيحة، ونبذ الخوف، بل نجعل النجاح هدفنا مع الانضباط والصبر والاجتهاد والقدرة على تحمل المسؤولية في اقسى الظروف وعدم التخاذل والتراجع والتنازل الا من أجل ترتيب الاوراق والانطلاق من جديد نحو الهدف، عدم الثقة بالنفس، الاعذار المتكررة ، وقول إن هناك من هو افشل مني، الاصرار على الخطأ، تضييع الوقت بالتوافه، التقليد بلا وعي واللامبالاة عوامل مدمرة، ينبغي تركها،
ينبغي ترك التوقعات غير الواقعية وعلينا أن نفكر بالممكن مع التخطيط السليم، الاستعانة بالخبرات والكفاءات مع تحديد الاهداف بشكل محدد وواضح، بلا تهور واندفاع مع وضع خطط بديلة لكل طارئ، واستشعار النجاح بكل احاسيسنا .
يتبع……