متابعة – علاء حمدي
قارنت رسالة ماجستير ناقشتها كلية الدراسات اللغوية بالجامعة العربية المفتوحة بمصر ، تحت رعاية الدكتور محمود أبو النصر رئيس الجامعة ، بين روايتي “محبوبة” و”بيرسبوليس 1″ وهما نصان أدبيان ينتميان إلى حضارات مختلفة تماما وسرد قصصي مختلف أيضا.
وتمحورت رسالة الماجستير التي قدمتها الباحثة مريهام جمال سيد العسال لنيل درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي بكلية الدراسات اللغوية بالجامعة العربية المفتوحة بمصر حول “إعادة كتابة تاريخ المقهورين: دراسة مقارنة لرواية توني موريسون “محبوبة” ومذكرات سيرة ذاتية لمارجين ساترابي “بيرسبوليس 1”.
وتعقد الرسالة دراسة مقارنة لرواية “محبوبة” للروائية العالمية توني موريسون الحائزة على جائزة نوبل في الأدب ومذكرات سيرة ذاتية بعنوان “بيرسبوليس 1” للكاتبة الإيرانية مارجين ساترابي حيث تأتي المقارنة بين نوعين مختلفين تماماً من السرد القصصي.
وتتميز رواية “محبوبة” بسرد ما بعد الحداثة بما يشمله من تعددية الأصوات الروائية واختلاط الماضي بالحاضر والواقعية الخيالية ، بينما يتميز السرد الآخر – “بيرسبوليس 1” – بكونه سردا قصصيا مصورا جامعا للكلمات والصور فتتعدد المعاني وتترسخ في أذهان القارئ المعاناة التي يعيشها شخصيات الرواية.
وتختص الرسالة بدراسة صوت الراوي في العملين الأدبيين المعنيين حيث إن رواية “محبوبة” مقتبسة من واقع التاريخ الأفريقي الأمريكي أثناء العبودية، أما رواية “بيرسبوليس 1” المصورة فهي مذكرات الكاتبة الإيرانية ساترابي أثناء طفولتها ومعايشتها للنظام المتعصب الذي شكل تضاربا شديدا مع معتقدات الإيرانيين في هذا الوقت.
وترتكز الباحثة في رسالتها على نظريات ما بعد الاستعمار والنسوية في تحليل النصين الأدبيين، كما تتطرق الرسالة لخصائص السرد القصصي المصور ودلالاتها.
وتتطرق الباحثة أيضاً في الروايتين إلى مفهوم “الموت الاجتماعي” بشتى صوره كما هو متجسد في شخصيات الروايتين. وتتميز الرسالة بعقد مقارنة بين نصين أدبيين ينتميان إلى حضارات مختلفة تماماً وسرد قصصي مختلف أيضاً. ولكن ما يجمعهما هو صوت المقهور الذي يعيد قراءة التاريخ من منظوره ويقاوم بشدة من أجل حريته وحرية المجتمع الذي ينتمي إليه.
وفي الرسالة المقدمة ، تتطرق الباحثة إلى خصائص السرد القصصي المصور ودلالاتها المختلفة والأبعاد النسوية والماركسية ومابعد الاستعمارية التي تعكسها من خلال السرد اللفظي والسرد المصور ، كما تعرض تحليلا للأعمال المقارنة محل الدراسة ، بينما تركز على صوت الراوية في العملين الأدبيين وتصحيح التاريخ الذي طالما شوهه المستعمر.
وتتبنى الباحثة رؤية نسوية ومابعد الاستعمارية لتحليل النصين آخذة في الاعتبار طبيعة السرد القصصي وخصائصه وكيف استخدمته الكاتبتان في التعبير عن سبل القهر المختلفة التي تعرضت لها الشخصيات المحورية.
وجاءت الرسالة مستوفاة لعناصر البحث الأكاديمي المتعارف عليها وأشادت اللجنة بأصالة الموضوع محل الدراسة وطريقة تناوله وعرضه وتمكن الباحثة من استخدام أدوات النظريات المتبناة في النقد التحليلي للنصين محل الدراسة.