متابعة – علاء حمدي
أنابت عن معالي السيد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي ورئيس مجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان، معالي الدكتورة الجوهرة بنت فهد الزامل رئيسة لجنة رصد ومتابعة حالة حقوق الإنسان في الدول العربية، التابعة للمرصد العربي لحقوق الإنسان، بالمؤتمر الدولي حول “تأثير النشاط البشري على الحق في بيئة صحية وملائمة: الممارسات والتحديات والحلول”، والذى نظمته المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بمملكة البحرين.
وألقت الدكتورة الجوهرة الزامل كلمة رئيس البرلمان العربي بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر وعبرت فيها عن التقدير العالي للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان لتنظيم هذا المؤتمر المهم، الذي يتصدى لواحدٍ من أهم الموضوعات الحيوية والملحة في وقتنا المعاصر على مستوى العالم، والذي يتعلق بحياة الإنسان وحقه الطبيعي في بيئة صحية ونظيفة وآمنة، وهو ما يعكس حجم المسؤولية الوطنية والإقليمية والدولية التي تتحملها المؤسسات والهيئات الوطنية والإقليمية لحقوق الإنسان، من أجل دعم الجهود الدولية التي تهدف إلى تحجيم التأثيرات السلبية للنشاط البشري على البيئة، لاسيما بعد أن أصبح هذا النشاط في الكثير من الحالات يمثل تهديداً وجودياً، على نحو لم يعد ممكناً معه التغافل عنه، أو التراخي في تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة به.
وأشارت رئيسة لجنة رصد ومتابعة حالة حقوق الإنسان في الدول العربية بالمرصد العربي لحقوق الإنسان إلى أنه مع تعاظم التحديات التي تواجه البيئة العالمية، ما بين تغير المناخ وتلوث الماء والهواء، فإن منطقتنا العربية تقع في القلب من هذه التحديات، وتتأثر بها أكثر من غيرها من المناطق، لاسيما وأن عدد كبير من الدول العربية يعاني من التصحر وندرة المياه وارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والسيول، وغيرها من الأحداث المناخية القاسية، التي أصبحت تحدث بوتيرة أكثر تسارعاً وبتأثير أشد من ذي قبل.
وأكدت على أن هذه التحديات تتطلب تكاتف جهود جميع المؤسسات الحكومية والبرلمانية ومنظمات المجتمع المدني باختلاف مستوياتها، الوطنية والإقليمية والدولية، وإن المسؤولية التي تقع على عاتق البرلمانيين من أجل بيئة صحية وآمنة هي مسؤولية عظيمة، تفرضها واجباتهم التشريعية والرقابية، التي تضع عليهم العبء الأكبر في سن تشريعات وطنية متوافقة مع المعايير والالتزامات الدولية ذات الصلة، فضلاً عن ضرورة تقنين استخدامات التكنولوجيا المتطورة، على نحو لا يجعلها عدوة للبيئة.
وفى نهاية الكلمة نوهت الدكتورة الجوهرة بنت فهد إلى أن إعلاء قيم حقوق الإنسان، كمفهوم وممارسة، يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية البرلمان العربي والمرصد العربي لحقوق الإنسان، الذي يُولي أهمية كبيرة في استراتيجية عمله، لتعزيز العمل البرلماني العربي في هذا المجال، كما يحرص على تعزيز التعاون مع الهيئات المعنية ذات الصلة في الدول العربية، من أجل تبادل أفضل التجارب والممارسات للوصول إلى بيئة ينعم فيها الإنسان بحقه في الحياة الآمنة، وضرورة التكاتف والعمل المشترك بين جميع الجهات وعلى كافة المستويات، من أجل بيئة صحية ونظيفة، ليس من أجلنا فقط، وإنما حفاظاً على حقوق الأجيال القادمة في العيش في بيئة آمنة ومستدامة وفي مستقبل أفضل.