بقلم د/ شيرين العدوي
أكمل معك عزيزي القارئ ما بدأته بدعوة كريمة من أحد الأصدقاء يحثني فيها على الكتابة عن هذا الموضوع ؟! ويستغرب كيف لأم مثلي ثكلى تستطيع أن تعمل ولا تغرق في بحر الحزن المظلم ؟! . وأقول له فرق كبير بين الرضا والسخط وبين الحزن واليأس، لن تجد امرأة على وجه الأرض فقدت ابنها وتكون غير حزينة ، تتحسس جرحها المبتور مع كل هبة ذكرى تجتاحها ،
لن تجد هذه الأم إلا في حالة واحدة ألا وهي أنها ليست أما أو جردت والعياذ بالله من مشاعر الأمومة . يا سيدي الصديق الرائع لو فتحت مكان قلبي ستكتشف أنه فارغ لأن قلبي انتزع بعملية جراحية على الحى بدون بنج ودفن مع ابنى ، وستعرف أني إنسان بلا قلب ينبض كما كان ينبض، لكني استودعت ابنى وقلبي معا عند الله الواحد الديان .
فلما وقفت داخلي وجدتني أحيا في فراغ أدخل يدي لصدري فتنفذ من ظهري ، وأنني في هذا الفراغ الهائل أنطق اسم ابنى فيتردد اسمه وصداه داخلي إلى ما لا نهاية حتى إني لم أعد أسمع غير اسمه ولم أعد أتكلم إلا اسمه عندها قمت فوضعت الله في هذا الفراغ، فأنا أتنفس بكلمة الله وأتحرك بنور الله وأضحك بأمر الله وأبكي بقدرة الله فهو الذي أضحك وأبكي .
ورغم ذلك سأترك لك بعض خبرتي كما اتفقت معك لعل الجميع يستفيد . إذا كنت كما اتفقنا حددت مفهوم السعادة لديك، وقد حصرتها في أمور محددة. فعليك أن تبدأ في وضع يدك على تلك النقاط التي أضعفتك وأضعفت قدرتك عل الإقبال على الحياة. ثم ابدأ حتى لو كان عمرك ألف عام في إزالة العقبات التي وقفت في طريقك لتحقيق غايتك، وللحديث بقية .