متابعة – علاء حمدي
شركاء في السلام في اليوم العالمي للسلام
رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام
بمناسبة اليوم العالمي للسلام، الذي يُحتفى به في الواحد والعشرين من سبتمبر من كل عام، يجتمع العالم ليُعبّر عن أهمية التناغم والتعاون والسلام العالمي. وفي هذه الروح من الوحدة والسلام ، يجب علينا أن نعترف بالدور الحاسم الذي يلعبه مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) ودولة الإمارات العربية المتحدة في تمهيد الطريق نحو عالم أكثر سلامًا.
فالمؤتمر الثامن والعشرون للأطراف (COP28) في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، يذهب إلى ما هو أبعد من المناقشات حول الاستدامة البيئية. فهو بمثابة منصة للتعاون الدولي والدبلوماسية، حيث يتناول العلاقة المعقدة لتغير المناخ مع السلام العالمي.
دبلوماسية المناخ: يعمل مؤتمر COP28 على تسهيل دبلوماسية المناخ، حيث يجمع الدول معًا للتعاون في إيجاد حلول للمناخ. تعمل هذه الدبلوماسية على تعزيز الحوار السلمي، وتعزيز الثقة بين الدول، وتقوية العلاقات الدبلوماسية.
منع الصراعات: غالبا ما يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الصراعات من خلال ندرة الموارد والنزوح. وتهدف مبادرات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، بما في ذلك الإدارة المستدامة للموارد، إلى منع الصراعات الناجمة عن المناخ وتعزيز السلام الدائم.
الجهود الإنسانية: يعترف مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون بالعواقب الإنسانية لتغير المناخ. فمن خلال معالجة معاناة المجتمعات المتضررة من التغير المناخي، فإنها تساهم في الاستقرار والسلام الإقليميين.
ويسلط دور دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها الدولة المضيفة ل (COP28)، الضوء على التزامها بالسلام العالمي. فمن خلال قيادتها في مجال العمل المناخي والدبلوماسية، تُقدّم الإمارات مثالًا يحتذى به للدول الأخرى:
الدبلوماسية: تعمل الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) على بناء الجسور وتعزيز علاقات التعاون بين الدول، مما يساهم في خلق مناخ من السلام.
استثمارات الطاقة المتجددة: تعمل استثمارات دولة الإمارات العربية المتحدة في الطاقة المتجددة، المتمثلة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، على تعزيز اعتماد الطاقة النظيفة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الذي غالباً ما يغذي التوترات الجيوسياسية.
تعهد الحياد الكربوني: إن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 يظهر التزامها بالتصدي لتغير المناخ، وبالتالي التخفيف من الصراعات المحتملة ودعم الانتقال السلمي إلى مستقبل منخفض الكربون.
وفي هذا اليوم الدولي للسلام، يجب علينا أن ندرك العلاقة التكافلية بين العمل المناخي والسلام العالمي. اذ إن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) ومبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة بمثابة منارات أمل، حيث تُظهر كيف يمكن لدبلوماسية المناخ والممارسات المستدامة والتعاون الدولي أن تساهم ليس فقط في عالم أكثر اخضرارًا، ولكن أيضًا في عالم أكثر سلمًا. ومن خلال العمل المشترك، يمكن للدول بناء مستقبل يجمع بين السلام والحفاظ على البيئة، مما يضمن عالمًا أفضل للأجيال القادمة.