بقلم د : خالد السلامي
في ديجور الحياة، حيث يتداخل الضوضاء والاضطراب، هناك شخصية تسطع بنورها وتنير الدروب، توجه الخطى وتشكل العقول، إنه المعلم، نجم السماء الذي يضيء ليل الجهل، وسفير المعرفة الذي يجسد روح التطور والنماء.
هو الأب الثاني، صاحب الشخصية المهيبة، إنه المعلم. ولا ينحصر دوره في تمرير المعلومات والقراءة من الكتب الدراسية فقط، بل يشمل توجيه الأجيال المقبلة نحو طريق المستقبل الذي يسير فيه كل شخص.
بدون المعلم، ما كنا لنرى الأمور كما نراها الآن، فكم من العقول التي شكلها ووجهتها نحو الأمام، وكم من الطاقات التي أفرزها لتصب في خدمة الوطن والإنسانية. المعلم هو من يمتص هموم الجيل ويقف معهم على أبواب التحديات، يقدم الحلول، ويشكل المستقبل.
قال الله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) صدق الله العظيم. إن هذا دليل على ان الله تعالى رفع اهل العلم فالله تعالى حث على العلم. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه). فالعلماء هم ورثة الأنبياء وهم صانعي الحضارة، وباب الأمم نحو الرقي والازدهار.
فالعلم من أهمّ المطالب التي يسعى الإنسان لتحقيقها، فهو الذي ينير العقول ويفتح الآفاق، وبه ترقى الأمم وتتطوّر، وتسير في ركب الحضارة، ويقوم بحمل العلم ونقله شخصٌ يدعى بالمعلّم، ويتوجّه هذا الشخص بعلمه إلى مجموعةٍ من الأشخاص يدعون بالتلاميذ، ويحمل إلى جانب ثقافته ومعارفه الخاصّة مواد تدعى بالمنهاج التعليمي الذي تتعدّد أنواعه، فمنها الرياضيات، وعلوم الفيزياء، والكيمياء ومنها اللغات كالعربية والإنجليزية وغيرهما، ويتبوأ المعلّم مكانةً هامّةً وخاصّةً وحسّاسة.
اليوم العالمي للمعلمين ليس مجرد تقليد سنوي نحتفل به، بل هو تأكيد على الدور الكبير الذي يلعبه هؤلاء الرجال والنساء في بناء أمة وتربية جيل. من خلاله نرفع أعلى التحايا والتقدير لكل معلم ومعلمة على جهودهم المستمرة والتفرغ الكامل لمهنة نبيلة تمتاز بالتضحية والتفرغ.
المعلمَ هُو حَجرُ الزَّاويةِ في التعليمِ والتربيةِ وبناءِ جيلِ المُستقبلِ، وهُو اللَّبِنةُ الأساسيَّةُ في بناءِ الأممِ والحضاراتِ. لذلك نحتاج إلى تزويد المعلمين بما يلزمهم للنجاح كأولوية قصوى. ويعني ذلك توفير تدريب فعال لهم، وظروف عمل أفضل.
وفي الإمارات، أرض العطاء والبناء، يحظى المعلم بمكانة خاصة، يشهد له التاريخ بأنه كان جزءًا لا يتجزأ من رواية النجاح التي نسجتها هذه الأرض الطيبة. فالرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات تعطي المعلم أهمية خاصة، معتبرةً أنه حجر الزاوية في بناء مجتمع معرفي ومتقدم.
وفي هذه المناسبة المباركة، نجدد العهد والوعد لكل معلم ومعلمة بأن نقدرهم ونقف معهم، معبرين عن مدى امتناننا وتقديرنا لجهودهم الكبيرة. فلهم منا جزيل الشكر والعرفان على ما قدموه وما يقدمونه من أجل رفعة الإمارات وتقدمها.
فليكن يوم المعلم دعوة لنا جميعًا لتقدير هؤلاء الأبطال الذين يعملون بصمت، لكن أثرهم يدوم ويترك في القلوب والعقول علامة لا تمحى.
المستشار الدكتور خالد السلامي -، سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وعضو الامانه العامه للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي وعضو التحالف الدولي للمحامين والمستشاريين الدوليين .