كتب – علاء حمدي
أكد سعادة المهندس فتحي عفانة – الرئيس الفخري لكرسي المهندس فتحي عفانة لرعاية بحوث المسؤولية المجتمعية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة فتحي عفانة للأعمال الانسانية السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية وسفير منظمة الأسرة العربية لدي دولة الامارات العربية المتحدة ، أن العمل التطوعي من مقومات العمل الإنساني وله دور كبير في استقرار المجتمعات حيث يؤكد العمل التطوعي على قيم الرحمة والخير والتآخي وهو ما يدعو له الدين الإسلامي فالمسلم الذي يقوم بالعمل التطوعي فهو يستثمر ماله وجهده ووقته وصحته من أجل رضاء الله عز وجل. حيث إن تفاعل المجتمع مع العمل التطوعي وانخراط أفراده في الأعمال التطوعية يضعه في دائرة الفعل لمعايشة قضاياه وحل ما يعتري مسيرته من مشكلات ويرفع في الوقت نفسه أعباء مادية كبيرة عن كاهل الحكومة تستطيع أن تصرفها في مصارف أخرى لصالح تنمية هذا المجتمع ورفاه أفراده. إن العمل التطوعي بهذا المعنى يزيد من تماسك المجتمع ويحصنه من كثير من الأمراض الاجتماعية التي تهدم المجتمعات وتقوض أركانها .
واضاف الرئيس الفخري لكرسي المهندس فتحي عفانة لرعاية بحوث المسؤولية المجتمعية : أن العمل الخيري والعمل التطوعي يرتكز في البلاد العربية والإسلامية على قاعدة تاريخية وثقافية وتقاليد موروثة ثرة، فضلاً عن أن العمل التطوعي يرقى إلى درجة الواجب الملزم عند المسلمين متى ما دعت الضرورة ولم يقم بعض المسلمين بسد النقص الناتج عن غيابه (في فروض الكفايات)، ومع ذلك تقبع الدول العربية في آخر القائمة في مقدرتها على تفعيل العمل التطوعي ومساهمة القطاع الثالث برمته في مجتمعاتها في النمو البشري، وقد أضحى ضرورة في ظل ما تشهده الدول العربية من وضع يحتم أن يسهم القطاع الثالث بنصيبه في التنمية المستدامة، والعالم كله يعيش حركة نشطة ومتصاعدة في تفعيل مشاركة المجتمع المدني في النمو والرفاه في المجتمعات. إن تراجع الثقافة التطوعية في المجتمعات العربية ينبئ في المجتمعات. إن تراجع الثقافة التطوعية في المجتمعات العربية ينبئ عن خلل في البنية المؤسسية في غالب إدارات العمل العربية، كما في إدارات العمل الخيري التي غالباً ما تغيب عنها أدبيات وسياسات الإدارة الاستراتيجية والاحترافية العلمية للعمل الخيري وللتطوع له أسسه وقواعده.. ومن هذه المعرفة ثم وضع الحلول وفقها فقط يمكن أن ننطلق بالعمل التطوعي العربي، وإدارة الأعمال في مختلف القطاعات العربية أيضاً إلى آفاق النجاح.
واشار رئيس مجلس إدارة مؤسسة فتحي عفانة للأعمال الانسانية الي تميز إدارات العمل التطوعي بميزات، يجب توافرها لانطلاق العمل التطوعي في مساره الصحيح، والمحافظة على المتطوع بوصفه رأس المال الأغلى بل الضروري لاستمرار العمل. ومن أهم تلك الميزات إشعار المتطوع بأنه جزءٌ من المؤسسة، ومشارك في إنجازاتها، وليس هامشاً يمكن الاستغناء عنه، وأن تتسم أعمال المنظمة بالشفافية والنزاهة، بحيث يكون العمل الذي تقوم به والفوائد المكتسبة من العمل ومدخلات المنظمة ومخرجاتها واضحة ومعلنة للجميع. وتعمل البيئة الديمقراطية التي يتبادل فيها الجميع الآراء، ويساهمون في القرارات، بوصفها أقوى عوامل الجذب للمتطوع، الذي يحتاج إلى التقدير من المنظمة كون البحث عن التقدير غريزة مترسخة في الإنسان، يحتاج إليها، ويبحث عنها بحثه للأمن وسد الجوع. إن إدارة العمل التطوعي والمتطوعين تحتاج بين فترة وأخرى للوقوف وتقييم المسيرة، والبحث عن مكامن القوة ودعمها، والوقوف على السلبيات ودرئها، من خلال دراسة مواضع القوة والنقص وبيئة العمل في داخل المنظمة ومجال عملها؛ لوضع خريطة طريق مستقبلية، تقنع جميع الأطراف بجدواها.
واكد السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية علي أهمية التأسيس لإرساء ثقافة التطوع -بدءاً- لدى النشء والشباب في مدارسهم وجامعاتهم ومن خلال الوسائل الإعلامية الموجهة لهذه الفئة، يجب ألا يغيب عن بالنا ونحن نذكي حماسهم بذكر الفوائد الكثيرة التي سيحققها المجتمع من تطوعه، ما يمكن أن يحققه له العمل التطوعي من فوائد تعود إلى إثراء حياته هو نفسه وبناء شخصيته، ومن نافلة القول أن هذه الفوائد تنسحب على جميع الفئات وبمختلف الأعمار. وإن شعور المرء وهو يقوم بعمل تطوعي يفيد الناس ويمتد أثره إلى مجتمعه لهو شعور يملأ نفس المتطوع بالرضا ويشعره بكينونته وأهميته وسط أبناء مجتمعه، وهو إذ يمتلئ بهذه الأحاسيس يلمس أيضاً فائدة الترابط بين أفراد المجتمع وأهمية التآزر الذي يشعره بالاطمئنان على مستقبله ومستقبل أسرته، كونه يعيش مجتمعاً حاضناً له ولأبنائه مهما حدث له من ظروف أو ألمَّ به من خطوب. إن مشاركة المتطوع لهؤلاء المتحمسين لتقديم المساعدة للناس بكل ما تحمله نفوسهم من حبّ الخير للآخرين يثري حياة المتطوع ويصقل شخصيته. ولما كان أهم ما يميز الانخراط في العمل التطوعي هو مشاركة المتطوع في صنع القرار والحرية التي يتمتع بها الجميع في تنفيذ أعمالهم التطوعية بأقل ما يرون من طرق وأجداها من خلال تبادل الرؤى والأفكار، فإن العمل التطوعي يصبح حافزاً قوياً لإذكاء روح المبادرة لدى الفرد واستنفار طاقاته الخلاقة والمبدعة، وهو أمر ينعكس على حياته وجميع شؤونه فيقوده إلى النجاح في جميع أعماله. كما أنَّ العمل التطوعي له أكبر الأثر في تحمل الفرد للمسؤولية وتعزيز تعاطفه وتقديره للآخرين وشعوره من خلال ذلك بقيمته الإنسانية هو نفسه ودعم تقديره لذاته. ويعد التطوع من أكثر الأساليب ترسيخاً لمعاني الوطنية في نفوس النشء ما لا يمكن أن تؤديه عشرات الكتب أو العديد من الدروس عن التربية الوطنية في الفصول وقاعات المحاضرات. وبلا شك يبقى حافز انتظار الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى قيمة كبرى يتطلع لنيلها المتطوعون من أبناء بلادنا الذين يمثل الواعز الديني ركيزة أساس في وعيهم وتربيتهم وثقافتهم.
وختم سفير منظمة الأسرة العربية ، حديثه قائلا : لم يعد التطوع اليوم مجرد مناسبة يتداعى لها الناس في وقت الأزمات والكوارث ثم تعود الحال إلى ما كانت عليه، بعد أن أضحى العمل التطوعي منظومة متكاملة تقوم على أسس راسخة من العلوم والدراسات، وبعد أن حققت من خلاله دول ومنظمات دولية نجاحات كان لها أثرها الاقتصادي والاجتماعي الكبير، وأصبحت مجموعة تلك العلوم تشمل جهود الخبراء في شتى المجالات من: علماء الاقتصاد الذين يملكون الرؤية والتي يحددون من خلالها المجالات المجتمعية التي تحتاج الدعم والمساندة والسبل الكفيلة بتنامي اقتصاديات الجمعيات التطوعية، وعلماء الاجتماع لمقدرتهم في رصد سلوك المجتمع وتوجيهه توجيهاً إيجابياً سليماً يسهم في دعم الاستقرار الاجتماعي، وعلماء النفس الذين يعالجون الآثار السالبة لبعض الأمراض النفسية الهدامة كالاحباط والتسلط وفتور العزم، وتبلور كل هذه الجهود وتنطلق من مراكز أبحاث متخصصة تعمل على تطوير أداء العمل الخيري، وتسهم في وضع خرائط مستقبلية للعمل التطوعي تقوم على أسس علمية مستندة على الدراسات والبحوث والإحصاءات.