قصة قصيرة _ كتبها ياسر عامر
لم يكن سكون يتبعه عاصفة كالعادة،ولكن سكون جاء بعد عاصفة … سكون مصطنع ، بدأت العاصفة هنا بـ ” كائنات فضائية … كانت فضائية” هكذا تعالت الصيحات أطفال القرية في سن متقارب ما بين ال7 سنوات وال14 سنة كانت تلك اعمارهم، انطلقوا صائحين بتلك الكلمات كلمتين تعني الكثير في ظل جو سوشيال ميديا يخبر بوجود صحون طائرة، وكائنات تحت ارضية، وظواهر غريبة مش طبيعية، هنا وهناك،اطلق هؤلاء الأطفال عنوان الخبر، وبعد ان قام رجال القرية التي تجدهم في اغلب المشاهد التقليدية شيخ المسجد الكبير، شيخ الغفر، شخص أخر مش فاهم حاجة، مثقف القرية المدعي وفيلسوفها الصحفي الهمام، هكذا يطلق عليه اهل القرية لعمله مراسل لاحد الصحف الاليكترونية بعد حصوله علي دبلوم فوق متوسط نظام الخمس سنوات، كان دائما عندما يٌسال عن مؤهله يقسم انه ” فوق” اصطحبوا معهم الاطفال كان يتحدث عنهم اكبرهم سنا الذي تقمص دور امام المسجد يحكي ومن خلفهم يرددون ” امين” ، والفيلسوف يفسر.. بدأت المشاهدات عندما ذهبوا الي شجرة التوت علي حافة القرية ومن بعيد لاح في الافق اضواء، اعتقدوا انها العاب نارية فاقتربوا اكثر سمعوا صوت يشبه ازيز الطائرة، ثم اصوات مختلطة غير مفهومة وغبار ظهرعلي ضوء كانها مصابيح سيارة، ثم ظهر بين الزراعات الكثيفة من خلف اشجار التوت والكافور كائنات تشبه رواد الفضاء بملابسهم التي تغطي كافة اجسامهم، عندما شعرت تلك الكائنات بوجود من يراقبهم حاولوا في بداية الامر الالتفات لهم ثم بدي عليهم الارتباك، عند ذلك اخذ الاطفال في الهروب صائحين بتلك الكلمات.
.
في اليوم التالي ظهر علي عدد من شباب القرية اعراض تورم بالوجه والعينين وعندما سالهم صحفي القرية كانت ردودهم غاضمة فامطر الصحفي الهمام موقعه الاليكتروني ” بير السلم” هكذا اسمه وهكذا فعله مقالات تفسر تلك الظواهر الغريبة تحت عنوان ” كائنات فضائية تظهر في قرية مصرية” لا يمكن انكار ان الموقع المجهول والصحفي المغمور بديا حديث الساعة وتهافتت قنوات فضائية وصحف لاجراء لقاء معه واخذ يٌدلي بدلوه ان تلك الظواهر حقيقية وان التورم علي وجوه شباب القرية دليل واضح من اثار الوقود النادر وعوادمه للصحن الطائر الذي قدم به الفضائيون، واخد امام المسجد ” شيخ الجامع” كما يطلق عليه اهل القرية، يٌدلي بدلوه من فوق المنبر ومن تحته، وعلي القهوة وتهافت اهل القرية علي استضافته ” والمشاريب علي حسابهم” وكله بثوابه كله يهون من اجل العلم وتحولت مجالس القرية من الستات للحديث عن الكائنات الفضائية،هل يجوزالزواج منهم؟،هل يجوز ذبحهم واكلهم؟ واخذ شيخ الجامع يلويعنق بعض أيات القرأن الكريم، ليثبت ان كل ذلك مذكور في القرأن ولما لا؟ فقد قال الخالق
” ويخلق ما لا تعلمون” وانبري العلماء يؤكدون وجود كائنات اخري تحت الارض وفوق الارض وبين الارض والسماء، والمدرسين في المدارس يفسرون لطلابهم امكانية حدوث لك، والاطباء يطلقون حملات توعية تحسبا للعدوي الفضائية، وتحول أهالي القرية والقري المجاورة مروجين لوجود الكائنات الفضائية منهم من صنع حلوي الكائن الفضائي، ومنهم من صنع حذاء الكائن الفضائي، ومنهم من صنع حجاب للوقاية من الكائنات الفضائية، وتجار خضراوات اطلقوا اسم ملوخية فضائية، وفاكهة الكائن الفضائي، حتي تجار الصنف” المخدرات” اطلقوا اسم حشيش ” ابو مريخ ” وحشيش ابن الفضائي، وام الفضائي، وراجت تجارة الوهم باسم الفضائي.
وعندما استفاقت السلطات وبدأت البحث في هذا الشأن بعد تحوله لـ” تريند” علي السوشيال ميديا بدأت التحقيقات شاركت فيها العديد من الجهات، تقارير رايحة وتقارير جايه ، ثم جاءت من أقصى القرية امرأة تسعى تصرخ وتولول مدعية ان خلايا النحل التي كانت تصرف منها علي أسرتها قد سرقت ومن هنا جاءت الفكرة وظهرالحق وزهق الباطل ما كان تلك الفضائين الا لصوص يرتدون البدلة الواقية من هجوم النحل، يسرقون الخلايا خاصتها، وما كان صوت أزيز الطائرة الا صوت أزيزالنحل، والغبار ما هو الا دخان مزيف لتهديد النحل ليهدأ، والشباب الذين ظهر عليهم علامات التورم ما هي إلا نتيجة لقرص النحل لهم وأخفوا ذلك لمشاركتهم في سرقة خلايا النحل ومن أراد العسل عليه تحمل قرص النحل.
ولكن السلطات تلقت تعليمات بعدم نشر الحقيقة لان القرية اصبحت مزارا سياحيا رائجا وفٌتحت اسواق وفرص عمل تحت شعار “وهم مٌصدق خير من حقيقة صادمة” ونشر الصحفي الهمام انه استطاع ان يجري حديثا مع الكائنات الفضائية عن طريق التخاطر تعلن سعادتها عن زيارة تلك القرية وتعد بعودتها مرة اخري حاملين الهدايا لاهل القرية الكرام..