كتبت : هبة عبدالفتاح
يوفر مشروع “جادة العالم الإسلامي” أحد أبرز المشروعات الكبرى التي يجري تنفيذها في المدينة المنورة ضمن مشروعات مدينة المعرفة الاقتصادية، خدمات السكن والضيافة النوعية، لإثراء التجربة الدينية والثقافية للزوار والمعتمرين والحجاج أثناء زيارتهم للمدينة المنورة.
ويستهدف المشروع إنشاء مشروع جادة العالم الإسلامي في الجزء الجنوبي الشرقي بالمنطقة المجاورة لمحطة قطار الحرمين السريع حيث تمت إعادة تخطيط المشروع على مساحة تصل إلى 900 ألف متر مربع، استجابة لأهم برنامجين من برامج رؤية المملكة 2030 وهما برنامج “خدمة ضيوف الرحمن” الذي يهدف لتيسير استضافة المزيد من المعتمرين، وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة عالية للزوار والمعتمرين والحجاج وإثراء التجربة الدينية والثقافية لهم، فيما يهدف برنامج “جودة الحياة” إلى توفير مدن ومراكز ترفيه عائلية، وفعاليات حية، ومسارح ومعارض ومهرجانات.
وتشمل الأهداف الرئيسية للمشروع توفير خدمات السكن الدائم وخدمات الضيافة والإيواء وما يرتبط بهما مع كافة الخدمات المساندة المتمثلة في مركز لاستقبال وخدمة الزوار، وساحة ثقافية واجتماعية، وأسواق تجارية متنوعة، ومستوصفات وعيادات طبية، إضافة إلى ممرات مشاة تربط جميع أجزاء الموقع، وساحات خضراء، ومساحات للفعاليات، ومتحف تفاعلي للسيرة النبوية، ومناطق للتسوق بالطابع المعماري المديني، وبمحاكاة الطراز المعماري لعدد من الدول الإسلامية، بالإضافة إلى الخدمات الفندقية لخدمة الزوار والمعتمرين والحجاج حيث يتوقع أن يضم المشروع حوالي 18 ألف غرفة فندقية عند اكتمال جميع مراحل المشروع، مما يخدم الهدف الإستراتيجي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن بشكل مباشر, ويدعم الطاقة الاستيعابية للزائرين من خلال زيادة في عدد الغرف الفندقية في المدينة المنورة، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تستهدف زيادة عدد الزوار والمعتمرين والحجاج إلى 30 مليون زائر سنوياً، كما تربط المشروع وسائل نقل متنوعة وصديقة للبيئة.
ويعدّ مشروع “جادة العالم الإسلامي” أحد مشروعات مدينة المعرفة الاقتصادية التي تقع داخل النطاق العمراني للمدينة المنورة في خط رئيسي مباشر يتّصل بالمسجد النبوي من الجهة الشرقية على مسافة 5 كلم، ويرتبط بمحطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، ما يسهّل انتقال الحجاج والمعتمرين بالحرمين الشريفين، وتشكّل واحدة من منظومة المدن الاقتصادية التي تم إطلاقها بهدف دعم الاقتصاد الوطني من خلال إيجاد فرص استثمارية متميزة, داعماً لمسيرة الاقتصاد الوطني، كما يعزّز فرص نجاح المشروع المكانة الاقتصادية والروحية للمدينة المنورة، بوصفها أول عاصمة للحضارة الإسلامية، ومقصداً لملايين المعتمرين والحجاج والزائرين على مدار العام.
ويمثّل المشروع صرحاً حضارياً جاذباً ومحفّزاً للاستثمار يوفّر لقاطنيه وزوار المدينة المنورة أسلوب حياة متميّز، وخدمات متكاملة من خلال الفكرة الأبرز للمشروع التي تسعى إلى تطوير مدينة تحاكي نموذج المدن الذكية متكاملة الخدمات ضمن بيئة صحية تراعي توفير المساحات الخضراء والممرات والساحات المفتوحة بمبانٍ عالية الجودة ومنتجات صديقة للبيئة ومرافق تعليمية وصحية تستخدم التكنولوجيا الحديثة وما يستلزم ذلك من توفير فرص عمل للشابات والشباب لإدارة جميع هذه المنظومة المتكاملة.