بقلم محمد الكعبي
من معالم الصراع اليوم هو بروز ظاهرة اتحاد الشعوب حول القضية الفلسطينية وعلى أحقية الشعب الفلسطيني في المطالبة بأرضه، ووحشية وظلم واحتلال الصهاينة ، نعم قد تملك إسرائيل وامريكا ودول أوروبا الكثير من الامكانات المادية، لكنها تفتقر الى البعد الانساني والاخلاقي والنفسي والاجتماعي والثقافي، الذي يحاكي دوافع الانسان الفطرية،
اننا نشاهد جميع الشعوب بكل اديانها ومذاهبها وثقافاتها واعراقها قد اتحدت من اجل نصرة شعب مضطهد وهتفت بالحرية لفلسطين، وتصرخ بكل شجاعة، بالموت والخزي للمحتل، الذي ما برح الا ان يزداد قسوة ووحشية، وهو يعلم انه مفلس من كل مقومات النجاح والحياة، فالعيش يحتاج امن واستقرار، وهذا مفقود في مساحة الارض التي يستولي عليها.
الهجرة اليوم من إسرائيل الى خارجها، دمار هائل في البنى التحتية، تراجع السياحة، تعطيل الدوام والمدارس والجامعات وكل ما له علاقة في اسرائيل، مجموعات وعوائل مشردة ترفض البقاء مع فقدان الثقة بين المواطن الإسرائيلي وقيادته السياسية والعسكرية لما شاهده من تراجع وتخبط في اغلب المفاصل ،نعم نشاهد القسوة في القصف والحصار والقتل ، لكن لو نظرنا بعين اخرى، بعين الشعوب وردة فعلها، خاصة بعد تهديد الحكومات لمواطنيها بالعقوبات لكل من يخرج من أجل فلسطين او يرفع علما،
فكانت النتيجة معاكسة لقراراتهم وخروج الجموع الهادرة بالألف تتحدى السلطة وتقف موقف مشرف. كل الاعلام المأجور والاقلام الرخيصة لم تستطع أن تغير الحقيقة ولم تستطع ان تلمع صورة الاحتلال بل العكس اجيال من الشباب المؤمن والمثقف ترسخت فيه روح الفداء والشهامة وحب الوطن حينها نعرف من المنتصر.