بقلم – المستشار الدكتور خالد السلامي
بمناسبة اليوم العالمي للطفل، يتجدد التأكيد على أهمية الأطفال في حياتنا، فهم بمثابة الزهور التي تزين حدائق مستقبلنا. إنهم يمثلون الأمل والطموح والحلم بمستقبل أفضل. الاحتفاء بهذا اليوم ليس مجرد مناسبة سنوية، بل هو تذكير بأهمية الاهتمام بحقوق الأطفال ورعايتهم، وتوفير كل ما يلزم لنموهم الجسدي والعقلي والنفسي بشكل صحي وسليم.
تحتفل العديد من الدول، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، بهذا اليوم من خلال تنظيم فعاليات متنوعة تركز على الطفولة وحقوق الأطفال. في الإمارات، تتجلى الاهتمام بهذه المناسبة من خلال تطبيق قانون حقوق الطفل (وديمة)، الذي يرمز إلى التزام الدولة بحماية الطفولة وضمان حقوق الأطفال في التنمية الشاملة. يعكس هذا القانون التزام الإمارات بمستقبل أطفالها وحرصها على توفير بيئة آمنة وداعمة لنموهم.
في مجال التربية والتعليم، تؤكد الإمارات على أهمية التعليم الشامل والمتكامل للأطفال، بعيداً عن أي شكل من أشكال العنف أو الإيذاء. يتم التركيز على تعليم الأطفال بطريقة تعزز من مهاراتهم وقدراتهم وتشجعهم على الإبداع والابتكار. يشمل ذلك توفير فرص للمشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية، وتعزيز اللعب كأساس للتعلم والتطور.
يتطلب الاحتفال بيوم الطفل العالمي أكثر من مجرد الاحتفاء بهم في يوم واحد؛ يجب أن يكون التزاماً مستمراً بحماية حقوقهم وتوفير أفضل الظروف لنموهم وتطورهم. يشمل ذلك ضمان حقوقهم في التعليم الجيد، الرعاية الصحية، والأمان النفسي والجسدي. كما ينبغي على الأسر والمجتمعات توفير بيئة داعمة ومحبة تساعد الأطفال على النمو بشكل سليم ومتوازن.
علينا أن نتذكر أن الأطفال هم البناة المستقبليون للوطن، ورعايتهم تعني بناء مستقبل وطني قوي ومزدهر. يجب أن نستثمر في أطفالنا ليس فقط من خلال التعليم، ولكن أيضاً من خلال تعزيز قيم العدالة، الأخلاق، والإخلاص. ينبغي أن نكون مثالاً يحتذى به في الحب والرعاية والتفهم لأطفالنا، فهم مستقبلنا وأملنا لغد أفضل.
في البداية، يجدر بنا التأمل في الدور الحاسم الذي يلعبه الأطفال في تشكيل مستقبل المجتمعات. الأطفال ليسوا فقط رمزاً للبراءة والأمل، بل هم أيضاً مصدر إلهام للتجدد والإبداع. يتجلى ذلك في كيفية تفاعلهم مع العالم من حولهم، فضولهم الطبيعي، ورغبتهم في التعلم والاستكشاف. يمثل هذا الفضول دافعًا أساسيًا للتقدم والابتكار، وبالتالي، يجب أن نشجعهم ونوجههم ليصبحوا قادة المستقبل ومبتكريه.
من جانب آخر، يتطلب الاحتفال بيوم الطفل العالمي تركيزاً خاصاً على الأطفال في الظروف الصعبة، بما في ذلك الأطفال المهمشين وذوي الاحتياجات الخاصة. يجب أن نعمل على ضمان حصولهم على الفرص ذاتها التي يحصل عليها أقرانهم، مع توفير الدعم والتسهيلات اللازمة لتحقيق ذلك. الاعتراف بتنوع احتياجاتهم والتعامل معها بإنصاف وحب يعكس التزام المجتمع بالعدالة والمساواة لجميع أطفاله.
علاوةً على ذلك، يجب النظر إلى الأطفال كشركاء فعالين في تطوير المجتمعات. من خلال تشجيعهم على المشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم والاستماع إلى آرائهم، نساهم في تنمية شعورهم بالمسؤولية والانتماء. هذا النهج ليس فقط يعزز الثقة بالنفس لدى الأطفال، بل يساعد أيضاً في تنمية جيل يقدر قيمة المشاركة والمواطنة الفعالة.
أخيرًا، من الضروري أن ندرك أهمية اللعب في حياة الأطفال. اللعب ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل هو جزء أساسي من عملية التعلم والتطور. من خلال اللعب، يتعلم الأطفال التواصل مع الآخرين، يطورون مهارات حل المشكلات، ويعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم. إن توفير بيئات لعب آمنة ومحفزة يعد استثماراً في تنمية قدراتهم ورفاهيتهم العقلية والجسدية.
في الختام، الاحتفال بيوم الطفل العالمي يذكرنا بمسؤوليتنا تجاه أطفالنا وأهميتهم كركائز أساسية في بناء مستقبل المجتمع. ليكن هذا اليوم بداية لالتزام مستمر بحماية حقوق الأطفال وتنمية قدراتهم، مع العمل على توفير بيئة داعمة تساعدهم على النمو والازدهار.
لذلك، في هذا اليوم العالمي للطفل، دعونا نجدد التزامنا تجاه أطفالنا بالحب والرعاية والحماية، ونعمل جاهدين لضمان توفير جميع الحقوق التي تمكنهم من النمو والتطور في بيئة آمنة ومحفزة. إن الاستثمار في أطفالنا هو الاستثمار في مستقبل وطننا