أخبار عاجلة

” د رشا يحيى ” تسرد مسيرتها الكبيرة ﻓﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻔﻦ والموسيقى

أجرى الحوار: أمجد مصطفى

الدكتورة رشا يحيى عازفة فيولا مهمة، بمجرد أن تذكر الآلة فى مصر يذكر اسمها معها، كلاهما منح الآخر رواجا وانتشارا، ورغم ذلك، فإننا نظلمها عندما نضعها فى هذا البرواز فقط دون غيره، لأننا بذلك لا نستكمل باقى الصورة أو التابلوه أو الكتالوج الخاص بها، فهى أستاذ مساعد فى معهد الكونسرفتوار، إلى جانب كونها ناقدة وكاتبة لها آراء ووجهة نظر تحترم، أحيانًا تكون قاسية فى الطرح، لكنها تحمل وجهة نظر مبنية على خلفية ثقافية، كتبت فى عدد من الإصدارات المهمة، إلى جانب ذلك، لها أكثر من كتاب مهم أثرت بهم المكتبة العربية، أهمها على الاطلاق «القوى الناعمة–سموم فى أوانى الجاذبية» الذى تناولت فيه مفهوم القوة الناعمة من زوايا مختلفة، وصدر عن إحدى دور النشر فى الإمارات العربية المتحدة، ولأنها تعتبر العزف هو مهنتها الأم فهى لها مشاركات كثيرة ومحطات كبيرة سواء كعازفة فى اوركسترا القاهرة السيمفونى صاحب التاريخ الكبير، إلى جانب مشاركات أخرى مع اوركسترات آخرين، إلى جانب حفلاتها الخاصة التى تقدمها على المسرح الصغير أو المكشوف بدار الأوبرا، كما لها مشاركات على الصعيد الدولى، كل هذا يعنى أننا أمام نموذج لا يتكرر كثيرًا، وبحكم تلك الخلطة التى تتكون منها شخصيتها، تحدثت معها فى أمور تخص الموسيقى و قضاياها بصفة عامة وأمور أخرى تخص مشوارها الفنى، هى تستحق أن تمنح مساحة تعبر فيها عن وجهة نظرها، خاصة أننا فى زمن نمنح المساحات لمن لا يستحقونها، لذلك الدكتورة رشا يحيى ومن هم فى مستواها الفكرى، آن الاوان لكى يحتلوا تلك المساحة، تحدثت معها عن البدايات.. وإلى نص الحوار:

< لماذا اتجهت للعمل الموسيقى؟

<< والدتى منذ الصغر كانت مهتمة جدا بالفنون، لذلك كانت توجهنا نحو الفن، كنوع من التذوق، كانت تدفعنا لنتعلم الموسيقى والرسم، وممارسة أى نوع من الفنون، أنا وشقيقتى رانيا، اتجهنا نحو الموسيقى، لأننا كنا نحبها، وبدأنا بالمشاركة فى كورال المدرسة، وبدأنا نحصل على درس فى الموسيقى.

< هذا معناه أنك حضرت حصة الموسيقى وتعى قيمتها، أغلب المدارس الآن تتجاهلها؟!

<< حضرت حصة الموسيقى وللحقيقة لا أعرف ان كانت موجودة فى المدارس حاليا أم لا، لكن وجودها ضرورة لتنمية ذوق الطفل، ولأمور أخرى كثيرة، مثل اكتشاف وتنمية المواهب والارتقاء بها، كذلك على المستوى النفسى للطفل، كما حضرت المسرح المدرسى، كنا نقدم فيه عروضا مسرحية وغنائية.

< أعود بك إلى الطفولة والالتحاق بالكونسرفتوار؟

<< التحقت وأنا فى الصف الخامس الابتدائى، وأعتبر نفسى دخلت الوسط الفنى مبكرًا جدًا، لأننا فى هذه الفترة كنا نشارك فى كل الاحتفالات والمناسبات التى تنظمها الدولة، مثل أعياد الطفولة، باعتبار أن الأكاديمية لديها أطفال مؤهلين سواء فى البالية أو الكورال، وأنا كنتُ دائمًا من ضمن المشاركين، ورغم ذلك لم يكن فى ذهنى أن يكون هذا هو مجال الاحتراف، لأن كل واحد فينا كان مهيئًا نفسه لاستكمال تعليمه العادى.

الفكرة من البداية هى أننا نتعلم من أجل التذوق وليس من أجل الاحتراف، بعد ذلك شعرت بأن النداهة ندهتلى مبكرا.

هناك شيء ما فى هذه الأكاديمية يجعلك لا تتركها، لأنك من الطفولة تذهب منذ الصباح وتظل بها إلى المساء، كل شيء بداخلها يجعلك تنسى نفسك، و بالتالى لا تستطيع أن تنسلخ منها، الفن موجود فى كل ركن من أركان المكان، كل شبر فيه يجذبك إليه، لا تشعر بالوقت أبدا، هنا السينما والبالية والموسيقى العربية والكلاسيك، لذلك أشعر بأن عمرى سرق داخل هذا المكان، ما بين المذاكرة لساعات طويلة، لأن العازف يشبه لاعب الكرة لابد أن يتدرب بجدية حتى تظهر موهبته بشكل جيد، إلى جانب المذاكرة، هناك بروفات أيضا مع الاوركسترا أو إذا كان هناك حفل ما أو مناسبة ما، زاد من الأمر أننى الحمد لله كنت متفوقة، وبالتالى أصبح هناك طلب علىّ حتى أننى بدأت العمل وأنا طفلة.

< متى تخصصت فى الفيولا؟

<< منذ اليوم الأول، عادة فى اختبارات القبول، اللجنة تحدد إذا كان الطفل لديه أذن موسيقية أم لا، أيضًا مقاييس الجسد، والسن تحدد الآلة، وأنا عندما دخلت لاحظوا أن يدى تتمتع بطول الذراع والأصابع، بما يسمح لى بالعزف على الفيولا، وأتذكر حتى الآن الدكتور فوزى الشامى أحد اعضاء اللجنة، أنه كان دائم الابتسامة، ولما سألتهم ما هى الفيولا، قالوا شبه الكمان لكنها تحتاج إلى مواصفات للعازف أبرزها الطول، أحببت جدا الفيولا بعد أن وجدت اللجنة تتحدث عنها بشكل جيد.

< بما أن الفيولا تشبه الكمان «الفيولينه» ما الفارق بينهما؟

<< هى أسرة واحدة اسمها أسرة الفيولينه، وتضم الفيولا، التشيللو، والكونترباص، لكن الفيولا أكبر من الكمان فى الحجم، الأوتار أغلظ، صوتها أعرض، الكمان مثل صوت السوبرانو فى الأصوات البشرية، أما الفيولا مثل الألتو، ومن ضمن الأسماء التى تطلق عليها «الألتو»، هى فى المنطقة الدافئة بين الكمان والتشيللو، وبالمناسبة المتخصصون فقط هم من يلاحظون الفرق، لدرجة أن ناسا كثيرة جدا تعتقد أننى أعزف على الكمان، وعلى مستوى العزف بالتأكيد اللمس على الوتر مختلف، الفيولا تحتاج إلى أصابع أقوى فى الضغط على الوتر نفسه، لأن الوتر أغلظ من وتر الكمان.

< هل يمكن لعازف الفيولا أن يعزف فيولينه والعكس؟

<< فى الفترة الأخيرة وجدت كثيرا من عازفى الفيولينه يعزفون فيولا فى التسجيلات، لكننى على المستوى الشخصى لا استمتع بعزفهم، الصوت الخارج مختلف، انا شخصيا من الممكن ان أعزف على الكمان لكن أكيد بيكون هناك فرق.

< البعض ينتهى من الدراسة ويدخل نطاق العمل كعازف لكنك استكملت دورك العلمى إلى جانب كونك عازفة؟

<< الذين يدرسون الفيولا وخريجو الكونسرفتوار عددهم أصلا قليل، والذين يكملون المشوار عددهم يقل أيضًا.

< هل خريج الكونسرفتوار يماثل أى خريج فى الدول المتقدمة فى مجال الفنون؟

<< طبعًا، يماثل أى خريج مثله فى العالم، لذلك أى عازف منا يسافر للخارج لا يشعر بأنه متخلف عن مثيله فى أوروبا أو أى دولة متقدمة، ويستطيع أن يستكمل دراسته مثل أى دارس أيضًا، أنا شخصيا عندما كنت أسافر، بلاد مثل إيطاليا، سويسرا، فنلندا، دول كثيرة كانوا يسألوننى أين تعلمت، وعندما كنت أقول فى مصر، كان البعض يتشكك فى الأمر.

< سفرك كان للدراسة؟

<< كان لأسباب مختلفة سواء المشاركة مع اوركسترا أو حفل صولو أو ماستر كلاس أو مسابقة، بدأنا ذلك ونحن صغار السن، فى كل هذه المشاركات لم نشعر بأننا أقل من أى جنسية أخرى، أنا شخصيا عندما شاركت مع أحد الاوركسترات الذى كان يقوم بتجميع عازفين من مختلف أنحاء العالم وكان السفر عن طريق وزارة الثقافة، تم اختيارى مساعد ليدر، كنت وقتها صغيرة السن، وكان من الطبيعى أن يجلس بعدى ناس من جنسيات أخرى يمثلون بلادا متقدمة جدا فى الموسيقى، والاختيار من الأساس كان من خلال إرسال تسجيلات للعازف يتم الاستماع لها ثم تقييمها، وعندما يقع الاختيار علينا، نسافر، وهناك ندخل اختبارا آخر لاختيار مكانك بين العازفين.

ما أريد أن أؤكد عليه أننا لا نقل عنهم بل ننافسهم ونتفوق عليهم، وهنا لابد أن أشير إلى أن سعادتى كبيرة باننى ابنة كونسرفتوار مصر، ولك أن تتخيل فرحتى عندما اطلعت على كتاب للدكتور فوزى الشامى ووجدت اسمى مدرجا أكثر من مرة، وهذا الكتاب يؤرخ للمعهد بشكل محترم جدا وبه كنوز من المعلومات، أستعين كثيرا بها، عندما أريد التحقق من معلومة معينة.

< بما اننا نرصد مشوارك هل تتذكرين مشاركاتك خارج مصر؟

<< بما أننى تحدثت عن كتاب دكتور فوزى الشامى، الكتاب يرصد إحدى أهم المشاركات، كان وقتها عميد المعهد، كانت مسابقة فى اسبانيا للرباعى الوترى، أنا وأحمد فهمى، وحسن معتز واسلام نور، رباعى من أهم العازفين لكننا تفرقنا، أحمد أصبح مطربا وممثلا، وحسن من أهم عازفى التشيللو حاليا موجود فى قطر، واسلام عازف كمان محترم جدًا وأيضا موجود فى قطر، أعود للمسابقة، حكى الدكتور فوزى أننا عندما دخلنا للعزف أمام اللجنة، قبل العزف لم يكن هناك اهتمام بنا، بمجرد أن بدأنا تغير الأمر تماما والتفت اللجنةإلينا، وحصلنا وقتها على المركز الأول، وهذه المسابقة ضمت ناسا من كل الدول، كل هذا يؤكد فكرة أننا فى المعهد على مدار العصور المختلفة لم نكن متخلفين عما يحدث فى العالم، لذلك أى خريج للكونسرفتوار يريد استكمال دراسته أو حتى كعازف فى الخارج يفعل هذا دون أدنى خوف، ولدينا عازفون محترفون فى الخارج، منهم عبدالحميد الشويخ، عازف الكمان فى سويسرا، هناك مينا ذكرى، وأنا شخصيا جاءت لى فرصة السفر، لكننى كبنت كان صعب علىّ السفر، أحب دائما السفر لفترات قصيرة سواء حفلا أو ماستر كلاس، لكن فكرة الإقامة صعبة.

< بعد الانتهاء من الدراسة كان لديك رغبة استكمال الأمر بالدراسات العليا؟

<< كان أمرا واقعا، وأصبح الكونسرفتوار هو الأساس، من الممكن أن يكون لدى هوايات أخرى لكن المعهد هو كل شيء، كان نفسى أدرس فنون جميلة أو معهد سينما، وإعلام، وفعلا التحقت بكلية الآداب قسم إعلام، وحصلت على الليسانس، لكنها كانت الهواية، التى مازالت أمارسها وهى الكتابة ببعض الإصدارات الصحفية، لكن الاحتراف هو الكونسرفتوار، أى شيء يتعارض معه، تكون الأولوية له، لذلك بعد التخرج عملت معيدة، ثم حصلت على الماجستير، والدكتوراه، ومن خلال الرسالتين حاولت أن أؤكد على تصحيح بعض المفاهيم، منها أن الحكاية ليست عزفا فقط، لكن الموسيقى علم، يتضمن الوضع التشريحى للعازف، وضع اليد، أوتار اليد نفسها، الحركة كل شيء يخص العزف.

الأزمة ان أغلب من استكملوا دراستهم فى الخارج كان همهم العزف، وليس البحث العلمى، لذلك قيمة رسالة الماجستير عندى أنها عن مؤلف لا توجد عنه أبحاث فى مصر «بول هيندميث»، لا توجد كتب عنه، أو مرجع عربى، الحكاية ليست صناعة موسيقى يجيد قراءة النوتة، أما الدكتوراة فهى عن باجانينى، أطلق عليه شيطان الكمان، كان عازفا رفيع المستوى وأدخل تقنيات لم تكن موجودة وكتب أعمالا للفيولا.

< التدريس يحتاج مواصفات معينة خاصة فى مجال تعليم آلة مثل الفيولا؟

<< أكيد، التدريس متعب جدا، وممتع جدا، وأصعب شيء التدريس العملى، رغم اننى جربت التدريس عبر المحاضرة، لكننى أحب العملى، رغم أنه مرهق جدا ويستنزف طاقة البشر.

< هل عدد خريجى المعهد كاف لاحتياجات سوق العمل؟

<< طبعا كاف، لكن المشكلة أنك لا تحافظ على الخريج، هناك ناس كثيرة تركت المجال، رغم ما أنفق علينا من أموال طائلة.

< لماذا يترك الخريج المجال؟

<< لعدم وجود تقدير مادى أو معنوى، يوازى المجهود الكبير الذى بذله العازف، عشنا سنين طويلة نرى مؤسسات تحتاجك، طاردة لك طوال الوقت، بدلا من رعايتك، تطردك.

< طاردة! ماذا تعنى بها؟

<< أعنى سوء المعاملة، وعقدة الخواجة المسيطرة علينا طوال الوقت، لا تقدر إلا القادم من الخارج حتى لو أضعف منك،المصرى يحصل على حقه فقط عندما يحترف فى الخارج ويأتى إليك من هناك.

على سبيل المثال مجموعة «واما» عازفون على أعلى مستوى، موهبتهم فى العزف أعلى من الغناء، هذا هو الواقع، مجالنا صعب جدا، لكنك تعانى طوال الوقت ما بين مذاكرة وبروفات، لذلك الأغلبية تهرب لسكك أخرى داخل الوسط الموسيقى والغنائى أو الفنى بصفة عامة.

< شاركت فى موسم الرياض فى أكثر من حفل؟

Advertisements

<< نعم، أرى أنه احتفاء بالفن والفنان المصرى، أكثر منه أى شيء آخر.

وبالمناسبة هذا التعاون الفنى ليس بجديد، فى الماضى كانت هناك مسلسلات انتاج سعودى واماراتى، فى النهاية أنا فنان و أى دولة تطلب منى تقديم فنى، ليه لا، بالتأكيد سوف أرحب بهذا.

ومصر دولة لديها تاريخ طويل فى عالم الفن، وعندما تريد أن تصنع حدثا كبيرا تفعل، بدليل حفل نقل المومياوات، العالم كله تحدث عنه، هذا يعنى أننا نستطيع أن نصنع الأحداث عندما نريد، فكرة الإعلام وعمل تركيز على الهدف بالتأكيد سوف يرفع من الحدث ويجعل العالم كله يتابعه.

أيضا حفل «الأساتذة» لمدحت صالح قدم إعلاميا بشكل جديد فوصل للناس،علينا أن نهتم بكل ما نقدمه، لاننا كما قلت دولة كبيرة، وأستبعد تمامًا فكرة أن هناك مؤامرة على الفنان المصرى، كيف تكون هناك مؤامرة وهم يحتفون بنا في أي مكان يتواجد فيه الفنان المصرى.

< شاركت بمصاحبة انغام مع رباعى وترى ضم المايسترو هانى فرحات فى تقليد موسيقى مختلف؟

<< هى أغنية لأنغام قديمة شوية، قام بتوزيعها هانى فرحات للرباعى الوترى، خاصة أن هانى خريج كونسرفتوار ويعتز بهذا الأمر لذلك قرر تقديم هذا العمل بشكل مختلف على ما يقدم فى أغانى الموسيقى الغربية.

< دائما أشعر أن خريجى الكونسرفتوار يرون انهم الكعب العالى فى الأكاديمية؟

<< نحن نعتز بالكونسرفتوار لأننا أكثر انتماء له، لكوننا التحقنا به منذ الطفولة ومعنا خريجو الباليه، ومدة وجودنا به أطول من أى خريج، لذلك عندنا حالة من الفخر بمعهدنا، نحن نشعر بأن الاكاديمية ملكى، كنا نلعب فيها وإحنا أطفال، كل مكان فيها لنا ذكرى فيه، فهى جزء منى ومن ذكرياتى، جزء من طفولتى وشبابى، هى الأصدقاء والصحبة.

< فى رأيك ما الأزمة التى يعانى منها الفن المصرى؟

<< فكرة الاستسهال فى اختيار العاملين فى أى عمل فنى، هناك كبار يجلسون فى منازلهم، لذلك أتمنى أن نراهم ونعيد فكرة الاعتماد عليهم، هنا أتحدث عن صناع السينما و الدراما و ليس الموسيقى فقط.

< فكرة إسناد مهرجان الموسيقى العربية للمايسترو هانى فرحات ما هو تقييمك للاختيار حتى لو السؤال جاء متأخرًا لأننى هنا أعنى مبدأ التغيير؟

<< الاختيار جيد جدا،لأنه يمتلك شعبية فى الوسط الموسيقى داخل وخارج مصر، علاقاته جيدة، وخلفيته الموسيقية كبيرة فهو ابن الكونسرفتوار، وبالتالى فهو موجود فى كواليس مطبخ الأحداث الموسيقية والده المايسترو عمر فرحات، لكن تبقى أزمة تواجه أى شخص يتولى أى مسئولية، أنه يصطدم بكم المشاكل المتراكمة، مع ضعف الإمكانيات، لكننى أرى أن أى شخص يتولى مسئولية عليه العمل حتى لو هناك صعوبات.

< هل اطلعتِ على برنامج المهرجان الذى تم تأجيله بسبب أحداث غزة؟

<< اطلعت على جزء منه، وجدت حاجات جيدة جدا، لكن أتمنى دائمًا أن ينحاز المهرجان والمؤتمر، للموسيقى العربية فى الشق الذى لا يختلف عليه أحد، ولنا عبرة فى المؤتمر الأول للموسيقى العربية الذى انعقد عام ١٩٣٢، شارك فيه شخصيات عالمية وعربية وناقش وقتها كل ما يمس الموسيقى العربية، وكانت له نتائج مازلنا نعتمد عليها حتى وقتنا هذا.

< باعتبارك أكاديمية، دورات المؤتمر الـ٣١ السابقة كانت التوصيات الصادرة عن المؤتمرين توضع فى الأدراج كيف ترين ذلك؟

<< لأننا دائمًا نهتم بالبرنامج أو الخطة كشكل وليس كتأثير، لابد من تقييم ما تم تقديمه من أبحاث وكذلك النتائج و التوصيات، وهل تلك التوصيات منحناها ما تستحق من اهتمام إعلامى، أتصور لا، هناك أشياء كثيرة على الورق تكون جيدة، وتكتشف العكس فى التطبيق، المفترض فى البداية أضع الهدف ثم انظر للنتيجة، الحكاية ليست مجرد وضع أنشطة والسلام، الأهم فى كل الأشياء هى المحصلة والنتيجة والعائد من أى نشاط أقدمه، وهنا لا أتحدث عن مهرجان الموسيقى العربية، أتحدث عن عموم الأشياء، الرسالة لا تصل لأصحابها.

< حتى لا نظلم المنظمين.. أحيانا ترسل دعوات عامة للمعاهد والكليات المتخصصة وتجدين النتيجة لا شيء؟

<< لأن الدعوة احيانا تصل متأخرة، لابد من الخروج من دائرة شغل الموظف، مثلا مهرجان السينما لابد أن يكلف الطلاب سواء بابحاث أو تقارير تكتب عن الندوات والأفلام، يكون حضور الفعاليات جزء من الدراسة.

أيضا الإقبال على الموسيقى الكلاسيك عندنا كارثة فيها، كيف لا يقبل الناس عليها، رغم ان ماضينا يؤكد عكس ذلك، والسبب فيما يحدث الآن من عدم وجود تسويق لتلك الحفلات، أنا شخصيًا فى حفلاتى أعتمد على نفسى، وهذه ليست مهمتى، أحيانًا حفلات مهمة جدًا.

< هل عيب تسويق أم الجمهور نفسه؟

<< الجمهور بريء، لكنه يريد معلومة عن حفل، ونحن كفنانين عندما نلاحظ أن الجمهور فى حفل ما أصابه الملل من كثرة الشغل الذى له طبيعة خاصة، نقوم بعمل تعديلات على البرنامج بإضافة أشكال موسيقية مختلفة.

< لذلك انتِ من فترة ليست قصيرة بدأتِ إضافة أشكال موسيقية مختلفة منها الشعبى الذى يعتمد على المزمار والربابة الخ؟

<< من ٢٠٠٢ بدأت اعتمد على أعمال شرقية ضمن البرنامج، وهناك مؤلفون كتبوا أعمالا مخصوصة لى، منهم دكتور جمال سلامة وأمير عبدالمجيد وعلاء الدين مصطفى، حاولت أقدم مزجًا بين أعمال تشبع رغبتى كفنانة و بين مقطوعات يحبها الجمهور. والحمد لله هناك مردود جيد جدًا لهذا التنوع. والجميل فى الأمر أننى استطعت ان اخلق جمهورا للفيولا من خلال هذا التنوع.

< أفهم من عموم كلامك وما بين السطور أن الإعلام مقصر تجاه حفلات موسيقى الكلاسيك؟

<< طبعا، أنا مندهشة مثلا أن الأوبرا تسمح للكاميرات بالحصول على ١٠ دقائق فقط، هذا أمر يدعو للدهشة، أنا كدار أوبرا أريد نشر الفنون الرفيعة، كيف؟

وأنا كدار أوبرا، لا أسمح بتصوير الحفل كاملا.

< ربما يكون السبب ان هناك حقوقا للبث و حقوقا للمؤلفين؟

<< وهل الحل أن نلقى بهذه الحفلات فى الأرض، لكل أزمة حل قانونى، أرى أن المكان لابد أن يسعى لبث الحفل أو تسجيله على الأقل. حتى على صعيد البرامج يسعون خلف «الترند» والاستسهال، طوال الوقت الناس تنتقد أغانى المهرجانات، طيب سألنا أنفسنا من وراء ظهورها، بالتأكيد هو الاعلام، أنا شخصيا لم أتعرف عليها إلا من خلال الفضائيات، فى كل وقت كان هناك ابتذال، لكنه كان مرفوضا على شاشات التليفزيون. تجاهل مثل هذه الأمور أفضل من الهجوم عليها.

< أين انت من الاوركسترا السيمفونى رغم انك كنت عضوًا فيه قبل سنوات طويلة؟

<< علاقاتى بالأوبرا بدأت وأنا طفلة بحضور حفلات الاوركسترا والبالية والأوبرات، وكذلك مشاركتي فى المناسبات المختلفة عن طريق المعهد، ثم تنمية المواهب، ثم كنت من المشاركين فى بدايات مهرجان القلعة حصلت فيه على أول أجر بجد، شاركت فى حفلات كثيرة جدا فيه، ثم دخلت اوركسترا أوبرا القاهرة، ثم السيمفونى، بعد فترة انقطاع بناء على طلب استاذى، وأصبحت عضوا بالسيمفونى طوال ١٥ سنة، ثم تركته نتيجة بعض المشاكل، ومنذ أكثر من عام تقريبا بدأت أشارك من وقت لآخر.

< الكتابة من أين جاءت تلك الهواية؟

<< من أمى لأنها كاتبة و شاعرة و لها دواوين مطبوعة، ثم تخرجت فى كلية آداب إعلام، شعبة صحافة، وبالتأكيد دراستى الأكاديمية فى الكونسرفتوار أفادتنى عند الكتابة، لأننى أرى الأشياء المتعلقة بالفن من زاوية مختلفة؛ مهم جدا أن يكون هناك نقد متخصص.

** كتابك عن القوة الناعمة قدمتِ فيه مفاهيم مختلفة لهذا المصطلح؟

البداية كان عبارة عن بحث فى أكاديمية ناصر العسكرية، عن القوة الناعمة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى، عام ٢٠١٥ وكان أول بحث من نوعه، وبالفعل تناولت فيه المفهوم الحقيقى، للقوة الناعمة، لأن المفهوم المتداول للقوة الناعمة سطحى جدا، القوة الناعمة مفهوم سياسى عميق، أول من استخدمه جوزيف ناى، كان مساعد وزير الدفاع الامريكى، ومفهوم هذا الرجل، كيف لى أن أحقق إرادتى على دولة دون أن ألوح بأى تهديد، حتى أحقق هدفى، وهذا الرجل أوضح فى مؤلفاته، حقيقة استخدام مفهوم هذا المصطلح، وكيف يمكنك أن تستخدمه لصالح فرض مفهوم أو سياسة معينة، وكيف يمكن أن تستخدم القوة الناعمة بشكل خشن والعكس.

< كتابك عن الدكتور جمال سلامة؟

<< هو وعد ودين فى رقبتى، لأستاذى الذى اختص شخصى بمذكراته، وسوف ترى النور فى أقرب وقت.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

السينما السعودية تعبر عن نفسها بقوة

كتب:أحمد صلاح الدين الابداع يتجلي في أبهي صوره في الفيلم السعودي الكوميدي فخر السويدي والذي …