متابعة – علاء حمدي
أشار تقرير جديد لآرثر دي ليتل، الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، إلى تضاعف إمكانات نمو قطاع التقنية الحيوية وعلم الجينوم في المملكة العربية السعودية، وذلك بالتماشي مع تطلعات أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، مما يضع المملكة في ساحة المشهد العالمي للتقنية الحيوية. يشير هذا التقرير الشامل والتفصيلي الذي قام بإعداده كلاً من الدكتور باتريك لينينبانك، شريك في قسم ممارسات الرعاية الصحية لدى آرثر دي ليتل الشرق الأوسط، والدكتورة أنكيتا جولاتي، مديرة لدى آرثر دي ليتل الشرق الأوسط، إلى توقعات مبنية على البيانات حول مستقبل دور المملكة في قطاع التقنية الحيوية عالمياً.
تُقدر قيمة سوق التقنية الحيوية العالمي بـ 1.5 تريليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل كبير لتصل قيمته إلى نحو 4 تريليون دولار بحلول عام 2030 . وفي الجانب المتعلق بالطلب، من المتوقع أن ينمو مدفوعاً بالدعوات إلى الارتقاء بخدمات التشخيص والعلاج في مجال الرعاية الصحية، مع التركيز المتزايد على العافية والوقاية. أما في الجانب المتعلق بالعرض، بدأت عوامل مثل زيادة التركيز الحكومي، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتقدم التكنولوجي تؤتي ثمارها. وفي هذا السياق، من المقرر أن تؤدي استثمارات المملكة العربية السعودية الموجهة في مجال البحث والتطوير، والتي بلغت 3.9 مليار دولار في عام 2021، إلى تحفيز توسع القطاع، وتعزيز التزامها بالاقتصاد القائم على المعرفة.
وقال الدكتور باتريك لينينبانك، رئيس قسم ممارسات الرعاية الصحية وعلوم الحياة لدى آرثر دي ليتل الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا: “يشير تحليلنا إلى أن الاستثمارات والمبادرات الاستراتيجية تتماشى مع الطلب المتزايد على تحسين خدمات الرعاية الصحية والعلاج الطبي الشخصي، والتي تتمتع المملكة العربية السعودية بمكانة جيدة لتلبيتها”.
تلعب مبادرات المملكة العربية السعودية في مجال التقنية الحيوية وعلم الجينوم، مثل مشروع برنامج الجينوم السعودي 2.0 والجهود التعاونية ذات الصلة، بدور كبير في تطوير الطب المتخصص. ويؤكد تقرير آرثر دي ليتل على استعداد القطاع للاستفادة من الذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم في حلول الرعاية الصحية الشخصية. وفي حين تقود الحكومة جهود التغيير من خلال استثماراتها ورؤيتها، تعمل العديد من الكيانات داخل منظومة البحث والتطوير على تعزيز أجندة التقنية الحيوية. ومن أبرز هذه الكيانات مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
وبدورها قالت الدكتورة أنكيتا جولاتي، مدير لدى آرثر دي ليتل الشرق الأوسط: “يعتبر التقاء البيانات الجينومية مع الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية جوهر العلاج الطبي في المستقبل وقد يحدث ثورة في هذا المجال. يُعد المسار الحالي للمملكة العربية السعودية في مجال البحث والتطوير في علم الجينوم مؤشراً قوياً على إمكاناتها في الريادة بهذا المجال.”
إن التعاون الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية، كما يتضح من التحالفات مع شركات الأدوية العالمية وتكامل المبادرات البحثية من مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، هو بمثابة شهادة على نموذج عمل متكامل حيوي لتنمية القطاع.
ويسلط التقرير الضوء أيضاً على الإنشاء التدريجي لإطار تنظيمي، مع مبادئ توجيهية جديدة من الهيئة السعودية للغذاء والدواء والرقابة التشريعية من الهيئة السعودية لتنمية البحث والتطوير والابتكار.
من الواضح بأن المملكة تسلك الطريق الصحيح فيما يتعلق بالتقنية الحيوية وهي مهيأة للريادة في هذا القطاع، لكن لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه في تطوير القدرات عبر سلسلة القيمة، وهنا يأتي دور برامج التسريع والحاضنات في المملكة, وهذا سوف يدعم أيضا التنسيق والمواءمة بين مختلف الشركاء في منظومة التقنية الحيوية. إن جميع المؤسسات في جميع أنحاء المملكة تسعى إلى تحقيق نفس الهدف الذي يتمثل في بناء منظومة مزدهرة للتقنية الحيوية وعلم الجينوم لوضع المملكة العربية السعودية على الساحة العالمية، بدايةً من واحة التقنية الحيوية الطبية في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، وصولاً إلى مبادرة “تقدّم” التي أطلقتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، و”برنامج الشركات الناشئة للتقنية الحيوية” في وادي الدمام.