بقلم د : خالد السلامي
في عصرٍ أصبحت فيه التكنولوجيا لغةً عالمية، والمحتوى الرقمي نافذةً للتواصل والتأثير، يبرز دور الشباب الإماراتي كصنّاع للمحتوى الهادف والملهم. إنه الشباب الذي نشأ في ظل رؤية قيادة طموحة، آمنت بقدراتهم وسخّرت لهم كل الإمكانات ليكونوا مبدعين ومنتجين، يحملون رسالة الإمارات الحضارية والإنسانية إلى العالم الرقمي بكل ثقة واقتدار.
المحتوى الرقمي الهادف.. مسؤولية وطنية:
إن صناعة المحتوى الرقمي ليست مجرد هواية أو وسيلة للتسلية، إنما هي مسؤولية وطنية وأمانة حضارية. فالمحتوى الذي ننتجه ونشاركه عبر المنصات الرقمية هو انعكاس لهويتنا وقيمنا ورسالة للعالم عنّا. من هنا، يدرك شباب الإمارات أهمية أن يكون المحتوى الذي يقدمونه هادفاً وملهماً، يعكس أصالة الموروث الثقافي ويبني جسور التواصل الحضاري مع الشعوب. إنه محتوى يغرس بذور الخير والإيجابية، ويسهم في نشر السلام والتسامح والإنسانية، تلك القيم النبيلة التي يتشربها النشء على أرض الإمارات منذ نعومة أظفارهم.
العلم والإبداع.. أساس صناعة المحتوى:
يؤمن شباب الإمارات أن العلم والإبداع هما الركيزتان الأساسيتان لصناعة محتوى رقمي متميز وتنافسي. ذلك العلم الذي توفره الدولة لأبنائها بسخاء، عبر أرقى المؤسسات التعليمية والبحثية والتدريبية، ليتسلحوا بالمعارف والخبرات التي تؤهلهم لمواكبة تحديات العصر الرقمي. والإبداع الكامن في وجدانهم، والذي تصقله مختلف المبادرات والمنصات الداعمة لجيل الشباب، ليكونوا مفكرين خلاقين ومبتكرين، قادرين على إنتاج أفكار مبدعة ومحتوى إعلامي أخّاذ.
تعدد المواهب وثراء المحتوى:
تزخر ساحة صناعة المحتوى الرقمي في الإمارات بتعدد المواهب الشابة وتنوع مجالات الإبداع، مما ينتج عنه محتوى ثري ومتنوع يخاطب كافة الأذواق والاهتمامات. فهناك المبدعون في مجال التصميم والفن البصري، الذين يسخرون إبداعهم لإنتاج محتوى جرافيكي مذهل وتصاميم مبتكرة تأسر الأنظار. وهناك المبدعون في الكتابة والتحرير، الذين يحوكون بالكلمات لوحاتٍ أدبية مؤثرة وقصصاً ملهمة، تلامس العقول والقلوب. وهناك صنّاع الأفلام والمحتوى المرئي، الذين يروون بالصوت والصورة حكايا الإمارات الجميلة، وينقلون نبض مجتمعهم بكل صدق وحيوية.
توظيف التقنيات وتطويعها:
لا يكتفي الشباب الإماراتي بامتلاك زمام التقنيات الحديثة فحسب، بل يتفنن في توظيفها وتطويعها لخدمة صناعة المحتوى الرقمي الهادف. فأدوات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، وتطبيقات إنترنت الأشياء، كلها بين أيديهم، يسخرونها لإنتاج تجارب رقمية تفاعلية شديدة التأثير والإبهار، تجذب المتلقي وتأسره، وتترك بصمة إيجابية في وعيه. هم يدركون أن التكنولوجيا وسيلة لا غاية، فيحسنون استثمارها في بناء محتوى يرتقي بالذائقة الفنية والفكرية لمجتمعهم، وينشر الخير والجمال في العالم الرقمي.
حاضنات ومنصات داعمة:
وفي ظل الدعم السخيّ من قيادة دولة الإمارات الحكيمة، تتوفر للشباب المبدع حاضنات أعمال ومنصات احترافية تدعم جهودهم في صناعة المحتوى الرقمي وتطوير مهاراتهم. من المراكز الإعلامية المتخصصة، إلى مختبرات الابتكار والتكنولوجيا، ومسرعات الأعمال الناشئة، وغيرها من البيئات الداعمة. كلها تفتح ذراعيها للشباب، وتحتضن أفكارهم الخلاقة، وتوفر لهم الموارد والخبرات والشراكات التي تمكنهم من تحويل الأفكار لواقع ملموس، وصناعة محتوى رقمي على أعلى المعايير العالمية.
محتوى يجسد الهوية الوطنية:
إن المحتوى الرقمي الذي يصنعه شباب الإمارات ليس مجرد محتوى ترفيهي أو تجاري، إنما هو انعكاس حقيقي لهويتهم الوطنية الأصيلة وانتمائهم الراسخ لوطنهم. محتوى يعبر عن قيم المجتمع الإماراتي النبيلة ورؤيته الحضارية السامية. فكما تسطع شموس الإمارات في سماء الوطن، يسطع إبداع شبابها في فضاء العالم الرقمي، حاملاً رسالة المحبة والأمل للإنسانية جمعاء.
في الختام، إن شباب الإمارات اليوم هم صناع المحتوى الرقمي الأكثر تأثيراً وإلهاماً على المستوى العالمي. بإبداعهم وطاقاتهم النيرة، يسهمون في تشكيل ملامح المستقبل الرقمي، ويرسمون صورة مشرقة لوطنهم الحبيب. إنهم أمل الإمارات وذخرها، يحملون أمانة الرسالة الإعلامية الهادفة، ويبنون جسور التواصل الحضاري مع العالم. ففي كل كلمة يكتبونها، وكل صورة يلتقطونها، وكل فيديو يصنعونه، تنبض حضارة الإمارات العريقة وإنسانيتها الصادقة. طوبى لوطنٍ يمتلك هذا الكنز من الشباب، وهنيئاً لشبابٍ ينتمون لهذا الوطن المعطاء
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي.