أخبار عاجلة

إحتياطيات الغاز بشرق البحر المتوسط يمكن أن تجعل قطاع غزة وسيناء أغنى من قطر

كتب :عبد الحميد صالح

هذه حقيقة تعلمها بريطانيا وأمريكا منذ سنوات كثيرةوهذا الغاز هو ما أغرى به نتنياهو مراكز القوى بأوروبا لدعمه ليبقى برئاسة الوزراء رغم كل أخطاءه .وحديثاً تم عقد اتفاق صهيونى قبرصى يونانى لاقامة مشروع ضخم لتجميع واسالة الغاز ونقله لاوروبا(بعيداً تماماً عن المشروع المصرى) وحاول نتنياهو من خلال هذا المشروع ضرب المشروع المصرى للغاز . اتفاق مشابه تم الاتفاق عليه بين دولة الكيان وتركيا للتنقيب المشترك والتصدير للغاز عبر خط أنابيب يمر عبر الأراضى التركية لأوربا كعربون محبة للتعاون القادم الذى كان يعتمد على سرقة الغاز أمام سواحل لبنان .كل التحركات السابقة بالمنطقة كان الهدف منها :١- سرقة احتياطي الغاز أمام سواحل غزة ولبنان وسيناء٢- ضرب مصر بكل قوة وحصارها اقتصاديا من كل اتجاه بمشاكل ومعوقات لتسير الأمور كماهو مخطط ولكى لا تفسد مصر الامور مرة اخرى كما حدث سابقا .مراكز القوى فى بريطانيا دعمت اتفاق الغاز مع نتنياهو سرا وكان أقارب رئيس الوزراء البريطانى شركاء فى بعض عمليات التنقيب وفى العلن كانت الحكومة البريطانية ترفض تصرفات نتنياهو بغزة ، وعند أى تصويت على أى قرار ضد الكيان تكون بريطانيا واوروبا على الحياد للحافظ على مكاسب تساعدهم فى الأزمة الطاحنة بسبب الحرب الروسية وما تبعها من قطع الغاز والمنتجات الروسية عن أوروبا .ولهذا صدرت رسالة قوية وموجهة مباشرة من السيسى للعالم كله بأن ما حدث سابقآ .. (لن يتكرر) مرة اخرى زادت الضغوط على مصر بملف سد النهضة وتم دعم أبى احمد بقوة بهدف حصار مصر وجرها لحرب مع اثيوبيا لاستنزافها وانهاكها لسنوات مع دولة يبلغ عدد سكانها ١٣٠ مليون نسمة وكانت وقتها اثيوبيا ستتلقى دعم أقوى من الدعم الذى حصل عليه زيلينيسكى فى أوكرانيا .بعد ذلك طرح نتنياهو فكرة المشروع (البريطانى) الذى يهدف لربط الهند بالبحر المتوسط مروراً بالإمارات والسعودية والاردن واسرائيل وهو ما أظهر العداء بشكل واضح لمصر وأظهر ماكان يخطط له نتنياهو وبريطانياالمخطط (الصهيو أمريكو بريطاني) كان يعتمد فى نجاح تنفيذه على نجاح ثلاث مشاريع ضخمة :١- تنفيذ مشروع سد النهضة لجر مصر لتحارب اثيوبيا ٢- ضرب مشروع قناة السويس لانهاك مصر اقتصاديا٣- ضرب مشروع منظمة غاز شرق البحر المتوسطوهذه المخططات لو تمت كما كان مخططا لها لكانت قاتلة للاقتصاد وللشعب المصرى و للسيسى نفسه وهنا كان التفكير والعصف الذهنى ؟- كيف نقيد دعم أمريكا للكيان ونحرجها عالمياً – كيف نوقف التعاون التركى الصهيونى بمجال الغاز- كيف نلغى التعاون القبرص اليونانى مع نتنياهو تماما – كيف نستفيد من مشروع ربط الهند بالبحر المتوسط- كيف نستفيد من ازمة سد النهضة ونحول العداء لتعاون ولتحقيق ذلك .. “سمحت” مصر بحدوث تقارب مع تركيا لمحاولة احتواء أردوغان وافهامه أن التعاون العربى ارباحه أكبر بكثير من التعاون مع الكيان الصهيونى واقتنع اردوغان المنهار اقتصاديا بالأمر وأوقف التعاون تماما مع الكيان بملف الغاز وأعلن ذلك بشكل صريح بعد طوفان الغضب”سايرت” السعودية والإمارات نتنياهو وأمريكا واوروبا واوهموهم بالتطبيع وباقامة مشروعات ضخمة بتكاليف مليارية يسيل لها لعاب مراكز القوى فى أمريكا واوروبا وتم بالفعل وضع حجر الأساس لبعض هذه المشروعات ومنها مشروع ربط الهند بأوروبا عبر البحر المتوسط بشكل جعل الجميع يوقن أن الامارات والسعودية تخلوا عن مصر وباعوها .”أوهمت” مصر الجميع بأنها وقعت بفخ سد النهضة وستحارب اثيوبيا وحصلت مصر بسبب استعداداتها للحرب على أسلحة لم تكن تحلم بالحصول عليها لكنها لم تحارب كما كان مخططا لذلك لأننا نعلم تمام العلم بان هدف الحرب هو إسقاط مصر بحرب بلا نهاية نتنياهو اعتمد فى مشروع سرقة غاز غزة بأفتعال حادث اغتيال بالقطاع والاعتماد على رد فعل حماس تجاه حادث الاغتيال واتخاذه زريعة لضرب القطاع واجبار الفلسطينيين على الهروب لسيناء وتصفية القضية واحتمال قطاع غزة والسيطرة على منابع الغاز فى بحر غزة وهو ما كان سيدعم نتنياهو داخليا وخارجيا فى ازمته وفى تحركاته .وقبل أن يقوم نتنياهو بعملية الاستهداف المتوقعة فوجئ بانطلاق طوفان الغضب يوم ٧ اكتوبر بفكر وتخطيط وقوة جبارة وغير معهودة وغير متوقعة وغير مسبوقة تماما من حماس .خطة طوفان الغضب اعتمدت على بعض الأفكار من خطة “المآذن العالية” لمصر فى ٦ اكتوبر ١٩٧٣ والتى كانت تهدف لعبور مانع قناة السويس بعد تغطية صاروخية ومدفعية مكثفة وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع وتمركزات شرق القناة .فوجئ نتنياهو يوم ٧ اكتوبر ببدء الهجوم بتغطية ضخمة من الاف الصواريخ والقذائف اعقبها عبور الحاجز الأمنى بعد تدميره واختراقه واتخاذ أوضاع دفاعية وتمركزات خلف الحاجز الامنى بالسيطرة على بعض النقاطدقة وشدة الهجوم وخطة التنفيذ وتاريخ التنفيذ يوم ٧ اكتوبر جعل نتنياهو يوقن بنسبة ١٠٠ % أن هناك دعم قوى تم تقديمه لحماس تسليحيا وامنيا ولوجستيا وأدرك أن ذلك رد فعل بسبب كل المخططات السابقة لكنه لا يمكنه اتهام مصر سوى بأنها يمكن أن تكون قد تساهلت فى بعض عمليات تهريب السلاح عبر الانفاق وغير ذلك سيكون بمثابة اتهام صريح لن تقبله مصر وسيكون له عواقب وخيمة . صدمة هجوم طوفان الغضب أدت لانهيار الوضع تماما داخل دولة الكيان وافشلت المخططات السابقة كلها دفعة واحدة وأوقفتها واستغاث نتنياهو بأمريكا تماما كما فعلت جولدا مائير من قبله وبدلا من نجاح الخطة بوضع مصر فى “خانة اليك” وجد نتنياهو نفسه بأزمة غير مسبوقة ولا يعلم لها نهاية ووجدت اوروبا انها خسرت كل شئ ووجدت أمريكا انها فى موقف محرج أمام الجميع بدعم دولة الكيان علنيا رغم كل افعاله .ووجد الجميع أن الحل عند مصر وفى يد السيسى فبدأت الضغوط على نتنياهو للسير بطريق التفاوض ونتنياهو لا يرغب بالتفاوض لان نهاية التفاوض هو اعلان قيام دولة فلسطينية وهو ما يمكن أن يؤدى الى زوال دولة الكيان لانها بالأساس قامت على اساس دينى بأن هذه الارض هى أرض الميعاد وأى تنازل عن شبر منها بمثابة بيع وتدمير للفكرة التى تم تجميع الناس على أساسها لكن ورقة الرهائن كانت قاتلة لنتنياهو وجعلت الأوضاع الداخلية تنقلب عليه وعلى حكومته .الامور الان اصبحت متأزمه وليس لها حل فنتنياهو متمسك باستكمال ما بدأه لانه غرق فى مستنقع غزة فى رحلة زهاب بلا عودة والفلسطينيين يؤكدون أن هذه أرضهم والاوضاع الداخلية التهبت داخل دولة الكيان بسبب فساد نتنياهو وبسبب ملف الرهائن واوربا مشغولة بأزمتها الاقتصادية وثورات التحرر فى افريقيا زادت بشكل أكبر بعد سيطرة الجيوش الوطنية على الدول والتخلص من اذرع اوربا والغرب من حكم هذه الدول وهذا زاد الضغط الاقتصادى على دول اوربا التى كانت تعتمد على استنزاف ثروات الشعوب الأفريقية ، وروسيا مشغولة بحرب أوكرانيا والصين مشغولة بتايوان وكوريا الشمالية تهدد كوريا الجنوبية وايران تتحفز وترغب فى دور بالمنطقة .وفى عز الحرب وفى عز الأزمة الدولارية وانتظار الجنيه انهيار مصر اقتصاديا فوجئ العالم كله بمنح الإمارات لمصر مليارات الدولارات فورا بمشروع رأس الحكمة وتلاها السعودية ليعلم الجميع أن مخطط سقوط مصر مستحيل وليعلم الجميع أن مصر والسعودية والامارات قد خدعوا الجميع وأولهم نتنياهو . وبهدووء ،ووسط كل ذلكجلس الرئيس السيسى يشرب كوب شاى بنعناع وهو يستمع لأغنية ” يافخر السيناوية” وهو يضحك لأن كل المشروعات التى هددت مصر قد توقفت بهدوء ودون صدام فالسعودية اعلنت توقف مشروع (طريق الهند – أوروبا) لاجل غير مسمى والإمارات علقت التطبيع بسبب تصريحات نتنياهو برفض قيام دولة فلسطينية وتركيا جمدت مشروع الغاز الصهيونى وتقاربت من مصر طمعا بدور ومصالح بالمنطقة ومصر لم تحارب اثيوبيا كما كان مخططا لها واعمار ليبيا بدأ دون أى مشاكل وبدأ الجيش السودانى فى السيطرة على الامور .وزادت ابتسامة السيسىلان مصر تحولت من طرف للحرب الى “وسيط” لجأت له دولة الكيان والعالم كله ليعود السلام والاستقرار بالشرق الأوسط ولتتمكن الدول من الحفاظ على مشاريعهم ومصالحهم و اقتصادهم .مراكز القوى باوربا وأمريكا وبريطانيا وجدوا أن نتنياهو الذى اوهمهم بأنه سوبرمان الخاص بهم بالمنطقة وانه الوحيد القادر على تحقيق مكاسب ضخمة لهم ، أصبح الان بلا قيمة ولا وزن ولا هيبة بعدما فشلت وانهارت كل مخططاته واصبح غارقا فى حرب غزة لدرجة جعلته يستسمح السيسى رسميا وعلنيا ليوافق على استقبال الفلسطينيين فى سيناء لفترة من الوقت حتى يتمكن من القضاء على حماس لكنه فوجئ بتواجد ضخم لقوات من الجيش والشرطة ومن ابناء القبائل المصرية بشكل يستحيل معه تنفيذ المخطط بسهولة .وأكد السيسى لنتنياهو وللجميع بوضوح تام أن حل أزمة غزة ليس باستقبال الفلسطينيين بسيناء بل بقيام دولة فلسطينية على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية واللعب الان أصبح على المكشوفوالعالم كله اصبح فى مفترق طرق وعليه أن يختار مابين الحفاظ على استقرار اوضاعه وبين استمرار دعمه لنتنياهو ووصلت الرسالة بقوة اكبر لمراكز القوى للاختيار ما بين دعم نتنياهو (وبين) استمرار استثماراتهم ومشاريعهمومصر تنتظر الرد من الجميع وهى تعرف ما أنفقوه لاسقاطها وتشاهدهم وهم يحصدون ما زرعوه . وإنا لمنتصرون

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

“تحليل سياسي” يكشف تأثير فوز الرئيس “ترامب” على علاقة الصين بالولايات المتحدة الأمريكية

تحليل الدكتورة/ نادية حلميالخبيرة المصرية فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية – أستاذ العلوم السياسية جامعة …