علاء حمدي
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم السبت، بمشيخة الأزهر، السيد الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين أذربيجان والأزهر.
ورحب فضيلة الإمام الأكبر بالرئيس الأذربيجاني والوفد الكريم المرافق لسيادته في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية بين الأزهر وأذربيجان، مشيرًا إلى أن الطلاب الأذربيجان الوافدين للدراسة في الأزهر يمثلون ركيزة مهمة في هذه العلاقة، وأننا على استعداد لزيادة المنح الدراسية المقدمة لأبناء أذربيجان للدراسة في الأزهر بما يتناسب مع متطلبات أذربيجان، واستضافة أئمة ودعاة أذربيجان وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، من خلال برنامج مصمم خصيصى لطبيعة أذربيجان وتطلعاتها المستقبلية.
كما أكد فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر لتسخير كل إمكاناته لتحقيق الوحدة الإسلامية، التي تعد أبرز التحديات التي تواجه أمتنا في وقتنا المعاصر، مشددًا فضيلته على أن وحدة الصف الإسلامي هي السبيل الأوحد لاستعادة المسلمين لمكانتهم وتبوئهم لموقع مهم في النظام العالمي الجديد.
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر استعداد الأزهر لرفع مستوى التعاون مع أذربيجان من خلال التعاون مع إدارة مسلمي القوقاز بقيادة فضيلة الشيخ الله شكر باشا زاده، وإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية في العاصمة باكو خدمةً لمسلمي أذربيجان في تعلم لغة القرآن الكريم، مشيرًا فضيلته إلى متابعته لأنشطة مجلس حكماء المسلمين والمبادرات المهمة التي يعمل عليها المجلس مع أذربيجان، وتطلع فضيلته لمزيد من المبادرات وتنسيق التعاون بين أذربيجان والأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وبخاصة مع قرب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في العاصمة باكو هذا العام.
من جهته، أكَّد الرئيس الأذربيجاني عن سعادته بالتواجد في مؤسسة الأزهر الشريف، واستعداده لرفع التعاون بين الأزهر وأذربيجان من أجل وحدة الصف الإسلامي، مشيرًا إلى أن أذربيجان تقوم بجهود عملية لرفع مستوى العلاقات والتنسيق بين الدول الإسلامية، وأن أذربيجان تبنت إستراتيجية للتقارب بين دول العالم الإسلامي؛ حيث أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لهذه المبادرات التي تسعى لتحقيق التقارب الإسلامي، داعيًا المولى عز وجل أن يوفق أذربيجان في مساعيها النبيلة.
وأضاف الرئيس إلهام علييف أن أذربيجان استضافت عدة فعاليات لترسيخ قيم التنوع الديني، وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، وأن المسلمين يعيشون في استقرار وسلام وتفاهم جنبًا إلى جنب مع ممثلي الديانات الأخرى، وأن أذربيجان تمثل نموذجًا في التعايش بين مختلف الديانات والثقافات.
ووجَّه الرئيس الأذربيجاني دعوة رسمية لشيخ الأزهر لزيارة البلاد، والمشاركة في قمتي الأمم المتحدة من أجل المناخ COP29، وقمة قادة الأديان من أجل المناخ، وعقد اجتماعات مع ممثلي الهيئات الدينية في أذربيجان؛ حيث رحب فضيلة الإمام الأكبر بدعوة الرئيس الأذربيجاني لزيارة البلاد والمشاركة في قمتي COP29 وقمة قادة الأديان من أجل المناخ، داعيًا المولى أن تتوج هذه القمم بالنجاح والتوفيق، وأن تخطو أذربيجان خطوات واسعة نحو التنمية والازدهار، وأن تستمر في تقديم أنموذج رائد للدول الإسلامية، وآملًا أن يكون هناك تنسيق بين صناع القرار السياسي العالمي وبين قادة الأديان ورموزها فيما يتعلق بأزمة تغير المناخ، وبخاصة في تلك الفترة التي تشبه الفوضى والعبث العالمي، والتي تلاشت فيها أدوار المؤسسات الدولية، ونحتاج فيها إلى إستراتيجيات ملزمة للجميع من أجل مستقبل الأجيال القادمة.
رافق الرئيس الأذربيجاني وفد رفيع المستوى ضم كلًّا من السيد جيهون بيراموف وزير الخارجية، والسيد حكمت حاجييف/مساعد رئيس الجمهورية لشؤون السياسية الخارجية، وفضيلة شيخ الإسلام الله شكر باشا زاده، مفتي أذربيجان، مدير ادارة مسلمي القوقاز، والسيد رامين مامادوف، رئيس اللجنة الحكومية للعمل مع المنظمات الدينية، والسيد الخان بولوخوف، سفير جمهورية أذربيجان لدى القاهرة.