بقلم الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أطفالُ غزة مُغيبُون وحدهُم، تِلك الطِفُولة فِى خطر، تحلُم كثِيراً ثُمّ عاندها القدر، شقُيّت وحِيدة فِى الحِصار فِى كمد، ومع إمتِداد أمد المعارِكِ والقِتال، سقطت وحِيدة فِى غيّب… أطفالُ غزة مُحاصرُون فِى خوف، هُم يصرُخُونّ بِلا مدد، فوقفتُ أبكِى بين أنقاضِ الدمار فِى صمت، لم يعُد يُجدِى الكلام مِن بعدِ ما قد حدث
وشعرتُ وحدِى بِالضجر، كُنتُ هُناك بِلا مُعِين على سفر، شاهدتُهُم ودِمُوعُ قهرٍ تُختزل، عبرت أمامِى كامِيرا صِحافة على عجل، فطفقتُ أصرُخ أينّ الضمِير والمدد؟… قد بُحّ صوتِى مِن الكلام والقهّر، ما عاد يعلُو أو يُبان مِن الخّوف، فالحقُ ضاع وإتنسى، فحملتُ طِفلاً فِى إحتِضار، خاطبتُ أُمماً فِى إستِغاث، وخطوتُ وحدِى فِى عبث
ولطمتُ خدِى فِى إستِدار بِلا وعى، حدثتُ كامِيرا كانت أمامِى واقِفة، غزة الأبِية تنزِف دُمُوعاً تُرتبك، تخلوا عنها تركُوها عُرضة لِلمخاطِر والألم… تُسقِط شهيداً ورا شهِيداً كالِرمم، والكُلُ ساكِن فِى إنصِياع، يشجُب يُدِين فِى الظلام ويُختبئ، ولقد كبُرتُ سِنينَ عِدة والشعرُ شاب مِما حلّ مِن خُطّب، غزة الجمِيلة باتت وحِيدة بِلا غوّث
وسرحتُ بُرهة أمام مشهد يُعيد فِصُولُه على أرضِ سُلِبت بِلا وجهِ حق فِى وضح، كانت عرُوسة بِإسمِ غزة تُحتضر، تِلك الدِراما باتت كعادة بِدُونِ سِينِما أو أىٌ قص… تِلك المشاهد تأبى تُفارِق أىٌ عقل، تِلك الدِماء باتت تُسال فِى بطّح، هذا الخراب يزدادُ لهباً وإتِقاد، غزة وحِيدة فِى الآفاقِ تُغتصب، ترجُونا نجدة لِتُستغاث فِى شبّث
توارى جسدِى مُمدداً خلف السِتار، فُجِعتُ جلداً لِلدمار، والجُثثُ تعلُو كالطُوفان، أمرِيكا ناصرت غزة العداء، رجمُوا الطِفُولة بِالنِعال، داسُوا الضمِير بِالإغتِيال… سقط الصهاينة والأمرِيكان مِن أى عدلٍ لِلإنسِان، ظهرت حقيقتُهُم جلِية لِلعيان، ظهر التطرُف بِلا مُواربة أو إختِزال، غزة الأبِية فضحت رِعُونة إعلام واشُنطُن فِى إجتِثاث