بقلم د عبدالله بن محمد الشيخ
مستشار الأمن الفكري
المتأمل في مهزلة الانتخابات الأمريكية والتنافس بين رئيسين أحدهما وهو جو بايدن الرئيس الحالي والذي يُعاني من مرض الزهايمر ومواقفه المخجلة وعدم قدرته على التركيز واضحة للعيان وأصبحت مادة للتندر والضحك في وسائل الإعلام الأمريكية فضلاً عن غيرها والغريب العجيب أنه يريد أن يحكم أمريكا لفترة قادمة!!!
أما المرشح الثاني فهو الرئيس السابق دونالد ترامب والذي أدانته المحكمة بجملة من الجرائم التي تمس أخلاقياته وأمانته ونزاهته وهو مع هذا يُصر على الترشح ليحكم أمريكا من جديد !!! فهل وصل الأمر بدولة عظمى مثل أمريكا وهي بلد طالما صدعتنا بأنها بلد الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وتعمل جاهدة لتصدير ديمقراطياتها لشعوب العالم
هل وصل الأمر بها إلى هذا الحد بأن يكون المترشح للرئاسة هو واحد من هذين ؟! هنا نتذكر الخطاب الشهير لأحد زعماء أمريكا وهو الرئيس السابق بنجامين فرانكلين والذي حذّر في خطابه الشهير من خطورة الصهاينة على أمريكا حيث قال في خطابه الذي ألقاه عام 1789
حول دستور الولايات المتحدة الأميركية، حذّر الشعب الأميركي من خطر اليهود وقال واصفاً ذلك الخطر: “أيها السادة، في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا التجارة فيها، وإذا لم يطرد هؤلاء من البلاد فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مئة عام، إلى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية، ولن تمض مئتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا العمل في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين، وإنني أحذركم أيها السادة إن لم تبعدوا اليهود نهائياً فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم. إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط. إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا سمح لهم بحرية الدخول، إنهم سينقضون على مؤسساتنا، ولذلك لابد من أن يبعدوا بنص الدستور”.
هذا التحذير الذي جاء في خطاب فرانكلين، قبل ما يزيد على قرنين من الزمان
وبالفعل وقع ماحذّر منه هذا الرئيس فالناظر في واقع أمريكا يجد بأنه قد أصبحت السياسة الأميركية والقرار والمال والمؤسسات الأميركية في قبضة اللوبي اليهودي، وأصبحت منظمة “إيباك” التي تمثل اللوبي الصهيوني في أعلى درجاته هي من يتحكم في هذه السياسة، وهي من يسيطر على القرار في البيت الأبيض والكونجرس والبنتاجون والمخابرات الأميركية. ووصل الأمر إلى درجة أن يعتبر نقد إسرائيل في الكونجرس من المحرمات، والسبب أن معظم أعضائه من المسيحيين الصهاينة وهؤلاء من يُعرفون بطائفة المسيحيين الجدد وهم مسيحيون صهاينة يؤمنون بالتلمود والذي هو تعاليم أحبار اليهود والذي نصّ على إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وإقامة هيكل سليمان (المزعوم) على أنقاض المسجد الأقصى
ولذا نجد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وهو أحد أبناء هذه الطائفة(المسيحيون الجدد) يقوم بغزو العراق حيث الفرات وكان أول قرار أخذه الحاكم الأمريكي للعراق بريمر هو حل الجيش العراقي والذي كان مهدداً للكيان الصهيوني
ثم تلا ذلك محاولة تدمير دول الطوق المحيطة بالكيان الصهيوني ألا وهي مصر وسوريا عن طريق ما سُمي زوراً وبهتاناً ب(الربيع العربي) وهو في حقيقته الخراب والدمار العربي والبوابة الواسعة للشرق الأوسط الجديد الذي طالما بشّرت به كونداليسا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية وهي تلميذة نجيبة لاستاذها الجامعي والد مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا السابقة وهي من يهود بولندا
وهذا الشرق الأوسط الجديد يعني بكل بساطة تجزئة المجزأ وتفتيت المفتت لتصبح الدول العربية دويلات دولة للسنة ودولة للشيعة ودولة للأكراد كما هو مخطط العراق وسوريا والناظر حقيقة في نتائج هذا الربيع المزعوم هو خراب البلدان العربية بدءاً بالعراق ثم سوريا ثم ليبيا ثم اليمن وتونس وكان الهدف الرئيس هو خاصرة العروبة وثقلها مصر المحروسة والتي حرسها الله بجيشها العظيم خير أجناد الأرض وذهب خرابهم العربي إلى غير رجعة غير مأسوفاً عليه أعود لحقيقة سيطرة الصهاينة على أمريكا ولعلي أقتبس هنا من مقال أكثر من رائع للكاتب الإماراتي محمد الباهلي والذي هو بعنوان (فرانكلين واليهود)
وقد ذكر ضمن مقاله قوله :
ويكفي هنا أن نشير إلى الدراسة الأكاديمية التي كتبها الباحثان ستيفن وولت عميد مدرسة كيندي للدراسات الحكومية في جامعة هارفارد، وجون ميرشايمر الباحث في العلوم السياسية من جامعة شيكاغو، والذي نشر في مجلة “لندن ريفيوأوف بوكس” في عددها الصادر يوم 23/3/2006، حيث تحدث الباحثان بكل جرأة ووضوح عن مستوى خطورة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية ودوره في السيطرة على السياسة الأميركية، وبالأخص السياسة الداعمة لإسرائيل، واستراتيجيته في التأثير على مراكز صنع القرار، وانعكاسات هذا التأثير على سياسة أميركا الخارجية، والدور الخطير الذي لعبه هذا اللوبي في دفع أميركا لغزو العراق لحساب إسرائيل، ودفعها إلى القيام بانتهاكات واسعة ضد العالم الإسلامي وتطويعها لدعم سياسة الكيان الصهيوني في المنطقة العربية، والتأثير المباشر على مؤسسات البحث وحلقات النقاش في الجامعات الأميركية، ودوره في مراقبة ما ينشره الأساتذة وما يكتبونه في الدوريات والمجلات العلمية. ومكمن الخطورة هنا، أن يمتد هذا التأثير بشكل أعمق وأبعد، وأن يصل إلى درجة أن تصبح سياسة أميركا بأكملها مخطوفة في يد حركة عنصرية سياسية استعمارية تقوم عقيدتها على فلسفة عقائدية تقول: إن اليهود شعب الله المختار، وإن أرواح بني إسرائيل تتميز عن باقي الأرواح، وهي جزء من الله، والأرواح الأخرى أرواح شيطانية شبيهة بأرواح الحيوانات، والإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، وإن من حق اليهود أن يفنوا غيرهم من البشر…! ويكفي كمثال على ذلك، أن مجلس الحاخامات اليهودي في إسرائيل أصدر بياناً منذ أيام، أكد فيه أن “التوراة تجيز قتل النساء والأطفال في زمن الحرب”. إن خطورة هذه الفلسفة العقائدية التي تمثل أكبر خطر يهدد السلام العالمي، باعتراف غالبية الدارسين للحالة الصهيونية، والتي لخصها الحاخام اليهودي إسرائيل وايس قائلاً: “طالما بقيت على الأرض دولة صهيونية سيبقى العالم في حالة متواصلة من النزاع والصراع”… هو أنها تدفع وتحرك سياسة دولة كبرى مثل أميركا إلى أن تصل إلى حالة من الجبروت الذي أصبح يخرب العالم والذي أصبحت صورته واضحة في العدوان على البلاد العربية
أقول في الختام هذا هو حقيقة ما يحدث في أمريكا دولة الحريات والديمقراطية ولذا شاهدنا جميعاً الرئيس السابق دونالد ترامب في خطابه الذي ألقاه أمام منظمة الأيباك وهو يخطب ودهم بأن يقول لهم بأنه ينتظر حفيداً يهودياً جميلاً يعني به ابن صهره جاريد كوشنير زوج ابنته ايفانكا والتي تحولت بالمناسبة من ديانتها المسيحية إلى اليهودية!!! وليس هو وحده الذي يخطب ود الصهاينة بل إن زعماء أمريكا ومن ضمن طقوسهم عندما يتولون الحكم في أمريكا الذهاب إلى حائط المبكى ويلبسون الطاقية اليهودية ويرددون الترانيم ونحن نذكر جيداً ماصنعه الصهاينة بأحد أبرز الرؤساء الأميركيين ريتشارد نيكسون والذي طُرد من البيت الأبيض بفضيحة ملفقة أسميت فضيحة (ووترجيت) وكل ذنبه بأن قال مرة عن وزير خارجيته ذائع الصيت هنري كيسنجر الصهيوني بأنه يهودي قذر فكان أن دفع ثمناً لهذه الكلمة ولمواقفه بأن خرج من البيت الأبيض وهو في أوج مجده وانتصاراته خرج باكياً هذا هو حقيقة ما يحدث في أمريكا يا سادة يا كرام