الذي حدث في ليبيا هو سلسلة من استغفال الغرب للشعوب العربية باسم الحريات والديمقراطيات وتحت شعار زائف هو الربيع العربي والذي تحول الى دمار وخراب لديار العرب
تحرك الليبيون كما تحرك غيرهم بشعارات الربيع العربي وماعلم هؤلاء بأن الغرب وعلى رأسهم أمريكا وفرنسا أزعجهم كثيراً تهديدات القذافي بفضحهم خصوصاً بعد فضح سيف الاسلام لساركوزي والملايين التي اخذها من القذافي دعما لحملته الانتخابية
فقرر الغرب التخلص من القذافي اولاً
ودخولها في حرب أهلية طاحنة ثالثاً
فسلمت أمريكا القذافي لليبيين وقتل كما تذكر بعض التقارير على يد قناصة المخابرات الفرنسية حتى تموت معه كل الأسرار ولا تتم محاكمته فيفضح أسرار الزعامات الغربية وخططهم وكيدهم
وبعد مقتله ماهي المحصلة ؟!!حكومات متعددة في ليبيا للقاعدة والدواعش وحكومة في طرابلس تحت سيطرة تنظيم الاخوان وحكومة في بنغازي للجيش الليبي
وأصبح حال المشهد في ليبيا محزناً مبكياً تتفطر له القلوب الحية
فالليبي يقتل أخاه الليبي وهو يطلق نداءات التكبير ويرفع شارة النصر
وأي نصر هذا إذا كان القاتل والمقتول في النار ؟!!
الليبي ينهب مال أخيه الليبي وقبل ذلك المال العام
بل ربما ينتهك عرض أخيه الليبي كما حدث من البعض على سبيل الاجرام وانعدام الانسانية والثأر والانتقام
ميليشات إجرام تتحكم في البلد القتل النهب الاعتداءات اختطاف الرجال والنساء والمطالبة بالفدية
مناظر مهيلة مفزعة يشيب لهولها الولدان
وهذا هو نتاج الربيع العربي في ليبيا ولا ندري ماهو القادم وهل سيكون اسوأ نسأل الله السلامة والعافية ؟!!
هذا هو الربيع العربي الذي جاءت به هيلاري كلينتون وبشرت به كونداليسا رايس تلميذة والد مادلين أولبرايت اليهودية
فأي ربيع يرتجى من أمثال هؤلاء ؟!!
وكان الدور على مصرنا الحبيبة بعد خراب العراق وتونس وليبيا واليمن لكن الله سلّم مصر وحماها بجيشها العظيم النبيل خير أجناد الأرض فعادت مصر من محاولة اختطافها على يد شذاذ الآفاق ممن اسموا أنفسهم زوراً وبهتاناً بالإخوان المسلمين
وهم من اسوأ التنظيمات الارهابية ممن يعيثون في الأرض فساداً ويزعمون أنهم مصلحون فكان حالهم حال الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً
وللأسف الشديد كان هذا التنظيم الإرهابي هو فرس الرهان للغرب والذي تمت تهيئته لكي يحكم المنطقة العربية واجهة إسلامية والغرب يدير من خلف الكواليس مذبوح على الطريقة الإسلامية كما يُقال كما كانت دولة الملالي ومازالت فرس الرهان لتدمير المنطقة وخرابها ولا نحتاج للتذكير بأن إيران وتنظيم الإخوان وجهان لعملة واحدة
ولذا كان سقوط العواصم الأربع الذي تتبجح به إيران على يد هذا التنظيم تعاوناً مع إيران
وبعد هذا كله أما آن لهذه الشعوب أن تفيق من سباتها وتتنبه من غفلتها وتعرف بأنه لا عزة لها
إلا بالتجائها إلى خالقها ومولاها واجتماع كلمتها واتحاد رايتها
فهل بعد هذا كله بقي من يُصدق كذبة الربيع العربي ؟!!
د عبدالله بن محمد الشيخ
مستشار الامن الفكري