كتب: أحمد الكومي
تم النشر بواسطة عمرو مصباح
صرحت الدكتورة/ يسرا شعبان أستاذة القانون المدني بجامعة عين شمس، أن مصر وفرنسا يشتركوا في جانب حياتي مهم للغاية ألا وهو الحضارة الإنسانية. مقارنة بدول كثيرة أنشأت حديثاً نسبياً، وأن مصر وفرنسا يتميزوا بعمق تاريخي وحضاري هائل لأنهما دول قديمة أدركوا الحضارة في عصر قديم، مما جعل من طبع الشعب طبعاً مختلفاً ومتميزاً. واستطردت الدكتورة/ يسرا شعبان، قائلة أن فرنسا تحتفل بعيدها الوطني في 14 يوليو من كل عام، وهي مناسبة توافق إقتحام سجن الباستيل وقيام الثورة الفرنسية على النظام الملكي في عام 1789، ويسمى هذا اليوم أيضاً بيوم الباستيل لأن هذا اليوم مثَّل نقطة تحول هامَّة في مجريات الثورة الفرنسية، موضحة أن تلك المناسبة تقام بها إحتفالات رسمية في جميع أنحاء البلاد وعروض عسكرية، وخصوصاً ُيقام عرض عسكريّ سنويّ ضخم بهذه المناسبة في جادّة الشانزليزيه وسط العاصمة باريس يحضره رئيس الجمهوريَّة وغيره من المسؤولين الفرنسيين رفيعي المستوى والضيوف الأجانب حيث يوصف العرض بأنَّهُ الأقدم والأكبر من نوعه في أوروبا كلَّها.وأوضحت أستاذة القانون المدني بجامعة عين شمس، بأن يكون ذلك في ساحة الكونكورد في العاصمة باريس بالشانزيليزيه أمام مسلة مصرية قديمة هي مسلة معبد الأقصر، التي تعد شاهدة على كثير من الأنشطة السياسية المصرية والفرنسية منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن، مشيرة بأن العرض يسير قاطعاً الشانزليزيه بدءاً من قوس النصر حتى بلوغ ميدان كونكورد حيث يكون رئيس الجمهورية الفرنسيَّة وحكومته والسفراء الأجانب واقفين، وأن العرض العسكري يحظي في يوم الباستيل بشعبية واسعة داخل فرنسا حيث ينقله التلفزيون الفرنسيّ مباشرةً. وأشارت الدكتورة/ يسرا شعبان، بأنه يعزف النشيد الوطني لدولة فرنسا والذي يسمى، “لامارسيّاز” هو النشيد الرسمي الفرنسي الذي ولد من رحم الثورة الفرنسية سنة 1792 ليحشد الصفوف القتالية في مدينة ستراسبورج قصد الدفاع عن الوطن ولم يتوقّع مؤلفه، النقيب روجي دو ليل Rouget De Lisle أنه سيصبح النشيد الوطني لفرنسا والذي يعزف في كل أنحاء العالم، النشيد الوطني الفرنسي لامارسييز تم إعتماده بشكل مطلق في عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة وخصوصا عند تخليد الذكرى المئوية للثورة الفرنسية.وقالت أستاذة القانون المدني بجامعة عين شمس، أن المسلة المصرية الكائنة بميدان الكونكورد بفرنسا، فقد أهدى محمد علي باشا (1769-1849)، حاكم مصر آنذاك، مسلة الأقصر لملك فرنسا لوي فيليب الأول (1773-1850) ولا تزال تلك الهدية، التي جاءت تكريماً لجهود العالم الفرنسي جان – فرانسوان شامبليون (1790-1832) في معرفة أسرار الكتابة المصرية القديمة، تزين ميدان الكونكورد في قلب العاصمة الفرنسية باريس حتى الآن ويعود تاريخ المسلة المصرية، إلى عصر الملك رمسيس الثاني أشهر ملوك الأسرة التاسعة عشر، والذي أمر ببناء مسلتين أمام معبد الأقصر تخليداً لإنتصاراته في حملات عسكرية حمت أرض مصر من إعتداءات أجنبية.وذكرت الدكتورة/ يسرا شعبان، أن بفضل قضائها عدة سنوات في فرنسا ومعرفتها بشعبها وتعايشها معهم، تكاد أن تجزم أن برغم بعض الإختلافات الحياتية، يمكنها أن تؤكد أن البلدين يتشاركان في الفكر الحضاري، وحب العلم، وتقبل واحترام الآخر، وعند سيرها في هذه المنطقة بباريس، كانت تشمم عبق التاريخ، خصوصاً لإدراك مدى محافظة الفرنسيين على إرثهم التاريخي وتطويعه مع الحداثة وخدمة الحياة اليومية دون محوه تماماً من أجل الحداثة، وحيت استفسرت أدركت أنه ما يعرف بترميم الآثار، مؤكدة إن لوجود مثل هذه المسلة المصرية في أهم ميادين الدولة الفرنسية إنما يدل على مدى عمق العلاقات المصرية الفرنسية والتي كانت ومازالت جيدة، خصوصاً وأن لوجود مثل هذه المسلة رمزية شديدة يوضح مدى إحترام الدولتين للحضارة الإنسانية. ونوهت أستاذة القانون المدني بجامعة عين شمس، بأنها عندما شاهدت وعايشت ذلك بالفعل، حين نتكلم مع أي وكل فرنسي يحلم بزيارة مصر، خصوصاً وأن المناهج الدراسية في فرنسا يعمل على تدريس أصل الحضارة للمرحلة الإعدادية لكل الطلاب، ويكون ذلك مروراً بالحضارة المصرية القديمة، فيمكن القول أن ٩ أشخاص أو ٨ من أصل ١٠ فرنسيين يحلمون بزيارة مصر، فهذه الحضارة تعطي شعوبها القوة، والغنى، والقدرة على التحمل، التغيير والتجديد، ولاسيما وأن تاريخ التعاون المصري الفرنسي في المجال القانوني وتأصيل الفكري، كان بفضل العلامة السنهوري والذي أثر في الفكر القانوني المصري على خطى الحضارة القانونية الفرنسية.