كتبت : هبة عبدالفتاح
يُعد المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) واحداً من أهم الجهود التي بذلتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” باسم المملكة للتعبير عن اهتمام القيادة السعودية بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي حتى يعم خيرها على البشرية جمعاء في ظل تزايد تأثيرات هذه التقنيات في كل ما يحيط بنا في عالمنا المعاصر من مؤسسات وأفراد، الأمر الذي تطلب وجود إطار تنظيمي دولي يحكم التعامل مع نُظم هذه التقنيات. يأتي تفويض مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير صاحب السمو الملكي رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -أو من ينيبه- بالتباحث مع منظمة (اليونسكو) في شأن مشروع الاتفاقية الثلاثية بين “حكومة المملكة” و”المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي” و”اليونسكو” بشأن تصنيف المركز مركزاً من الفئة الثانية تحت رعايتها، والتوقيع عليه عن حكومة المملكة وتفويض معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -أو من ينيبه- بالتباحث مع اليونسكو في شأن مشروع الاتفاقية المشار إليها، والتوقيع عليه عن المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مكملاً للجهود الدولية القائمة التي تبذلها المملكة من أجل الإسهام في تحقيق الصالح العام للمجتمعات البشرية في مختلف المجالات ومنها أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وفي ظل ما تجده الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي من دعم مستمر ومتواصل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجاس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -حفظه الله- فقد كثفت الهيئة جهودها في رفع مستوى الوعي باستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى التحول الرقمي وصناعة مجتمع المعرفة من خلال توفير الدعم للبحث والتطوير والاستشارة في مجال الذكاء الاصطناعي وزيادة الوعي بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال. وكانت المملكة سبّاقة في هذا المجال إذ صدرت موافقة مجلس الوزراء في شهر يوليو 2023م على إنشاء مركز (ICAIRE) في مدينة الرياض ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وفي 16 نوفمبر 2023 أقر المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في دورته الثانية والأربعين منح مركز (ICAIRE) في مدينة الرياض صفة مركز دولي من الفئة الثانية تحت رعاية اليونسكو، وذلك بجهود سدايا بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم. ويسلط المركز الضوء على أربعة مجالات هي: تقديم الدعم في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي والتواصل بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتقديم التوصيات ذات الصلة بسياسات الذكاء الاصطناعي فضلاً عن بناء قدرات الذكاء الاصطناعي، والإسهام في الجهود العالمية التي تخدم البشرية في مجالات الذكاء الاصطناعي.