تحليل الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
بإعتبارى خبيرة فى الشأن السياسى الصينى، فلقد وجدت علاقة وثيقة بين (السياحة في الصين ونشر الصين لثقافة السلام) حول العالم، نظراً لتنوع السياحة التي تتمتع بها الصين من حيث المكونات والأساليب والمنتجات السياحية والآثار والحضارة القديمة، مما يلبي أذواق كافة السياح الأجانب ويساهم في نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام الصيني حول العالم، بالإضافة إلى متوسط طول مدة إقامة السياح الغربيين والأجانب في الصين، مما يساهم في تعميق ثقافة السلام الصيني حول العالم.
وفي هذا الإطار، نظمت منصة “تريب.كوم” الصينية، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار في مصر، ممثلة في هيئة تنشيط السياحة المصرية، ورشة عمل للعاملين بقطاع السياحة في مصر، لتعريفهم بالسوق الصينية، وأهم سمات الحضارة الصينية وأذواق الصينيين، بما يساهم في دفع السياحة بين البلدين، وتعميق ثقافة السلام وحوار الحضارات بين مختلف دول العالم، وفقا لمبدأ الرئيس الصيني “شي جين بينغ” بشأن “حوار الحضارات” ونبذ الإنقسام والإختلافات والصراعات، والدعوة إلى عالم دولي متعدد الأقطاب، وفقاً للمبدأ الصيني المعروف بـ “المصير المشترك للبشرية” للرئيس الصيني “شي جين بينغ”.
كما تسعى الصين إلى إبراز حضارات العالم داخلها، ومن أهمها التجربة السياحية الصينية الرائدة في إقامة المعارض السياحية لمختلف دول العالم. وفي مقدمتها – كمواطنة وأكاديمية مصرية – المعرض الذي إستضافه متحف شنغهاى الوطني بجمهورية الصين الشعبية، والذر إستضاف المعرض المؤقت للآثار المصرية، تحت عنوان: “قمة الهرم: الحضارة المصرية القديمة”، فى أغسطس ٢٠٢٤، والذي إستقطب نحو ٧٠ ألف زائر خلال الأسبوع الأول من إفتتاحه. وهذا يخدم ثقافة السلام الصينية حول العالم، وفقاً لرؤية الرئيس الصينى “شى جين بينغ”، حول مفهوم (المصير المشترك للبشرية). بالإضافة إلى مبادرة الرئيس الصيني “شى” حول (حوار الحضارات). ومن هنا تسعى الصين وقيادات الحزب الشيوعي الحاكم في الصين إلى نشر ثقافة السلام الصينية عالميًا وفقًا لمبدأ المصير المشترك للبشرية، من خلال إقامة معارض سياحية لمختلف دول العالم ذات الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية والفرعونية، لتقريب حضارات العالم أجمع من بعضها البعض، بعيدًا عن الفهم الضيق للصراع. وفقاً للمبدأ الصيني المعروف “الفوز للجميع” والمنفعة المتبادلة بين الصين والجميع.
ولقد شهدت السياحة في الصين زيادة واسعة منذ الإصلاح الإقتصادى الصيني، بعد ظهور الطبقة المتوسطة الجديدة الثرية بعد أن خففت السلطات الصينية القيود على الحركة، فشهدت الصين عصراً من الرخاء. أصبحت الصين الآن واحدة من أكثر الدول زيارة من قبل السياح. تعد الصين حالياً ثالث أكثر دولة زيارة من قبل السياح. أبرز الأماكن السياحية في الصين، هي: سور الصين العظيم الذي يعد أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة، المدينة المحرمة في بكين عاصمة الصين، البوند في شنغهاي، ضريح الإمبراطور الأول “تشين” في شيآن، جبل إيفرست أعلى قمة في العالم والذي يقع في غرب الصين، مدينة هونج كونج وماكاو في جنوب الصين، وشاطئ سانيا في جزيرة هاينان.
من ناحية أخرى، هناك العديد من شركات السياحة الصينية وتختلف أساليبها في جذب الجمهور المستهدف للسياحة. على سبيل المثال، شركة “فان تريب جايد” للسياحة الصينية FUNTRIP” أو “funtripguide” والتي تعتبر من أهم شركات السياحة في الصين. تركز على خدمات السفر للأجانب في الصين، ولديها أكثر من ١٠ سنوات من الخبرة المهنية في السياحة في الصين، إلى جانب أنها تقدم ترتيبات سفر شبه مستقلة مخصصة في مناطق مختلفة داخل الصين، حتى من خلال التسجيل حتى كفرد واحد ويمكن للشركة تصميم خط سير الرحلة الأكثر ملاءمة وفقًا لاحتياجات السائحين إلى مناطق مختلفة، مثل: (التبت، شينجيانغ، يوننان، سيتشوان، بكين، شيآن) … إلخ.
وهنا تساهم شركات السياحة الصينية في نشر ثقافة السلام على مستوى العالم من خلال توثيق العلاقات بين الصينيين والأجانب في كل مكان، وذلك من خلال وجود فريق من المرشدين ذوي الخبرة والإحترافية الذين يتقنون العديد من اللغات: الماندرين المبسطة الصينية، والكانتونية لهجة أهل هونغ كونغ، واليابانية، والإنجليزية، والكورية، والألمانية، وغيرها.
وهنا تعد شركة “فان تريب جايد” للسياحة الصينية “Funtrip” والمتخصصة في خدمات السفر للمجتمع الصيني العالمي في الصين، والتي تراكمت لديها أكثر من ١٠ سنوات من الخبرة المهنية في خدمات السفر في الصين، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من خيارات السفر شبه المستقلة في الصين، بحيث يمكن لأي سائح التسجيل حتى لو كان مسافرًا بمفرده، مما يزيل متاعب العثور على رفقاء السفر. وتلعب شركة “فان تريب جايد “Funtrip” لتشجيع السياحة فى الصين دوراً أساسياً فى توفير برامج سفر مخصصة في الصين مصممة خصيصاً لأى إحتياجات محددة، بما في ذلك الرحلات العائلية، والسفر للشركات، ورحلات التخرج، ورحلات الحج، والمزيد. هذا النوع من الأنشطة مهم جداً لنشر ثقافة السلام بين الصين والعالم.
ومن خلال العرض السابق، ندرك مدى دور السياحة الصينية في جذب المزيد من السياح حول العالم إلى كافة المدن الصينية المختلفة، لزيارة المقاصد السياحية الصينية، بما يخدم رؤية الرئيس الصيني “شي جين بينج” حول حوار الحضارات ونشر ثقافة السلام الصينية حول العالم وفق المصير المشترك للبشرية، وذلك من خلال قيام شركات السياحة الصينية بتنظيم العديد من الحملات الترويجية المشتركة والزيارات التعريفية المتبادلة لممثلي وسائل الإعلام وشركات السياحة ومنظمي الرحلات والمنشآت الفندقية حول العالم، بالإضافة إلى إقامة المعارض السياحية لتسليط الضوء على حضارات العالم المختلفة، مثل استضافة مدينة شنغهاي متحفًا يعرض كافة مساهمات الحضارتين المصرية والفرعونية القديمة، مما يساهم في الحوار الحضاري والثقافي والاجتماعى بين الصين ومصر والعالم، وخاصة كافة الدول ذات الحضارات القديمة وعلى رأسها مصر. ولذلك تحاول شركات السياحة الصينية، وفقاً لذلك، تعزيز ثقافة السلام الصينية في التعايش السلمي والحوار، من خلال تنظيم زيارات ميدانية وسياحية دائمة إلى كافة المقاصد السياحية في الصين، مما يساهم في نهاية المطاف في إرساء أسس السلام العالمي والتقارب الثقافي بين الصين والعالم من خلال السياحة، بالإضافة إلى دور ومساهمة شركات السياحة الصينية في ذلك، مثل الشركة الرائدة في الصين “funtripguide”
كواحدة من أنجح التجارب الصينية، وهو الأمر الذى إستوقفنى جلياً حول دور شركات السياحة الصينية في نشر ثقافة السلام الصينية والحوار الثقافى والحضارى عالمياً.