بقلم د : شيرين العدوي
إن الناظر في تاريخ أمتنا العربية منذ فجر حياتها في العصر الجاهلي، يوم كانت تعيش قبائل متفرقة لا تنتظمها وحدة، ولا تؤلف بينها عقيدة دينية، ثم يساير التاريخ بعد أن استظلت بظل الإسلام، وفاءت إلى عقيدة التوحيد، ويمضي قدما، وقد توالت عليها الأحداث، وتوزعتها الأهواء السياسية، والشيع الدينية في عصر بنى أمية ثم يقف المؤرخ المحقق، الذي ينقب عما وراء الأحداث – ليدهش حين يقف على ما كان للعصبية القبلية من آثار قوية بعيدة المدى في حياة الأمة العربية إبّان تلك الحقبة من تاريخها. وهذه الآثار لم تكن وقفا على الحياة السياسية وحدها، وإنما امتدت لتشمل الحياة الفكرية والاجتماعية والأدبية.
وفيما يتصل بالجانب الأول، المتمثل في قيام ” العصبية” أقوى ما تكون على “الالتحام بالنسب “- والنسب هنا حقيقي يقوم على رابطة الأبوة أو الأمومة أي الانتساب إلى أب واحد وأم واحدة – يُلاحظ أنه كلما كان هذا النسب قريبا قويت العصبية، وتجلت بصورة واضحة كما تبدو لنا في ارتباطها بالعشيرة بوصفها أصغر وحدات القبيلة، حتى نصل إليها في ارتباطها بالقبيلة؛ من هنا كل قبيلة ” تؤمن بنسبها، وتعتز به، وبأنها تعود إلى أصل واحد؛ فهي دم واحد، ولحم واحد، من أجل ذلك عبَّروا عن القرابة باللُحْمَة، كما عبروا عن عشائرهم وفروعهم بالبطن والفخذ”.
إلى اللقاء في قطرة جديدة .
د/شيرين العدوي الحياة الاجتماعية في كتاب الأغاني للأصفهاني ص ٣٧- ٣٨ وانظر : د/إحسان النص العصبية القبلية وأثرها في الشعر الأموي ص ٥،د/ السيد عبد العزيز سالم، تاريخ العرب قبل الإسلام ص ٣٦٠ .
السؤال الذي يطرح نفسه الآن ويرتبط بالتاريخ هل توقفت العصبية ؟! عزيزى القارئ اربط التاريخ بالحاضر وحركة الزمن تفهم الحاضر جيدا .