بقلم سلمان بن أحمد العيد
تحتضن المملكة العربية السعودية ثراءً طبيعيًا متنوعًا يمتد من قمم الجبال الشاهقة إلى سواحلها الساحرة. برعاية كريمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ، تولي المملكة أهمية كبيرة للحفاظ على بيئتها الطبيعية وتنميتها كجزء من رؤية 2030. هذه الطبيعة الخلابة تشكل مصدر إلهام دائم، حيث تتداخل مشاهد الجبال الوعرة والصحاري الواسعة مع البحر الهادئ لتقدم لوحة طبيعية فريدة .جبال المملكة : شامخة ومتنوعةتمثل جبال المملكة العربية السعودية رمزًا للشموخ والقوة، إذ تمتد عبر مناطق عدة، أشهرها سلسلة جبال السروات في الجنوب الغربي. هذه الجبال ليست فقط مشهدًا طبيعيًا خلابًا، لكنها أيضًا موطن لبيئات متنوعة غنية بالتنوع البيولوجي.
في منطقة عسير، تغمر السحب جبال أبها والسودة، حيث تكتسي الأراضي بالخضرة في مواسم الأمطار وتزدهر الحياة الطبيعية في محميات مثل محمية ريدة.علاوة على الجمال الطبيعي، تحمل هذه الجبال في طياتها تراثًا ثقافيًا عريقًا، إذ تعد القرى الجبلية في عسير والباحة موطنًا لتاريخ طويل من العادات والتقاليد الفريدة التي ما زالت حية حتى اليوم. تشتهر هذه المناطق بأسواقها التقليدية وفنونها الحرفية، مثل النسيج والخزف، مما يجعل الزيارة لتلك الأماكن تجربة تجمع بين الجمال الطبيعي والثقافي.سواحل المملكة : لؤلؤة البحارتمتد سواحل المملكة على طول البحر الأحمر والخليج العربي، مما يخلق تنوعًا بحريًا وجمالًا ساحليًا لا مثيل له.
السواحل المطلة على البحر الأحمر في مناطق مثل نيوم وأملج وجزر فرسان تُعد من أكثر المناطق جذبًا للسياحة البيئية، حيث تزدهر الشعاب المرجانية، وتعيش أنواع متعددة من الكائنات البحرية. هذا البحر الدافئ يعتبر وجهة مثالية للغواصين وهواة المغامرات البحرية الذين يبحثون عن استكشاف أعماق المياه واكتشاف عجائب الطبيعة البحرية.على الجانب الآخر، تقدم السواحل الشرقية في الدمام والخبر فرصًا للتمتع بالاسترخاء على الشواطئ الذهبية وممارسة الأنشطة البحرية المتنوعة. تمتاز هذه المنطقة بخليج هادئ وتطور حضاري يضفي لمسة من الفخامة والرفاهية على التجربة الشاطئية.
البيئة الطبيعية ورؤية 2030تنفذ المملكة العربية السعودية برامج ضخمة للحفاظ على البيئة الطبيعية وتعزيز السياحة المستدامة. تأتي هذه الجهود ضمن إطار رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الموارد الطبيعية والاستفادة منها بطريقة تحافظ على استدامتها. مشاريع مثل “السعودية الخضراء” و”الرياض الخضراء” تسعى إلى زيادة المساحات الخضراء في المملكة وتقليل التصحر. إلى جانب ذلك، تُولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بتطوير المحميات الطبيعية وإعادة تأهيل المناطق البيئية الحساسة، مثل محميات الطيور في جزر البحر الأحمر.إلى جانب الجبال الشامخة والسواحل الخلابة، تبرز الصحراء في المملكة العربية السعودية كعنصر طبيعي آخر يعكس سحر الأرض وتنوعها. الصحراء السعودية ليست مجرد مساحات شاسعة من الرمال؛ فهي ملاذ للهدوء والتأمل، حيث يتقاطع التاريخ مع الطبيعة في تناغم ساحر. من أشهر صحاري المملكة “الربع الخالي”، الذي يُعد أكبر صحراء رملية متصلة في العالم.
هذا الامتداد الهائل من الكثبان الرملية يجذب الزوار الذين يبحثون عن مغامرات السفاري والتزلج على الرمال.بالإضافة إلى “الربع الخالي”، تتميز صحاري نجد وصحراء النفود بجمالها الفريد. وفي الليل، تتحول هذه الصحاري إلى مساحات مبهرة، حيث تضيء السماء بنجوم لا نهاية لها، مما يخلق مشهدًا ساحرًا لعشاق الفلك والتصوير الفوتوغرافي. هذا التباين بين حرارة النهار وبرودة الليل يعكس القوة والجمال المتأصلين في الصحراء، حيث يمكن للزوار التمتع بالهدوء المطلق والتواصل مع الطبيعة في أبسط صورها.الثقافة البيئية : تعزيز الوعي والاستدامةواحدة من الأهداف الرئيسية لرؤية 2030 هي تعزيز الوعي البيئي وزيادة الاستدامة في مختلف مناطق المملكة.
يتم تنظيم حملات توعوية مستمرة للحفاظ على التنوع البيولوجي وتقليل الآثار السلبية على البيئة. من خلال دعم المحميات الطبيعية، تعمل المملكة على حماية الأنواع المهددة بالانقراض وتطوير السياحة البيئية كجزء من خطط التنمية المستدامة.كما أن المبادرات التعليمية والتوعوية تسعى إلى إشراك المجتمع المحلي في جهود الحفاظ على البيئة، سواء كان ذلك من خلال إعادة تشجير المناطق الجافة أو الحفاظ على المياه، وهي موارد طبيعية تشكل جزءًا مهمًا من النظام البيئي في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة على تعزيز البنية التحتية المستدامة في المشاريع السياحية الكبرى، مثل مشروع “نيوم” الذي يهدف إلى أن يكون وجهة عالمية للسياحة المستدامة، مع الحفاظ على الموارد البيئية الفريدة في المنطقة.
لذا تمتلك المملكة العربية السعودية ثروة طبيعية هائلة تتجسد في جبالها الشامخة وسواحلها الساحرة. تستمر الجهود للحفاظ على هذه الكنوز الطبيعية وتنميتها لتكون وجهة للزوار من مختلف أنحاء العالم. إن الجمال الطبيعي للمملكة ليس فقط مصدر فخر لسكانها، بل هو دعوة للعالم لاستكشاف التنوع البيئي والثقافي الذي يميز هذه الأرض المباركة. من الجبال المغطاة بالضباب إلى المياه الزرقاء العميقة، تظل المملكة مصدر إلهام وجمال لا يضاهى.بقلم : سلمان بن أحمد العيد