بقلم الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أهدى قصيدتى الجديدة لنصرة أهلنا الصامدين فى غزة، وربطها بنفس مغزى قصة سيدنا يوسف عليه السلام، بنصر الله له وتوليه حكم مصر، وبالمثل ستتحرر القدس :
وصاح أبُوه يعقُوب لِأخوتُه واأسفاً على يُوسُف قد ولى بِلا عودة، ولم تجُفْ له دمعة، ولم تبرُد له عينَ، وبُهِتَ الأبُ وشمسُ اليوم لا تطلع… ومضى الليلُ بِسكناتُه بِغيرِ الرُوحِ تنطفِئُ، أيا يُوسُف أترقُب فِعل أخوتُكَ، وهل يُرضِيكَ فِعلتُهُم؟ تراكَ وحِيد فِى الصحرا، فهل لِلذنبِ تُغتفرُ؟
وتصغِى الأُذنُ لِنداءٍ مِن الربِ فِى الأعلى لِنُصرته، وربُ العرشِ نجاه وحرره، أيا يُوسُف لا تجذع فِى محبتُنا فلا دعوة لِربِ العِزة مِن مظلُومِ تُحتجبُ… سمعِتُ بِقصة يُوسُف مع أخوتُه وما حدثَ، فذُهِلتُ كثِيراً لِفعلِ خِيانة تُأتثمُ، وصوتُ نِداء مِن أعلى إلى يعقُوبِ ينتظِرُ
وبكى يعقُوب فِى ليلُه لِأن الصُبح لم يطلُع على يُوسُف مِن ضبابتُه، ونِداءُ الرب لِأبِيهِ أتهرُب مِما قدّرنا لِبنُوكَ لِأنكَ لا تُطِق ألماً؟… وكذِب الفِتية على الأبِ بِأن الذِئب قد أكلُه فِى نقمّ، وأتُوا بِقميصُه قد ضُجّ بِلونِ الدم مُخصبةٌ، وشاء الرب أن الخونة إخوتُه يُفتضحُوا فِى خبرٍ
وقِصة يُوسُف بِالأمسِ تراها شبِيهة لِمن شاعَ فِى دِعاية لِإسرائِيل مسمُومة عن أبناءِ عُمُومتُنا، فياللعارُ لِمن يُدعى أبناء عُمُومة فِى الدمِ وتِلكَ الجِيرة لِسُوءِ أدبهُم على الملأِ تنفضِحُ… بنُو صهيُون وأفعالهُم تنخُرُها السُوسُ مِن أعلى لِتتساقط لِلأبدُ، وسفكُ الدم ينقطِرُ
وتِلكَ الدعوة لِأُخُوة يُوسُف تلاها الدمُ يستعِرُ، أبعد الدم وقتلُ النفس فِى غزة نتصالح فِى إخوتهُم بنِى عُمُومة تنتهِكُ؟ ألا تباً لِكُلِ مُغتصبِى أرضاً بِغيرِ الحقِ تُنتقِمُ… وكُلُ دقِيقة رُوحاً تصعد لِبارِئُها فِى غزة فِى زهقٍ، أبناءُ عُمومة فِى كيانٍ مُغتصبٍ، ولونُ الدم بِغيرِ الوقفِ ينفجِرُ
فهل نضحك لِدعوة سِلم فِى واشُنطُن بعد الدمِ قد نُثِرَ بِلا وقفٍ، وخلقُ رِواية عن قتلٍ بِلا قتلٍ تُندفعُ… وصمتٌ دولِى يتوالى بِلا صِياحٌ ينفجِرُ، وأُخوة يُوسُف قد كذِبُوا بِلا قتلٍ لِأخيهُم فِى حبكة، وبنِى صهيُون قد قتلُوا وصوتُ القتلِ والنارُ تشتعِلُ، وتِلكَ الجُثثُ تنهمِرُ
وجدتُ البُشرى فِى رُؤية نبىُ الله صِدِيقُه، ورُؤيا اليوسُف لِأبيهِ بِإحدى عشر كوكب مِن حولُه قد لُفّ، ونهىُ الأب لِبنيُه أن يقُصص رُؤياه لِأخوتُه فِى حذّرٍ… وتِلكَ البُشرى قد نُصِرت، بِمُلكِ اليُوسُف على مِصرِ وأركانها، فهذا النصرُ مِن ربٍ لا يغفل، ونصرُ القُدسِ فِى القُربِ تتحرر