كتبت / نزهة الإدريسي _ المملكة المغربية
قبل سنوات كثيرة ، وعندما كنت بمقاعد الدراسة بالصف الإعدادي كان لنا مدرس لغة انجليزية، خمسيني، يبذل قصارى جهده من أجل تعليمنا ليس اللغة فقط بل فنون الحياة، بطريقة مبتكرة فيها الكثير من الإبداع لدرجة ان كل من تعلم عنده الا وحصل على مستوى جيد باللغة واستقامت حياته بشكل ملفت .كنا نحبه كثيرا ، وذات يوم ونحن بالحصة تقدمت منه تلميذة زميلة في الفصل وقالت له بنبرة متأثرة جدا يخنقها البكاء ” انا احبك استاذي ” فاحابها على الفور وهو يربت بيده على كتفها بكل حنان ” من يحب معلميه فهو شخص يعشق الحياة ” لم نفهم ساعتها مغزى العبارة فقد صدمنا بالموقف وكنا نأمل فقط ان نخرج منه بسلام ، ومن الحرج الذي انتابنا جميعا. علقت العبارة في نفسي و وجداني وكنت احاول ان افهمها . كيف لمن يحب معلميه ان يكون عاشقا للحياة؟! وما علاقة العشق بالعلم؟! الجواب جاءني رويدا رويدا وانا اتقلب بدروب الحياة..ليس العلم هو حفظ ما لقن إلينا او اجادة القراءة و الكتابة، بل العلم هو اجادة التعامل مع المعلومة التي حفرت في الذاكرة وانتقلت بنا لدرجة الإبداع والابتكار. ولم تتجمد داخل دائرة النسخ والتقليد. اما الإبداع و الابتكار فهو الوسيلة الوحيدة لتجدد الحياة الذي يحميها من الرتابة و التدهور و الفوضى.. وبالتالي نستطيع تحمل تبعات الحياة و تصغر في نفوسنا همومها فنتعلق بها لدرجة العشق..بكل حب .. وبكل شغف .. ننتظر انطلاقة شبكتنا العربية للإبداع والابتكار.. نمد لها أيادي الترحيب الحار من ربوع مملكة الخير والأصالة المملكة المغربية الشريفة. نمد يدنا للايدي الممدودة من كل ربوع وطننا العربي لتلتقي بكل محبة في راحة الحب والعطاء دبي جوهرة الخليج العربي، بإمارات العلم و العرفان مع الشبكة العربية للإبداع والابتكار..طريقنا نحو النبوغ و الرقي وعشق الحياة