المساواة قد تكون ظلم في بعض الاحيان

بقلم د / هاني المصري

تم النشر بواسطة: عمرو مصباح

انهم الأباء والأمهات الذين يحلمون لأبنائهم وبناتهم بمستقبل أفضل واضح المعالم ومحدد الأركان والأسس ويلهثون في الحياة للعمل على إنجاح هذا الحلم وتحقيقه . ولأن كليات القمة كانت ليست كغيرها من الكليات والتي تطلب مجهوداً كبيراً وظروفاً إجتماعية قد لا يحصل عليها الكثير من الطلاب راغبي الدراسة في مجالات الهندسة والعلوم التطبيقية . خرجت علينا وزارة التربية والتعليم المصرية ببارقة أمل بإعلانها إنشاء المدارس التكنولوجيا التطبيقية في مصر . لتحقيق الرؤية الاستراتيجية للتعليم 2030، والتي تستهدف إتاحة التعليم والتدريب للجميع بجودة عالية دون التمييز، وإعداد خريج قادر على التفكير ومتمكن فنيًا وتقنيًا وتكنولوجيًا، بالإضافة إلى تأهيل الطلاب بشكل كلي لمواكبة متطلبات ومهارات القرن الواحد والعشرين بما يتناسب مع التطورات العالمية. فهي نموذج للتعليم المهني التطبيقي المتقدم من حيث العلوم الدراسية وإنتقاء المناهج التعليمية النظرية والعملية . وليست كالمدارس الصناعية النمطية . ففي الوقت التي يتطلب من الطالب الحاصل على الشهادة الإعدادية الحصول على مجموع من 64 % للإلتحاق بالمداس الصناعية .. يتطلب حصول الطالب على مجموع أكثر من 97% كشرط للإلتحاق بالمدارس التكنولوجيا التطبيقية .. ولابد من إجتياز المقابلة الشخصية كشرط للإلتحاق بالمدرسة وأن المواد الدراسية ( رياضة وفيزياء وماث ولغة إنجليزية ودراسات إجتماعية ولغة عربية وتربية إسلامية ومواد علمية نظري وعملي ) بالإضافة الى شرط وجود لاب توب مع كل طالب لمساعدته على الدراسة . وبالطبع كل هذا يتم ترجمته الى مصروفات إضافية ملقاة على عاتق أولياء الأمور .ومن هنا تبدأ الأسئلة في التوارد على الأذهان . بما ان هذا النوع من المدارس لأ يلتحق به الا الطلبة المتفوقين فقط .. إذن هي بمثابة المعادلة الفنية المهنية التي سيقوم بها طالب الدبلوم الفني الصناعى او خريج المعاهد الفنية المتوسطة وفوق المتوسطة .. كشرط للإلتحاق بكلية الهندسة . وبما أن كل العلوم الدراسية في المدارس التكنولوجيا التطبيقية باللغة الإنجليزية فهذا يعني ان الدولة تقوم على إعداد جيل جديد من المهندسين المحترفين والذين يعتمدون في مهاراتهم على إدراك العلوم التكنولوجية والفنية التطبيقية إدراك تام وليست مجرد كلمات محفوظة لتفريغها في ورقة إمتحان نهاية العام .. إن طالب المدارس التكنولوجيا التطبيقية . يتعرض لبرامج تعليمي مكثف طوال فترة الدراسة ونظام شبه عسكري للحفاظ على الإلتزام النوعي خلال فترة الدراسة .. في الوقت الذي نرى فيه حال الدراسة بالمدارس الفنية الصناعية العادية من استهتار وعدم انتظام بالحضور وتدني المستوى العلمي للطلاب .. ومن هنا كانت رؤية الدولة بإنشاء المدارس التكنولوجيا التطبيقية في مصر لإنتاج جيل محترم من المهندسين المهرة .. ولكن !!!!!!!فوجئ الطالب خريج المدارس التكنولوجيا التطبيقية أنه يُعامل كطالب حاصل على دبلوم فني صناعي . وان كل مجهوداته طوال سنوات دراسته كانت لا تساوي مثقال ذرة يمكن أن يثقل كفته في الميزان بينه وبين طالب آخر لم يجتهد في دراسته .. هل يستوي الأعمى بالبصير ؟؟ المساواة هنا ليست عدلاً يا سادة .. بل هي الظلم بأم عينه كيف لطالب حصل على مجموع 64 % أن يتقدم لإمتحان المعادلة بينما مطلوب من طالب المدارس التكنولوجيا التطبيقية الحصول على مجموع 97 % للتقدم لنفس الإمتحان .. كيف تتوافق هذه المعايير من هذا القدر الكبير من كيف تتوافق هذه المعايير من هذا القدر الكبير من العلوم العملية والنظرية التي تلقاها طالب المدارس التكنولوجيا التطبيقية أثناء دراسته ؟!! تلك العلوم التي تلقاها والتي أصبح يتميز بها عن غيره من الطلاب في تلك المراحل المماثلة في المداس الصناعية النمطية ؟كيف لا يتم وضع ذلك في الإعتبار عندما تم وضع تلك المعايير ؟؟ فيما كان التعب والشقاء والمعاناة إذن ؟ أين هو التميز الذي حصل عليه طالب المدارس التكنولوجيا التطبيقية ؟؟مالذي يدعو ولي الأمر أن يصبر على كل هذا ويتحمل تلك النفقات غير أنه يريد لنجله التعليم المتقدم الذي يضمن له مستقبل واعد ومكانةإجتماعية مرموقة . لا أن يُنظر إليه كأحد الحاصلين على الدبلوم الفني الصناعي ألم يخطر ببال المسئول عن صياغة تلك الشروط أنه يلقى بظلم كبير وغير محتمل على كتف طالب تحمل العناء والشقاء طوال سنوات الدراسة وغيره كان يلهو في الطرقات والملاهي مستمتعاً بكل الملذات ؟؟ كيف يمكن ان نساوي بين المجتهد المثابر وبين المستهتر العابث ؟؟؟؟لماذا لا يضع المسئول نفسه محل أولياء الامور ويطبق تلك القوانين على نفسه وأبنائه ليرى الأمور من زاوية أخرى أكثر واقعية ؟؟كيف يتم المساواة بين من تلقى مواد فنية بدائية وبين من تلقى علوم تكنولوجية وقوانين ومعادلات فزيائية ؟ كيف تم التفريق في المناهج الدراسية ولم يتم التفريق في المسمى العلمي كيف يكون الجميع تحت مظلة التعليم الفني ؟؟ هذا لا يجوز يا سادة مالذي يجبر الطالب على تحمل المشاق اذن اذا كانت النهاية هو حاصل عل دبلوم فني صناعي في كل الاحوال ؟؟لماذا لا نريد الخروج بتفكرينا ورؤيتنا من ذلك الصندوق القديم الضيق المتهالك … من صاحب المصلحة في أن يفقد الطلاب الأمل في حدوث أي تطور حقيقي ملموس في بلدنا الغالي مصر ؟؟؟ لماذا نصر على محو كل قنوات الاتصال بين الأجيال بهذه الأفكار التي ما أنزل الله بها من سلطان .. كيف نقنع ابنائنا بأن لكل مجتهد نصيب .. إذا كان هذا و نصيب المجتهد عندما تم مساواته بغيره من العابثين الغير مهتمين بمستقبلهم ؟؟إننا لا نطلب العدل ولا نطلب الرحمة .. وإنما نطلب الإحتكام للعقل الإنساني والنظرة المتأملة تفعيل الرؤية داخل العقل إن بناء الأوطان لا ولن يكون إلا ببناء الإنسان . فلن تقوم للوطن قائمة إلا بسواعد أبنائه .. التي أنتم تحرصون اليوم على كسرها وتحطيمها بتلك القرارات … دعوة لتفعيل العقل

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

يوم الشهيد

بقلم د : خالد الظنحانيرئيس مؤسسة غبشة للفعاليات والتدريبرئيس معهد بصمة للتدريب يوم الشهيد هو …