«في مصر كل حاجة سر.. في مصر ولا حاجة سر».. جملتان متضادتان تعكس الواقع هنا، فما نظنه سراً ليس بسر، وما تحاول أن تخفيه يراه الناس في كل مكان.. هنا تقرأ النفي والإثبات في بيان واحد لـ«النقل»، فلا تعرف من أين وإلى أين!.ومع أننا نرفع شعار “الوقاية خير من العلاج” إلى أننا نأخذ العلاج كنوع من «الاحتياط»، فتصيبنا الأمراض من الاستعمال الخاطئ.. “فلا المريض يثق في الطبيب ولا الطبيب يُصدق التأوهات، تستطيع أن تقول أنهما يعيشان “مرحلة استعباط” فيها كل شئ جائز حتى مهرجان «العجائز».. فلا تفزع إذا ما تم دهان أسد بـ«البلاك».. ولا تأخذ على محمل الجد اعتذار مقاول عن هدم مقابر الإمام، ولا تسأل عن السفينة ولا أصحابها فحكايتها معروفة وإجابتها وضعها «الخضر» ونسختها الحكومات “إنك لن تستطيع معي صبرا”..!.لذا حتى يأذن الله برحيلك.. فلا عليك بمن بقى ورحل من على المقاعد خلف السائق، هذا يهم من داخل “الباص” لا أنت ولا غيرك من قوم “الشعبطة”.. فقد مات خريسييوس ولم يمت الحمار.. خريسييوس تعب من الفلسفة ومن ضغط الحروف لتمر من سم الخياط ومن كثرة التشبيهات والكنايات في المقالات، فقرر أن يشرب حتى ثمل، وإذ به يرى حماراً يأكل حبة “تين” فصاح على ساقي الخمر أن يُعطي الحمار كأساً ليساعده على الهضم، ثم دخل خريسييوس في نوبة ضحك حتى مات.. “مات من الضحك” أم مات لأنه لم يجد حلاً فلسفياً للأزمة الأبدية بين “العربجية والحمير”!.لا أستطيع أن أشرح لك الحكاية أبلغ مما قاله الكلب “محظوظ” مع حفظ الألقاب إذ قال: «يا دنيا .. أمورك غريبة، وأحوالك عجيبة، أبي وصاحب الدار – كلاهما يبيت خارج الدار.. أبى يحرس الدار بالليل من اللص – والدار مبنية من صفيح وطين وقش..!، وصاحب الدار يحرس بالليل بستان الغنى من اللص والغنى نائم..!.. أبى ينبح كل الليل بسبب ومن غير حتى يخاف اللص فلا يقترب من دار ليس فيها ما يسرق..!، وصاحب الدار يقضى الليل كله يتمخط ويبصق وقد يطلق رصاصة فى الهواء ثم يزعق: من هناك ؟: هكذا يخاف اللص فلا يسرق البستان !.. وأبى لا يملك الدار.. وصاحب الدار لا يملك البستان..!.وأخيراً يا عم جمال «مكناش عايزينك تغير كلمات “يبقى أنت أكيد”.. بس كنا عايزينك تعيد على الأسماع والأذهان “دين أبوكم اسمه إيه”.. على فكرة يا عم جمال “كل حاجة بقيت «مسخة».. الكلمة وشطر القصيدة ورنة ووتر العود والأيام.. حتى تعليقات الصحاب تحسها بلا معنى.. حاجة كده من باب الواجب.. تحس إن الحرف فيها كداب.. أنا كنت بسأل فين ألاقي الحرف صادق وقالولي زمان وإنت منهم بين الناس.. قالولي لازم علشان تقدر تخلقه تسمع كل يوم مخاض الشارع.. فتشوفها وهي بتتولد على الشفاه .. تقطفها بكر من خدور العرايس، تلقفها نفحة من إيدين المجاذيب.. تلضمها حبات من حوالين المقامات من ريحة الندى على التراب من وقع خطاوي الشقيانين.. إنت جاملت يا عم جمال باللي مش ملكك.. الحرف مش ملكك ده ملك الناس». ولا حاجة.. حبيت أقولكم ولا حاجة.
الوسومالسعودية الصحفي عمرو مصباح شبكِة هايـدى نيـوز عمرو مصباح مصر
شاهد أيضاً
حياتي كشريط فيلم
بقلم: آية شريف تم النشر بواسطة:عمرو مصباح يتضمن مشاهد متنوعة، من فصول الطفولة البريئة إلى …