كتبه: عبدالإله بن محمد بن مرشد التميمي
اليوم الدولي للتسامح، الذي تحتفل به الأمم المتحدة في السادس عشر من نوفمبر، يمثل دعوة عالمية لتعزيز التعايش والاحترام المتبادل بين الشعوب. وقد أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 كقيمة إنسانية تجمع الأمم على نبذ الكراهية والتعصب.
لكن بالنسبة لنا في المملكة العربية السعودية، التسامح ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو نهج تربينا عليه من ديننا الحنيف، وقيمنا الراسخة، وسيرة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. من أعظم مشاهد التسامح في التاريخ الإسلامي موقفه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، حين أعلن العفو عن ألد أعدائه بكلماته الخالدة: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، مكرسًا بذلك مفهوم الرحمة والتعايش حتى مع من أساءوا إليه.
هذا النهج تجدد واستمر في رؤى قيادتنا الرشيدة. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أكد في العديد من المناسبات أن “التسامح هو جوهر الإسلام”، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عزز هذه القيم بتأكيده على أهمية التعايش مع التنوع الثقافي والاجتماعي في وطننا.
إننا إذ نحيي هذا اليوم، ندرك أن التسامح ليس مجرد قيمة عالمية، بل هو قاعدة راسخة نتوارثها جيلًا بعد جيل، نبني بها مجتمعاتنا، ونرسم بها ملامح مستقبل مشرق يرتكز على المحبة والاحترام المتبادل.