علاء حمدي
نظم مجمع إعلام طور سيناء ندوة حول (صناعة الوعى ودور الإعلام فى بناء الإنسان المصرى) بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية حاضر خلالها أ. أبو السعود أبو الفتوح – مدير ادارة التعلم الذكى واستاذ الصحافة ومدير مكتب البوابة وفيتو بجنوب سيناء بحضور رئيس واعضاء مجلس امناء المدرسة وادارة طور سيناء التعليمة .
فى إطار الحملة التى اطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الدكتور ضياء رشوان وبقيادة الدكتور احمد يحيى رئيس قطاع الاعلام الداخلى وإشراف إعلامي الاستاذ عبد الحميد عزب مدير عام الادارة العامة لإعلام سيناء تحت شعار (إيد فى إيد … هننجح أكيد) والتى تهدف إلى التوعية بأهمية المبادرات الرئاسية
بدأ اللقاء بكلمة ترحيب من الاستاذ احمد السيد عضو مجلس امناء المدرسة بالحضور ثم ألقى إيهاب عبدالله مدير المجمع الإعلامى بطور سيناء نبذة عن اللقاء والذى يدور حول صناعة الوعى ودور وسائل الإعلام فى بناء الإنسان المصرى.
استهل الاستاذ ابو السعود حديثه عن صناعة الوعي ربما تكون أخطر صناعة وأكبر تحدي يواجه أي أمة؛ فالشعوب الغائبة أو المغيبة لا تشارك في صناع مستقبلها، وصناعة الوعي مهمة ثقيلة جدًا لا تقوم بها جهة بعينها ولكن هي مسؤولية كبرى يقوم بها التعليم والإعلام والثقافة والأجهزة المسؤولة عن الشباب والمحليات وغيرها.
وتابع قائلا ولكي ننجح في صناعة الوعي لابد أولًا من أن ننشئ إنسان على أسس وقواعد صحيحة وسليمة، فبناء الإنسان أساس بناء الأمم، وأصعب معادلة في بناء الأمم هو الإنسان؛ لأننا نبني فكر وعقل ونفس وبنيان؛ ومن ثم يقال: أن بناء البشر أصعب من بناء الحجر، فالحجر له عمر افتراضي إن آجلا أم عاجلاً سوف ينتهي لأي سبب من الأسباب، ولكن بناء البشر هو الذي يبقى ويتوارث لا يتوقف، لأنها أجيال تسلم أجيال القيم والثوابت التي تقام عليها المجتمعات والتي تحمي مجتمعنا منذ فجر التاريخ.
واوضح سيادته ال انه في الدين الإسلامي يتم بناء الإنسان على ثلاثة مستويات رئيسية:
– التهيئة العقدية: تتمثل في بناء علاقة الإنسان بخالقه عبر الإيمان الصحيح والتوحيد.
– التهيئة الروحية: وتركز على تزكية النفس من خلال العبادة والتقرب إلى الله.
– التهيئة السلوكية: وتتعلق بالقيم الأخلاقية التي توجِّه سلوك الإنسان في المجتمع.
واردف قائلاً حينما نتحدث عن الإعلام وبناء الإنسان نجد أن دور الإعلام المصري يأتي في مقدمة أدوات وآليات بناء الانسان المصري، وهنا يكمن سؤال مهم وهو كيف نبنى شخصية الإنسان من خلال وسائل الإعلام؟ الجواب: يمكننا أن نبنى شخصية الإنسان من خلال استراتيجية إعلامية متكاملة تتضمن أهدافا واضحة للعمل الإعلامي تساعد على بناء الإنسان من جميع جوانب الحياة المختلفة على مستويين:
اولا : المستوى البنيوى : تطوير المضمون والمحتوي: وذلك من خلال تطوير مضمون وسائل الاعلام بحيث يعتمد المحتوى المقدم لبناء الانسان على دعائم القيم الإيجابية والاخلاقية فى المجتمع والارتقاء بالجانب الروحاني والسلوكى وتقديم النماذج الايجابية كقدوة للشباب، والعمل على بث المضامين الإعلامية الهادفة إلى توجيه سلوك المواطنين وحثهم على تحمل مسئولياتهم فى جميع مجالات التنمية والبناء بأكثر من وسيلة إعلامية وأكثر من أسلوب حسب الجمهور المستهدف من الرسالة .
ثانيا: المستوى الإجرائى: التطوير التقنى والبصري: وهو مستوى اجرائى حيث تحتاج وسائل الاعلام المصرية الى تطوير الشكل والأساليب الاخراجية والبصرية التى تقدم بها المضامين المختلفة لبناء الانسان، ففى ظل ثورة تكنولوجيا المعلومات لم يعد من المفيد تقديم رسالة إعلامية بصورة تقليدية. وفى هذا المستوى تظهر اهمية تدريب وتأهيل الكوادر الاعلامية العاملة فى مجال الاعلام وبناء الانسان فى جميع وظائف العمل الاعلامى، بداية من كاتب النص والمعد والمحرر مرورا الى المذيع والمحاور ثم صانع الصورة والإخراج الفنى بحيث تكون هناك رؤية مشتركة واحدة.
وختامًا نقول: إن الاعلام لاعب رئيسى فى معركة البناء والتنمية ولكن الأمر ليس سهلا، فهو تحد كبير ويستلزم رؤية شاملة وفقا لإستراتيجية إعلامية متكاملة كل عنصر من عناصرها مرتبط بالعنصر الآخر سواء من حيث المحتوى والمضمون والإعداد والإخراج وجميع عناصر العملية الاعلامية حتى يمكن إعادة جذب انتباه ملايين المواطنين لفكرة اعلام الترند الايجابى الذى يقدم معنى وقيمة إيجابية وليس مادة سطحية تافهة تهدم ولا تبنى الانسان.