علاء حمدي
صرح فضيلة العلامة الشيخ علي جمعة، المفتي الأسبق لجمهورية مصر العربية، في محاضرة في محاضرة افتراضية نظمتها لجنة إحياء السنة بجامعة مركز الثقافة السنية يوم الثلاثاء الموافق 17 ديسمبر 2024 إفتراضيا عبر تقنية زووم ، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وضمن فعاليات مهرجان “ق”، بأن المذاهب الفقهية ضرورة العصر، لأنها تمثل مرجعية فقهية شاملة تُعطي للأمة الإسلامية القدرة على التفاعل مع التحديات المعاصرة. وأكد أن تعدد المذاهب واختلاف الآراء داخل الفقه الإسلامي ليس تناقضا، بل هو رحمة واسعة، توفر مرونة كافية للمسلمين لتطبيق الشريعة وفقًا للظروف المختلفة.
افتتح الشيخ علي جمعة كلماته بمنح الإجازة العلمية في الحديث والفقه للحاضرين؛ تشجيعًا للطلاب والباحثين على مواصلة طلب العلم الشرعي والسير على خطى العلماء، وقد لقيت هذه الإجازة ترحيبا واسعا من المشاركين لما تحمله من قيمة علمية كبيرة.
تحدث الشيخ علي جمعة خلال محاضرته تحت عنوان “المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية” عن أهمية تعلم الفقه الإسلامي ومذاهبه، مؤكدا أن دراسة الفقه تعد مدخلا أساسيا لفهم الشريعة الإسلامية وغاياتها. كما ركز الشيخ على المذاهب الفقهية، مع إشارة خاصة إلى الفقه الشافعي وطرق تطوره، لا سيما الطريق الخراساني والمرازنة، موضحا كيف أسهمت هذه الطرق في إثراء الفقه ورفعته إلى مستويات أعلى من الفهم. كما تناول أهمية مقاصد الشريعة الإسلامية باعتبارها الأساس الذي يوجه أحكامها نحو تحقيق مصالح الناس وحفظ كرامتهم.
وفي سياق حديثه عن تاريخ التشريع الإسلامي، عرّج الشيخ على مراحله المختلفة، مشيرا إلى دور العلماء الأوائل في حفظ هذا التراث وصياغته بما يتناسب مع احتياجات كل عصر. وأكد أن التنوع الفقهي يُعد ثروة علمية عظيمة أسهمت في إثراء الفكر الإسلامي وتوسيع آفاقه، مما يتيح للمجتمعات الإسلامية التعامل مع التحديات المعاصرة بروح من الفهم العميق والمتجدد.
وقد تشرفت المحاضرة كلمة من سماحة المفتي ورئيس الجامعة الشيخ أبو بكر، الذي أشاد بمضمون المحاضرة وأهميتها، مقدما شكره العميق لفضيلة الشيخ علي جمعة على إسهامه العلمي. كما أكد حرص الجامعة على مواصلة تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تثري الجانب العلمي والفكري للطلاب. كما شهدت المحاضرة حضور الدكتور عبد الحكيم الأزهري، أحد رموز جامعة مركز، الذي أثنى على جهود اللجنة المنظمة، مؤكدا أن مثل هذه الفعاليات تمثل فرصة ثمينة للطلاب للنهل من علوم العلماء الكبار.
وقد شهدت الفعالية تفاعلا كبيرا من الأساتذة والطلاب الذين طرحوا استفساراتهم العلمية حول موضوعات الفقه ومقاصد الشريعة، وأجاب عليها الشيخ علي جمعة بكل وضوح وعمق.
وفي الختام، أعرب المشاركون عن امتنانهم لهذه المحاضرة القيمة، مشددين على أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات لتعزيز ارتباط الأجيال بتراثهم الفقهي الأصيل، وبناء قاعدة علمية راسخة في فهم الشريعة الإسلامية ومقاصدها.