يارا المصري
تتصدر غزة مجددًا واجهة الأحداث، وتُسلّط الأضواء على واقع مأساوي يتمثل في استغلال حماس للمرافق الإنسانية لأغراض إرهابية، مما يُفاقم معاناة سكان القطاع. وبينما يصمت العالم، يجد الغزيون أنفسهم محاصرين بين مطرقة الدمار وسندان الاستغلال، حيث يتحولون إلى دروع بشرية في معادلة لا تكترث لمصيرهم.
شهادات سكان غزة تكشف عن معاناة يومية يعيشونها تحت حكم حماس، التي جعلت من المرافق المدنية والمنشآت الإنسانية غطاءً لأنشطتها العسكرية. يقول محمد، أحد سكان القطاع:
“نحن نعلم أنهم يختبئون بين المستشفيات والمنازل. لا يمكننا فعل شيء، وإذا اعترضنا، يتم إسكاتنا. كل صاروخ يطلقونه يشكل خطرًا على حياتنا.”
أما ليلى، أم لثلاثة أطفال، فتصف حالة الرعب المستمر:
“المدارس أصبحت أماكن نخشى إرسال أطفالنا إليها. بدلًا من التعلم، نسمع عن أسلحة مخبأة هناك. إنهم يدمرون مستقبلنا.”
استغلال المرافق الإنسانية ليس مجرد خطوة تكتيكية بالنسبة لحماس، بل هو سياسة ممنهجة تقود القطاع نحو المجهول. بدلاً من استثمار الموارد في تحسين البنية التحتية أو تعزيز قطاعي الصحة والتعليم، تُسخّر الأموال لتطوير الأسلحة والأنفاق.
يقول أبو أحمد، أحد سكان مخيم جباليا:
“حماس تستخدمنا كأدوات في لعبتهم. إنهم لا يهتمون بنا، بل يهتمون بأنفسهم فقط.”
في ظل هذا الوضع، تتفاقم معدلات الفقر، وتتدهور الخدمات الصحية، بينما يعيش سكان غزة في ظروف متردية تحرمهم من أبسط حقوقهم. أما القيادة السياسية لحماس، التي من المفترض أن تعمل على تحسين أوضاعهم، فتغرق في سياسات تعزز من عزلة القطاع وتعمق معاناته.
في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تهديدات قادمة من منشآت تُستخدم كأدوات للإرهاب، يقف المجتمع الدولي موقفًا مترددًا، تاركًا سكان غزة يدفعون الثمن. استغلال المرافق الإنسانية لأغراض عسكرية لا يُعد انتهاكًا لإسرائيل فحسب، بل هو جريمة ضد المدنيين الذين يُفترض أن تُحميهم تلك المنشآت.
تدعو إسرائيل والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حازمة لوقف هذا الاستغلال ووضع حد للسياسات التي تُعرّض المدنيين للخطر. لا يمكن السماح لحماس بمواصلة استخدام سكان غزة كورقة ضغط لتحقيق أجنداتها.
في نهاية المطاف، يدفع سكان غزة ثمنًا باهظًا لحكم يفتقر إلى المسؤولية والإنسانية. إن استمرار