افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56 ، وسلطنة عمان ضيف الشرف

القاهرة- محمد سعد

افتتح الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56، بمركز المعارض بالتجمع الخامس، وذلك بحضور معالي عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام العمانب، والمستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية، ووزير التربية والتعليم، وأسامة الأزهرى وزير الأوقاف، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، بالإضافة إلى رؤساء قطاعات وزارة الثقافة والدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق.

وتفقد الوزراء الأجنحة الرسمية الخاصة بالدولة الأجنبية والعربية، بالإضافة إلى جناح وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، وجناح الهيئة العامة المصرية للكتاب، وجناح حلايب وشلاتين .

سلطنة عمان ضيف الشرف

وأكد وزير الإعلام العمانى الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي على أن اختيار سلطنة_عُمان ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 يعكس عراقة العلاقات والروابط المتينة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية الشقيقة في مختلف المجالات لاسيما في الجوانب الحضارية والتاريخية والثقافية.

جاء ذلك فى تصريح صحفي عقب حفل الافتتاح يشيد فيه بجهود وزارة الثقافة المصرية والهيئة المصرية العامة للكتاب في تنظيم المعرض بدورته الـ56 والذي يعد من بين المعارض التاريخية البارزة في الوطن العربي، ويُمثّل رافدًا مهمًّا للقرّاء والباحثين والأدباء والمهتمين، ومصدرًا للمعرفة وللمكتبات؛ نظرًا لما يحتويه من تنوع في الإصدارات والمناشط والفعاليات الثقافية.

كما أكد على أهمية المناشط والمحافل الثقافية، ومن بينها معارض الكتب لدورها في تحسين وتعزيز قيم السلام والتفاهم ودعم دور النشر والأدباء والمفكرين وتبادل الخبرات بينهم ونشر ثقافة القراءة والمعرفة.

بين ضفاف النيل وسواحل عُمان

وتحلُّ سلطنة عُمان اليوم ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب فإنها لا تأتي محمَّلة بالكتب والمخطوطات فقط، بل تحمل على أجنحة الحرف تاريخًا متجذّرًا في الأصالة، وثقافة عبرت البحار والصحاري لتترك بصمتها في الشرق والغرب. إنها لحظة تلاق بين حضارتين عريقتين، تُعيدان اكتشاف بعضهما البعض في ضوء الكلمة المكتوبة، والذاكرة الممتدة، والتاريخ المشترك الذي لم ينقطع رغم تبدل الأزمنة ورغم تحولات السياسة وإرهاصاتها في العالم العربي.

إن أهم دلالة يمكن أن نقرأها في احتفاء معرض القاهرة الدولي للكتاب بسلطنة عُمان تتمثل في عمق الجذور الثقافية التي تربط بين مسقط والقاهرة، بين ضفاف النيل وسواحل عمان، حيث كان البحر رسول المعرفة والتجارة، وكانت القوافل التي تعبر الصحاري ذهابًا وإيابًا تحمل في متونها إلى جوار البضائع القصص والأشعار والأفكار التي صاغت الوجدان العربي على مدى قرون.

لم تكن عُمان صاحبة التاريخ العريق رغم ما يحيط بها من جبال شامخة وبحار مضطربة في معزل عن محيطها، كانت ساحة انتاج فكري وحضاري ومهدا لحضارة قامت على التسامح والانفتاح على الثقافات؛ ولذلك فإن عُمان تحضر في هذا المحفل الثقافي لتؤكد أن الثقافة كانت وما زالت جسرًا نحو المستقبل، وهي التي تعيد تشكيل الوعي في لحظة يبدو فيها العالم العربي في حاجة ماسة لبناء وعي جديد، وهي تسهم في بناء إنسان أكثر إدراكًا لجذوره وأكثر استعدادًا لمواجهة التحديات التي تفرضها العولمة وتحولاتها.

ستقدم عُمان في هذا المعرض إرثها الأدبي والثقافي الذي تميّز بالتوازن بين الأصالة والمعاصرة، حيث المخطوطات النادرة التي توثّق فكر العلماء والأدباء العمانيين، وحيث الأدب الحديث الذي يعكس تطلعات الجيل الجديد من الكُتّاب والشعراء. وسيكون للزائر فرصة الاطلاع على نتاج روائي متفرّد، وشعر متدفق، ودراسات عميقة توثق مسيرة الفكر العماني في مختلف المراحل.

لكن الحضور العماني في القاهرة لن يكون مقتصرًا على الكتب فقط، بل سيكون حوارًا حضاريًا مفتوحًا، تُطرح فيه قضايا الهوية، ومستقبل الأدب العربي، وأهمية حماية اللغة من التهميش في ظل ثورة التكنولوجيا، وكلها موضوعات تتقاطع فيها الرؤى بين عُمان ومصر، في محاولة جادّة لوضع أرضية لما يمكن أن يكون إرهاصات لمشروع ثقافي عربي متكامل.

ورغم أن العلاقات العمانية المصرية متجذرة عبر التاريخ في أبعادها السياسية والاقتصادية وليست في حاجة إلى ترميم إلا أن تعزيز الأبعاد الثقافية والفكرية من شأنه أن يقوي الروابط بين الشعوب أكثر مما تفعل الاتفاقيات الرسمية؛ ذلك أن الثقافة، حين تكون نابعة من روح الأمة، تُصبح قوة ناعمة لا تُنافسها السياسة، بل تُكملها، وتُعمّق حضورها في الوجدان الإنساني.

إن وجود سلطنة عُمان بكل هذا الزخم الحضاري والثقافي في معرض القاهرة للكتاب من شأنه أن يقول بصوات واضح ومسموع: إن الأمة العمانية ما زالت تحافظ على ثقافتها وتصون منجزها الفكري وتحتفي بمبدعيها وأمة بهذا المعنى وبهذا الفعل قادرة على أن تكون فاعلة في مسيرة التاريخ.

وإذا كان كبار مثقفي العالم العربي وصناع الثقافة والكتاب يحضرون كلهم معرض القاهرة للكتاب فإنهم جميعا يشاركون الاحتفاء بالمنجز الثقافي العماني الذي تحتفي به القاهرة باسم العرب جميعا، إنها لحظة مهمة للثقافة العمانية، حيث تُعيد فيها تقديم نفسها للعالم العربي، لا بوصفها، هذه المرة دولة الأمن والأمان ورمز الاتزان السياسي والتصالح، ولكن بوصفها مركزًا ثقافيًا عربيًا ومقرًا لواحدة من أهم الحضارات الإنسانية.

حين تفتح القاهرة أبواب معرضها السنوي للكتاب اليوم فإنها لا تفتحها لدور النشر والكُتّاب فحسب، بل تفتحها للتاريخ كي يتكلم، وللمعرفة كي تتدفق، وللأمم كي تتحاور.. وعُمان، بحضورها الثري، لن تكون مجرد ضيف، بل ستكون ركنًا أصيلًا في هذه المساحة من النور الضاح وستقول بملء فيها وفي مثقفيها أن الثقافة ليست ترفا بل هي قدرُ الشعوب التي تصرّ على أن تكتب مستقبلها بأقلامها، لا بأقلام غيرها.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

اعلام السويس ينظم ندوة التحديات والتهديدات الداخلية وطرق مواجهتها وأثرها على الشعب المصرى

علاء حمدي فى إطار حملة قطاع الإعلام الداخلى (اتحقق قبل ما تصدق ) وذلك للتصدى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *