سجناء القدس الشرقية يروون تجاربهم القاسية

يارا المصري

تم إطلاق سراح عدد من السجناء الشباب، خلال المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وعاد سجناء القدس الشرقية إلى منازلهم، وبعد حوالي 24 ساعة من الإفراج عنهم، روى والد أحد الشبان المفرج عنهم، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن التجربة الصعبة التي عاشها ابنه، وقال إن ابنه عاد إلى المنزل بصحة جيدة، لكنه كان خائفًا للغاية، ويتوقع أن تمر أيام طويلة حتى يعود إلى سابق عهده.

وأكد الأب أن الصعوبات كانت على المستوى العائلي لأن الإجراءات القانونية وتكاليف المحاميين تطلبت منهم أثمان مالية ضخمة استنزفت مقدرات العائلة بشكل كبير، ويطلب الآن من كل الأهالي عدم التجمع حول منزلهم، إذ يخشون عقوبة خطرة قد تعيد ابنهم إلى الاحتجاز إذا انتهكوا شروط إطلاق سراحه.

في الساعة التاسعة من صباح اليوم الاثنين، وصلت الأسيرة الفلسطينية المحررة في صفقة “طوفان الأقصى” الثانية حليمة أبو عمارة إلى منزلها في مدينة نابلس، بعد أكثر من 20 ساعة من الإفراج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي، تكبدت فيها إجراءات قمعية فرضها جيش الاحتلال ومستوطنوه، لتكدير صفو الإفراج والتنغيص على الأسرى وذويهم.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أفرج مساء الأحد الماضي، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، عن 69 أسيرة فلسطينية و21 أسير شبل فلسطيني، نقلوا بداية إلى سجن عوفر العسكري الإسرائيلي قبل أن يطلق سراحهم بعد الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم الاثنين، وذلك لإيصال رسائل الترهيب للسجناء حتى لا يعودون إلى نشاطهم الإجرامي مرة آخري.

ويذكر الشاب الذي تم الإفراج عنه أنه عانى أمام هول اللحظات الأخيرة التي عاشها في عملية الإفراج عنه، حيث يذكر الضغط النفسي الذي عاشه، بدءا بتحقيق المخابرات الاسرائيلية معهم حيث كان يقبع، وما تخلل ذلك من رسائل تهديد وترهيب بعدم الاحتفال به عقب خروجه من السجن.

ولأكثر من 4 ساعات، في حافلة السجن المغلقة وذات المقاعد الحديدية الضيقة، نُقل الشاب وباقي الأسرى إلى سجن عوفر العسكري قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، حيث تم احتجازهم بظروف صعبة هناك لعدة ساعات.

وظهر التنغيص أكثر أثناء إجراءات الخروج لحظة الإفراج، الذي أخَّره نحو 10 ساعات، ولاحق ذوي الأسرى قرب سجن عوفر وأطلق صوبهم الرصاص الحي والمطاط والغاز المسيل للدموع، وأصاب بعضهم بجروح بسبب تجمع العائلات حول السجن، وهو ما كانت تحذر منه قوات الأمن الاسرائيلية.

كما أكد بعض الأسرى والأسيرات أنهم علموا قبل الإفراج عنهم بأيام، وعبر محامين التقوا بعضهم في المحاكم، أن هناك صفقة قد تمت، وأن الإفراج عنهم قريب، كما تمت ترهيبهم بشكل مباشر من ضباط المخابرات بالسجن إذا ما أظهروا أي حالة من الفرح.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

تعزيز التواجد الشرطي في القدس الشرقية: بين الأمن والتوترات

يارا المصري شهدت القدس الشرقية خلال الأشهر الماضية زيادة ملحوظة في تواجد الشرطة في مختلف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *