متطلب التغيير في العصر الحديث

بقلم / د. وليد ناصر الماس _ اليمن

لماذا ومتى يجوز الخروج عن الحاكم، ومتى لا يجوز الخروج؟.تساؤلات أثارت جدلا واسعا على مدى قرون طويلة؛ لكن السؤال الأهم هل يستمر مثل هذا الجدل العقيم مستقبلا؟.مثل هذه الجدل والأخذ والرد لا قيمة له في العصر الحالي، في ظل الدولة المدنية الحديثة التي يحكمها الوعي.التغيير في المجتمعات الحديثة لا يتطلب موافقة أو إيعاز من رجل الدين، بل يحدث ذلك التغيير تلقائيا بالوعي الجمعي للمجتمع ورغبته في إحداث التغيير المرجو، وهذا جوهر الفرق بين العصور الماضية التي حُكمت بالحديد والنار تحت سلطة الفرد ورجل الدين، وبين العصر الحالي القائم نظام الحكم فيه على العدالة والمشاركة الجماعية.عندما حاول الفلاسفة والمفكرون العرب والمسلمون وضع قواعد واضحة للتغيير نحو الأفضل في مجتمعاتهم، في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، اصطدمت جهودهم الإصلاحية بتزمت رجال الدين وسلطة الفرد، وهكذا أخذت الحضارة العربية الإسلامية تسلك منحى الانحدار حتى تراجعت بشكل كبير إلى أن سقطت تماما.لقد حمل رجال الدين على عاتقهم ليس مجرد السلطة الدينية فحسب، بل مشاركة الحاكم في سلطاته الدنيوية، حتى صاروا همزة وصل بين الأرض والسماء، فكان رجل الدين هو الصحافة والإعلام، وهو مروض الشارع ومدجن الناس، وداعيهم للخضوع والقبول بالاستبداد والفساد، وضامنهم بالأجر عن الصبر والطاعة لظالمهم، ولكن مع بزوغ فجر التنوير العربي الإسلامي ببروز كوكبة من رجال الفكر والعلم والبناء أحس بعض رجال الدين بفقدانهم لامتيازاتهم غير المشروعة على حساب الأغلبية المسحوقة، فخاضوا معارك طاحنة مع التيار الإصلاحي مدعومين من سلطة الفرد، تحت عناوين مختلفة، كان من أهم نتائجها أفول نجم الحضارة العربية الإسلامية، وانحسار نفوذها وتراجع مكانتها، وما أشبه الليلة بالبارحة.

الغردقه - شارع الشيراتون القديم بجوار فندق روما علي البحر - تليفون  0653447115  موبايل  - 01020238453

عن 1

شاهد أيضاً

كبسولات نفسية

كتبت: د/غادة حجاج “عندما يكون الشخص سريع الحزن، تأكد أن هناك من أتعب قلبه دون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *