سيتوقف التاريخ كثيرا أمام الموقف البطولى للقائد الشجاع الرئيس عبدالفتاح السيسى تجاه تصفية القضية الفلسطينية والذى كان بمثابة الصخرة التى تحطمت عليها الأحلام الصهيونية الأمريكية بتهجير الفلسطينيين من أرضهم لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى والتى تمتد حدودها من النيل إلى الفرات.
الرئيس السيسى تعامل بكل شرف فى زمن عز فيه الشرف ولم ينتظر طويلا بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن مخططه للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن فيما يشبه “وعد بلفور” القرن الجديد ليعطى من لا يملك من لا يستحق، وأعلن الرئيس السيسى رفضه القاطع لهذا المخطط مؤكدا أن أرض مصر للمصريين وأن هذا المخطط ظلم لا يمكن أن تشارك فيه مصر التى كانت وستظل قلب العروبة النابض والتى ضحت ومازالت تضحى من أجل الحفاظ على القضية الفلسطينية التى لم تغب يوما عن دعمها وتعتبرها جزءا من الأمن القومى المصرى .
والحقيقة إن هذا ليس بجديد على مصر وليس بجديد على قائدها الرئيس السيسى الذى بذل جهودا مضنية من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على الأشقاء فى غزة ففى أكثر من محفل أكد الرئيس أن ما قامت به إسرائيل عقب العملية العسكرية “طوفان الأقصى” من قتل وحصار وتهجير قسري وسياسات العقاب الجماعى من تجويع واستهداف الأبرياء جرائم غير مقبولة بأي حال وحذر دول العالم من توسع رقعة الحرب في حال انزلاق أطراف إقليمية ودولية أخرى وهو ما تحذر منه مصر مرارا وتكرارا ، وهو الموقف الذى يعبر عن إرادة الشعب المصرى بأكمله تجاه القضية الفلسطينية.
الرئيس السيسى تبنى موقفا شجاعا ولم يهب أحدا وأعلنها صراحة حتى يدرك الجميع القاصى والدانى والكبير والصغير إن مصر لا تقبل بالإملاءات الخارجية وهى دولة ذات سيادة قرارها مستقل ونابع من قيادتها الوطنية التى لا تفكر سوى فى الحفاظ على أمنها القومى وتتعامل مع كل الدول بمبدأ الاحترام المتبادل مع التمسك بمبادئ القانون الدولي واحترام العهود والمواثيق ودعم دور المنظمات الدولية، مع الحرص على الحفاظ على توازن يربط أهداف مصر ومصالحها الاستراتيجية في إطار استقلالية القرار المصري.
وأكد الرئيس بما لا يدع مجالا للتفاوض أن إعادة الإعمار هى السبيل الوحيد لاستقرار غزة وضمان بقائها فى قلب المعادلة الفلسطينية، وليس تفريغها من سكانها لصالح الهيمنةالإسرائيلية، وعلى كل من لا يعلم قيمة هذا القرار وهذا الموقف الشجاع والبطولى للرئيس السيسى، أن يتابع تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مارك كيميت والذى قال :” أن
الرئيس السيسي ربما قام بإهانة الولايات المتحدة الأمريكية عبر التعبير عن عدم رغبته في تلبية دعوة ترامب، وهذا أمر سينعكس سلبا عليه”، وهى عبارة تكشف كم الغضب الأمريكى تجاه موقف مصر التى قادت جهودا كبيرة لتوحيد الموقف العربى والعالمى لرفض خطة الرئيس الأمريكى والتأكيد على أن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية يمثل الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم.
أخيرا تبقى أن أؤكد أننى وجموع الشعب المصرى خلف القائد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل ما يتخذه من قرارات ،وندعم موقفه الشجاع بل ونفتخر أنه قائد مصر فى هذه الفترة العصيبة ونثق فى أنه قادر دائما على قيادتها بما يمتلكه من سياسات حكيمة.