كتبت : هاجر سمير
كرّم عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة الأمين العام لجائزة الشارقة للإبداع العربي/ الإصدار الأول؛ 18 فائزا وفائزة في الدورة الخامسة والعشرين من الجائزة، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء.
وسلّم العويس والقصير الفائزين ولجان تحكيم حقول الجائزة الستة، شهادات ودروعاً تذكارية، تقديراً لمجهوداتهم الفكرية والأدبية والأبداعية.
وهنّأ العويس الفائزين بالجائزة، وأثنى على جهودهم الأدبية في إنجاز إصدارهم الإبداعي الأول والذي نال، باستحقاق، الفوز في جائزة الشارقة للإبداع العربي.
وقدّم الفائزون شكرهم إلى الشارقة بوصفها “حاضنة للإبداع والمبدعين”، وأثنى هؤلاء على الرعاية والاهتمام الكبيرين من إمارة الثقافة للأدباء والمثقفين والمفكرين والنقاد العرب، “حيث تمهد الطريق لكل شخص يسير في درب الإبداع”، وأشار الفائزون إلى أن الشارقة جمعت العالم على حب الأدب.
وشهد اليوم الثاني من فعاليات الجائزة قراءات شعرية للفائزين في مجال الشعر، وهم: وليد الشواقبة، وسجّاد النَبي السَلَمي، وأشرف محمد “ابن عامر”.
وقرأ الشواقبة من كتابه الفائز بالجائزة، وأنشد من قصيدة بعنوان “ناي ونرد”، حيث الطريق والبدء، يقول:
هنا الطريق/ هناك البدء والضد/ لا يخطئ الناي لكي يخطئ النرد/ في الشك غابة شوك/ في اليقين ندى/ ونحن فوق الندى والشوك نمتد.
وقرأ أشرف محمد من قصيدة جديدة كتبها في حب الشارقة، قال فيها: من كل باب جار حسنك طارقه/ عرفت روحي فادخلي يا شارقة/ يا أخت سلطان التصحر في دمي/ نضج يرى كل المجاز مراهقة. ومضى يقول: قولوا لهم في خورفكان لم يزل معنى يقتّل فتية في الشارقة/ سأعلق الملكوت في حناجري الذكرى/ واشرد في رؤاها البارقة.
كما شهد اليوم الثاني أيضا سلسلة قراءات قصصية للفائزين في مجال القصة القصيرة لكل من: نور الموصلي، ونجود القاضي، وفاطمة بنت جمال الحارثي.
الورشة العلمية
تواصلت أعمال الورشة العلمية المصاحبة للجائزة في محوريها الثاني الذي حمل عنوان “التكنولوجيا والسرد”، وتحدث فيه: فاطمة عبد الحميد محمد – من مصر، ونور الموصلي، من سوريا، والضوي محمد الضوي، من مصر، ونجود القاضي، من اليمن، والثالث بعنوان “الواقع مدخل إلى الافتراضي” وتحدث فيه: أحمد الصادق محمد، من مصر، وإبراهيم المطولي، من مصر، ود. تامر محمد عبد العزيز، من مصر، ووسام الصياح، من سوريا.
تحدث فاطمة عبد الحميد حول الرواية الرقمية، وقالت: “تأتي الرواية كأكثر الأنواع الأدبية التي أفادت من التكنولوجيا والتقنيات الرقمية الحديثة، يرجع ذلك إلى طبيعتها المرنة، وفضاءاتها المتعددة التي تجعلها قابلة للتحول والتطور وامتصاص أية ألوان أدبية أو فنية أخرى. ويدل على ذلك كم الإنتاج الرقمي الروائي على الساحة الأدبية لا سيما العربية مقارنة ببقية الأنواع الأدبية /الرقمية الأخرى، وقد أثر الواقع الافتراضي – شكلاً ومضمونًا في تكوين الرواية الرقمية/ التفاعلية، إذ إن بنيتها الأساسية التي تعتمد عليها (الروابط) تشير إلى ذلك الواقع، كما أن معظم التقنيات الرقمية التي أصبحت توظف داخل هذه الرواية تمثل هذا الواقع، وتعكسه”.
وأشارت نور الموصلي إلى أن الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة والتي شملت مختلف مناحي الحياة، أثرت تأثيراً مباشراً على الكتابة وأشكالها؛ فمن الحبر والورق الذي ألفته أنامل البشرية إلى الألواح الذكية والشاشات الرقمية، التي تواكب عصر السرعة وتلحق بركب التطور الشامل الذي طرأ على العالم.
وفي محاولة لتسليط الضوء على السرد الرقمي ترى الموصلي أن رواية (ظلال عاشق) لمحمد سناجلة خير مثال جمع بين الافتراضي والواقعي بكل تأثيراته في البنية السردية المحملة بتقنية جديدة في الكتابة الرقمية تجمع بين الروابط والهوامش، فالرواية تقع في (300) ميغابايت مشغولة على برنامج فلاش ماكروميديا بلغة رقمية جديدة تعتمد على فنون الأنيميشن والجرافيكس والصورة والصوت والحركة والإخراج السينمائي، إضافة إلى استخدام تقنية النص المترابط (الهايبرتكست) في بنيتها.
وقال الضوي محمد في ورقته البحثية إن أجمل ما صنعته التكنولوجيا في العشرين سنة الأخيرة، هي تعميق الصلة المباشرة بين المبدع والمتلقي، فقبل ذلك الوقت، يوم أن كان الجمهور يتلقى الأدب فقط من خلال المطبوعات الورقية، كانت فرص مشاركة المتلقي للأديب في تنقيح النص قبل الوصول إلى صورته النهائية شبه منعدمة، سوى في الجلسات التي تُعقد لمناقشة مسودات النصوص الأدبية، وهي جلسات قليلة الحضور، ونوعية الجمهور، مشيرا “أما الآن، سواء فيما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي أو بأي منصات تتيح للجمهور التعليق على المحتويات سلبا وإيجابا، فقد أصبح من شأن المتلقي أن يطالع النصوص الأدبية في مراحلها الأولى، وقبل مرورها بمرحلة التنقيح، بحيث صار المتلقي شريكا برأيه وتعليقاته، في هذا التنقيح، وهذا زاد من التفاعل بين الأدب وجمهوره، الذي يسهم في تشكيله، جنبا إلى جنب مع مبدعه”.
وتناولت ورقة نجود القاضي جوانب عدة، وذهبت إلى تعريف الادب الرقمي بقولها:” هذا الأدب التفاعلي المنفتح أنتج مولوداً يدعى (السرد الرقمي)، وهذا المولود هو الابن الشرعي للإنسان الرقمي، إنسان العالم الافتراضي وشاشات البلازما, وهو استمرارٌ منطقيٌّ لسنة الكون في التغيير، إن نظرية التطور الأدبي ما كان لها أن تكون لولا تطور وتفاعلية التكنولوجيا، وقد كسرت التكنولوجيا حاجز الوقت والجغرافيا واللغة أحيانًا، لخلق الوعي والمشاركة والعمل والتفاعل حول القضايا المحلية والعالمية مما أشرك الجماهير في عملية إحداث التأثير”.
تحدث أحمد الصادق في المحور الثالث، وقال إن تأويل النص الرقمي يكشف أن تنازل المؤلف الرقمي عن نصه للمتلقي لا يلغي بأي حال من الأحوال الذات المؤلفة، فهي تظهر في مواقع عدة باعتبارها صاحبة المادة الخام واللبنة الأساس، والأصل في الإنتاج الأول لهذه النصوص، موضحا” فتظهر ذاته من خلال توجهاته وأفكاره المدرجة ضمن مؤلفات .