النظاره السوداء .. بقلم “هيام كامل”

النظاره السوداء

بقلم

“هيام كامل”

فأنا دائما ألبس النظارة السوداء نحو التكنولوجيا منذ أن عصرتها وأضمر لها  كراهية شديدة و عداء لها منذ ولادتها ،، ومنذ البداية وأنا أشعر بأن أتجاه العالم نحو العوالمه اللامفهومه ، والتي لا نعرف الهدف الحقيقي منها ، والإنفتاح العالمي الرهيب في أسقاط كل الحدود وكل الخصوصيات ، بحجه ان العالم لأبد ان يصبح قرية صغيره ، وبحجه التقدم الغير معلوم و الي أين  نحن نتقدم ؟؟كنت منذ البداية وأن أري النقطه السوداء في نهاية هذا الطريق ، وكلما تقدمنا أكثر شعرت بضيق في صدري أكبر ، وشعرت اني غير قادره علي التقاط أنفاسي بسبب هرواله التكنولوجيا ورائي ومن أمامي ، بسبب أني أصبحت تحت السيطرة الكامله لهذة التكنولوجيا بكل تفاصيل حياتي ،، ولهدف غير معروف ومرعب في آن واحد ،، التقدم اللا  أخلاقي والرقي المزيف ، والتكنولوجيا الأستعمارية الحربيه المسيطره المهيمنه علي العالم الجديد أصحبنا في حرب عالميه جديده وهي العاشرة والخاسرة والنهائية ،، وأن لم تخضع كل العلوم إلي الأخلاق أصبحت سموم لا علوم ،، وكلما تقدم العالم في سرب المعلومات والإنترنت  والأقمار الصناعيه كلما شعرت أن الأمان يسلب مني ،، والخوف يسيطر علي ،وأني بين أنياب ذئب ضخم وأسود مفترسه وكلاب ضآله ،، تهتك ستر كل من يستخدم هذه المسماه بالتكنولوجيا المتقدمه ، يقول الله تعالي ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )

هكذا وصف الله تعالي الخمر في القرآن ولله المثل الأعلي ،، وهكذا أصف انا التكنولوجيا بالخمر أثمهما أكبر من نفعهما ،، رحمنا الله تعالي وأجرنا من شرها وحفظنا مما سوف تسوقه الينا خلال الأعوام المقبله ،، مازالت أنتمي وبلا فخر الي العالم القديم ،، وأتمني عوده الماضي ،، وأخاف مر المستقبل ،، لكني في النهاية أعيش الحاضر لحظه بالحظه ، وأحاول أصطناع الأمل في مستقبل مشرق وسعيد ،، وأتجاهل كل ظنوني باللجؤ إلي الثقه في رب العالمين وهو مخلف كل الظنون والأمر كله بيده ،، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا،، ولعل  الله عزوجل ينجينا بمن هم مخلصين فينا ،، ولعلنا نفطن الي صناعة سفن نوح لتنجينا من الطوفان القادم ،، وتبحر بنا علي شواطئ الأمان ،، وحين ذاك سوف اخلع النظارة السوداء وأري زرقه السماء وأستمتع بها بدون أقمار صناعيه تحدق بي وتجمع عني كل أخباري وتتجسس علي ونسو قول الله تعالي (ولا تجسسوا ) ويقول النبي صلي (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ، ولا تحسسوا ، ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا )

اللهم أنزل علينا سترك مهما تتطاولت علينا الأنظار ، وأنزل علينا لطفك مهما حدث لنا من أخطار ، وأرفق بنا مهما جرت علينا الأقدار ،،، آمين آمين آمين.