كتبت : هند الصنعاني
كتبت الأستاذة خديجة قرشي عضوة المكتب التنفيذي لرابطة كاتبات المغرب والمستشارة مكلفة بالإعلام والتواصل أن “في عمق الشرق” نص رحلي يسافر بالقارئ إلى الشرق، فهو مؤلف يندرج ضمن أدب الرحلة للكاتبة الصحفية والمسرحية بديعة الراضي، رئيسة رابطة كاتبات المغرب، ولد من جديد في طبعته الثانية، حيث وقعته الروائية المغربية في إطار فعاليات الدورة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، برواق دار النشر “سوماكرام”.
وفي حفل التوقيع الذي حضره عدد من الحضور المميزين على رأسهم سفير دولة ليبيا بالمملكة المغربية ورئيسة رابطة الكاتبات المغاربيات، فرع ليبيا وثلة من المثقفين والمهتمين بمجال الأدب والفكر، إلى جانب رئيسة المجلس الإداري لرابطة كاتبات المغرب السيدة خطيبة منديب وعضوات المكتب التنفيذي للرابطة، تحدثت الكاتبة بديعة الراضي عن ظروف السفر في مهمة استطلاعية قادتها إلى الصين رفقة أطر الأحزاب السياسية إلى منطقة قوانغشي التي تتمتع بالحكم الذاتي. كما تحدثت عن تجربتها في اكتشاف الآخر وتوثيق مشاهداتها وانطباعاتها مستحضرة حس الكاتبة “المحاصرة بمخاض الكتابة”.
ومن الصين إلى لبنان ثم إلى مصر، فتونس، حيث تنوعت المشاهدات بتنوع الأمكنة التي زارتها والمحطات التي تنقلت بينها والتي تركت أثرا في نفسها كصحفية ترصد الحدث وتستحضر تداعياته وتكتبه بشغف المتتبعة المحبة.
وبمناسبة هذا التوقيع، قدّمت الناقدة المغربية الدكتورة مريم دمنوتي قراءة نقدية لكتاب “في عمق الشرق”، قاربت فيها مُكون الرحلة انطلاقا من مرجعية سردية، لا سيما أن الكتاب يوثق لرحلة ممتدة في الأزمنة والأمكنة. سافرت الكاتبة بالقارئ- تقول الناقدة – إلى عوالم مختلفة تربط شرق آسيا بدول المشرق العربي، لاسيما أثناء سفر الكاتبة إلى الصين في إطار مهمة رسمية خارج المغرب. وتردف الناقدة قائلة :” تتداخل في كتاب “في عمق الشرق “خطابات متعددة منها ما هو تاريخي وجغرافي وسياسي وأدبي، لكن ما جعل هذا الكتاب – في تقديرنا الشخصي- يندرج ضمن النص الرحلي، هو تضافر سمات الخطاب الرحلي جميعها: من توظيف الكاتبة لضمير المتكلم وهي تؤسس لفعل الحكي المقترن بمتعة السرد، حضور بنية السفر(ذهابا وإيّابا) وهي في العمق سفر في الزمان والمكان، هيمنة صيغة الوصف على صيغة السرد، ينضاف إلى ذلك البعد المعرفي الذي يؤثث لخطاب الرحلة والذي يتجلى بوضوح، فيما قدّمته الكاتبة بديعة الراضي في هذا الكتاب من معرفة تاريخية وجغرافية وسياسية للقارئ أثناء زيارتها لبعض الدول الآسيوية والإفريقية “.
وجدير بالذكر أن بديعة الراضي أحد الأسماء المغربية البارزة في الصحافة والفن الروائي والمسرحي، إذ ساهمت بالعديد من المشاركات الأدبية بعدة مواقع وصحف عربية.
بديعة، التي ولدت يوم 8 أبريل من عام 1969، بدأت تكوينها في الآداب، إذ حصلت على الإجازة في اللغة العربية وأدابها، ثم نالت على شهادة استكمال الدروس (السلك الثالث) تخصص: سرديات، بالإضافة الى دبلوم التكوين في مجال كتابة السيناريو تخصص: تحويل النص الروائي إلى الفيلم التلفزيوني والسينمائي.
وبالإضافة إلى ولعها بكنابة السيناريو والمسرح والأدب، قررت الراضي ولوج عالم الصحافة، إذ عملت كصحافية بالاتحاد الاشتراكي منذ 2007، وقبل ذلك كانت مسؤولة القسم الثقافي بجريدة السياسة الجديدة من عام 1998 إلى عام 2007.