هناك حكمة قديمة تقول: إن أجمل الأحلام هي تلك التي لم نحققها بعد، وأسعد الأيام هي تلك التي لم نعشها بعد، حقيقي لم أعد أعرف هل أصدق الحكمة أم الواقع؟ فهل الروتين اليومي في العمل والسعي وراء متطلبات الحياة وهل البحث عن الراحة والحب وعن من يفهمك ويشعر بك يعتبر من قائمة تحقيق الأحلام؟ فأين السعادة من الصراع اليومي الذي نحيا فيه نظرًا لظروف الحياة، وتحمل مسؤوليات متعددة لا تترك مجالًا للشعور بالسعادة والتي قد تأتي بأمور بسيطة، ولو فكرت بهذا المنطق سأفقد الإحساس بالسعادة؛ لذا علي أن أكون منصفة ومتزنة بين واقعي وأحلامي، فلا أدور في دائرة مفرغة بين الطموح والأحلام، وأعيش في ازدواجية تفقدني القدرة على إيجاد معيار حقيقي لأي شيء وكل شيء، وأستفيق بعدها لأجد نفسي فقدت معنى كل شيء ومتعة كل شيء، ولكن مهما كانت الظروف قاسية فلن أجعلها تفقدني الرغبة في مواصلة مشواري، لسبب بسيط هو أني مؤمنة بأن الله سبحانه سيفرجها، فلن أقف عاجزة أمام أزماتي حتى لا تدمرني، فأنا أحب الحياة وأحب البشر، وأحب كل المواقف التي تظهر لي معادن من حولي، وأستطيع أن أهزم بصبري كل من يحاول أن يهزمني، ولا ينبغي أن أنظر نظرة تشاؤمية، فهناك أمور كثيرة جميلة في حياتي ولله الحمد والشكر، وأولها نعمة الصحة والعافية والتي لا يوازيها نعمة، ربنا يديمها ويحفظها، وهناك الشعور الداخلي بالأمل والحب والرضا والقناعة، وهم أساس السعادة، وفي أعماقي أمور بسيطة ارتبط بها وتمنحني السعادة. فالحياة لا معنى لها بدون أحلام، ومن منا لم يحلم؟ وحتى لو لم يتحقق حلمه فإنه سيصنع لنفسه حلمًا آخر وآخر حتى نهاية حياته، ويظل يراوده الأمل في تحقيق ما حلم به يومًا، فموت حلم ليـس نهايـة الحياة، فمازالت هناك أحـلام تنـتظـر التحـقيق؛ لذا فأنا لن أفقـد الثقـة فيمن حولـي بسـبب حـزن سببه البعض لي؛ لأنه في المقابـل هناك أشخـاص رائعـــون يتمنون لـي السعادة ويدعـون لـي بالخيـر. فالحياة بدون أحلام تكون جافة لا طعم لها، وتخرج الشخص من طور إنسانيته ليصبح كالآلة المبرمجة، أُلغى فيها قلبه، وتجرد من مشاعره وعواطفه، واستبدلها فقط بعقله، وكلنا نحلم وتزداد أحلامنا في ذروة الضغط النفسي والمادي والعاطفي والمعنوي والاجتماعي الذي يهجم علينا، فنرى أنفسنا تحت شدة ووطأة الألم نحلم بكل ما هو جميل ورائع، وقد يُعيـد لنا حلمـًا قُتل وقلباً طُعن إنها دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص، ويحاول أن يهب من حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح، وتعزيه وتخفف عنه في وقت الحزن، فلا نقلل من شأن الأحلام، فالدنيا بدونها رحلة جافة ومملة، ولا ننسى بأن بعض الأحلام قد تتحقق..
أميمة عبد العزيز زاهد
من مواليد المدينة المنورة مدربة تربوية ومستشارة إعلامية لديها العديد من المؤلفات الاجتماعية معروفة بكتاباتها الرومانسية والواقعية المؤثرة في مجتمعها خاصة من الجيل الجديد.